قال المهندس عمرو على، وكيل مؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية الجديد: إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمام مجلس النواب، أمس السبت، جاءت فيه المقدمة والديباجات والجمل العاطفية والوطنية بعدد "800 كلمة"، ومثلت نحو ثلث كلمات الخطاب، وهو أمر متوقع ومفهوم للخطاب الأول للرئيس أمام البرلمان. وأوضح على، في بيانٍ له، اليوم الأحد، أنه على سبيل المقارنة، كان خطاب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك الأول أمام مجلس الشعب، بعد تنصيبه رئيسًا 14 أكتوبر 1981، بعد اغتيال الرئيس محمد أنور السادات، احتلت الديباجات العاطفية والوطنية أكثر من 70% منه. وأشار إلى دخول مصطلح جديد في اللغة السياسية للرئيس، وهي جملة "تحدي التحدي"، والتي قالها في خطابه أمس، والمصطلح إن كان جديدًا على الساحة السياسية، إلا أنه "مقتبس" من شعارات القوات المسلحة المصرية، وهو شعار مشروعات القوات المسلحة، الذي رفعته في أغلب مشروعاتها. وتابع على: "احتل كشف حساب العام والنصف الرئاسي الماضي أكثر من 40% من خطاب السيسي بنحو 1000 كلمة، حيث قسم الرئيس هذه الإنجازات إلى عدد من المحاور، هي بالترتيب البنية الأساسية، التنمية البشرية والشباب، التعليم والمعرفة، مكتسبات محدودي الدخل، الدور المصري الإقليمي والدولي". وقال: إن الجزء الثالث من الخطاب شمل رسائل السيسي للبرلمان وهي جاءت متسقة تمامًا مع كونه سلم السلطة التشريعية للبرلمان، وأنه ليس عليه وصاية على قرارات هذا البرلمان في ظل الدستور الجديد، موجهًا 7 وصايا عامة، بدون تحديد مسارات أو قوانين بعينها، وهي "تمسكوا بالدستور والقانون، كونوا انعكاسًا حقيقيًا لنبض الجماهير، مارسوا العمل السياسي بتجرد ونزاهة، اعملوا على بناء حياة سياسية سليمة، مارسوا سلطة التشريع والرقابة بالتكامل مع باقى سلطات الدولة التنفيذية والقضائية ومؤسساتها جميعًا". ولفت إلى أن الدعوة لأن تكون قضايا التعليم والصحة والإعلام وتجديد الخطاب الديني على رأس الأولويات وأن يكون محدودو الدخل والشباب والمرأة موضع الاهتمام، جاءت في "400 كلمة"، وشمل هذا المحور 15% تقريبًا من خطابه، وهي من أذكى فقرات الخطاب، بحسب وصفه، والتي تتناسب مع أحكام الدستور الجديد وفصل السلطات. واستطرد على:"لم يحاول السيسي الحديث كثيرًا عن الماضي وذكر أحداثه بشكل واضح، حتى أن خطابه للمرة الأولى خلى من ذكر مباشر لثورتي 25 يناير و30 يونيو، والاكتفاء بذكر جملة ( ثورة وطنية شديدة النقاء ) والذي فهم منها وصف ثورة 30 يونيو، وبنفس الطريقة لم يحاول السيسي ذكر الإخوان في خطابه بشكل مباشر، واكتفى بالشروحات المعتادة منه ( قررنا استعادة الوطن ممن أرادوا اختطافه لحساب أهدافهم المنحرفة ومصالحهم الضيقة)، وجملة ( يستعيد حلمه للمستقبل في مواجهة دعاوى الردة ودعاة التخلف)". وأضاف: "شغل اهتمام السيسي بمواجهة الإرهاب قدرا لا بأس به في خطابه الأول أمام البرلمان، وتخلل الخطاب ذكر لكلمة الإرهاب في المقدمة، ونهاية الخطاب، بشكل يتضح فيه حجم اهتمام الرئيس به، بل أنه وجه من خلال كلمته العالم للوقوف أمام الإرهاب، في تكرار لمخاطبات كل الرؤساء المصريين حول هذا الأمر، مستخدما كلمات المؤامرة والتحدي، أكثر من مرة، واضعًا العالم أمام خياراته". وأكد عمرو أن الرئيس أثبت في كلمته حول كشف حساب عامه الأول، أنه رئيس البنية الأساسية، فتركيز الرئيس على أولويات التنمية عبر تهيئة البنية الأساسية من طرق وكهرباء ومسارات تجارية بحرية وبرية هو دليل على رؤية الرجل عن التقدم وطرقه، وهو ما أعطى رسالة للبرلمان أنه هيئ الطريق نحو الاستثمارات على الأرض، منتظرًا القوانين التي سيصدرها المجلس حول هذا الموضوع. وتابع:"رغم أن الرئيس أفرد الجزء الثاني من إنجازاته خلال الفترة الماضية للشباب، موضحًا دور حكومته في بناء الثقة بين الشباب والمؤسسات الحكومية، إلا أن الممارسات على الأرض أقل من اجتهادات خطاب السيسي في البرلمان". وقال: إنه كان من الغريب أن يغفل خطاب السيسي في الحديث حول توفير المسكن الكريم لمحدودي الدخل، رغم مجهودات الدولة الكبيرة في هذا المشروع، وقرارات الحكومة الأخيرة بإضافة 100 ألف وحدة جديدة وعاجلة على ما تم تنفيذه. وشدد وكيل مؤسسي حزب الجبهة الديمقراطية الجديد على أنه في المجمل جاء خطاب السيسي متوازنًا و" سياسيًا " ومتوافق مع صلاحيات منصبه الذي حددها الدستور، وجاء محترمًا لتقاسم السلطة الجديد، ملقيًا الكرة الآن في ملعب النواب وقوانينهم الجديدة.