وقد تأكد الشرقاوى من نجاح المسرحية راح يدعو بعض أصحابه من الصحفيين، وقليلا من النقاد للمسرحية ويتحدث عنى بالسوء، وتأثر بعضهم فكتب يمدح كل ما فى العرض إخراجا وديكورا وتمثيلا إلا التأليف. خاصة الذين شاهدوا المسرحية بعد أن ترك أستاذ قسم التمثيل بالمعهد العالى للفنون للمسرحية، للممثلين حرية أن يقولوا ما شاءوا أن يقولوه، وأذكر أنى سمعت الأستاذ الشرقاوى مرة وأنا طالب وهو يسخر من الذين يتخرجون فيعملون فى مسرحيات بعناوين من عينة (تعالى لى يا بطة) وكان عنوان مسرحيتى الذى غيره الشرقاوى من (مين قتل برعي؟) إلى (إنهم يقتلون الحمير) من أسباب الحكم عليها، واستخدمه الصحفيون فى ربط الحمير بصناع العمل!. ولم ينتبه الشرقاوى إلى أن هذا معناه أن الكل ضمن هؤلاء الحمير!. وإليك نماذج من بعض كتابة الصحفيين والنقاد، وبدأها الراحل جلال العشرى الناقد المحترم فى مجلة الإذاعة بعنوان (إنهم يقتلون المسرح.. أليس كذلك؟) وقد أثنى على العمل إخراجا وإنتاجا وتمثيلا وديكورا وموسيقى إلخ، ما عدا المؤلف كأنى سقيتهم شرابا مسكرا ليقدموا على هذا العمل وهم سكارى! أو لأنهم لا يهتمون بفن المسرح أصلا والأمر كله مجرد سبوبة وهذه هى الحقيقة. فالناقد أسند إلى شخصى كل البذاءة بل كل الإشارات والحركات والصرخات وكل ما هو قبيح بعد أسبوعين من العرض. ولا عجب والناقد صديق المخرج وأغلب فريق الممثلين. وإن كان الحق أن الفنان أبوبكر عزت كان أكثرهم التزاما، وأيضا بعض الممثلين. وكتب أحمد عبدالحميد فى جريدة الجمهورية فى نفس المعنى، وكتب آخر بعنوان (من هم حمير المسرح) إلخ.! ولكنى لم ألتفت إلى كل هذا ليس لأن جلدى سميك كالبعض ولكن لأنى كنت أدرك أنه لم يكن من الممكن أفضل مما كان، فهذا هو مجتمعنا. ومع ذلك فقد تغير موقف جلال العشرى منى بداية من العمل الثانى لى دون أن أقابله، فكتب يشيد بمسرحيتى الثانية والثالثة وكتب عن الاثنتين بإعجاب، وتصادف أن رأيته جالسا مع منتج العملين الثانى والثالث، وأثنى على العمل ولاحظ أنى لم أعلق فسألنى: لماذا لا تتحدث معى وقد كتبت عنك مادحا، فى آخر مسرحيتين؟ قلت إنه عملك سواء مدحت أو كرهت؟. أنا أعمل بالكتابة فقط ولذلك لم أفكر أن أنقد الآخرين، رغم أننى درست النقد. وسألته: هل تصورت أن الممثلين الذين كان منهم من يدرع بيده كتبته فى النص وتولى الشرقاوى إخراجه؟! فارتبك لحظة ثم قال: ولماذا لم تتدخل فى هذا، فقلت: ولماذا لم تسأل صديقك المخرج أن يكف عن هذا؟ فزاغ من السؤال. وقلت: عن نفسى لم أعد أرى مسرحيتى.وكذلك تغير موقف أحمد عبدالحميد بداية من العمل الثالث بل أصبح الاثنان من أصدقائى هما وغيرهما!. بالطبع كان هناك رأى آخر تماما لبعض الكتاب والصحفيين، ولم أكن أعرفهم أيضا لكنهم مدحوا العمل خاصة التأليف، وعلى سبيل المثال أكبر وأبرز النقاد فى وقته وهو فؤاد دوارة ولكن فى مجلة كويتية، وأيضا حسن إمام عمر فى المصور ومفيد فوزى فى صباح الخير وغيرهم. ولم أكن أعرفهم. لكنى أتوقف هنا عند كتاب لجلال الشرقاوى صدر عام 2001 (بعنوان حياتى فى المسرح ) وفيه يروى قصة المسرحية لينسب كل الفضل فى نجاحها له ويتهمنى بأنى اقتبست فكرتها، ولما قرأتها فيما بعد لم أجد أى علاقة بين المسرحيتين، وكتبت من قبل أنى لم أذهب له إلا بعد أن طلب هو المسرحية كما طلبها قبله أحمد زكى ومن بعده بديع خيرى، وفؤاد المهندس، وسيخرجها أحمد عبدالحليم فى الكويت بعد شهور قليلة وبدون أى معرفة به كما سنرى فيما بعد. وقد اعترف الشرقاوى أنه كان له مسرحيتان فشلتا قبلها حتى جاءت مسرحيتى ولكنه بالطبع لم يذكر أنه لم يدفع لى مليما بعد العربون وأنه توقف عن كتابة اسمى فى الإعلانات كأن المسرحية ليس لها مؤلف، مع أنها ظلت تعرض لعامين وربح منها الكثير وأنه رفض أن يعمل بها صبحى لأنه رفض المسرحية الفاشلة التى كانت تعرض قبل مسرحيتى. وفى كتابه يتهمنى بأنى بعت النص مرتين مع أنى حكيت له أن التليفزيون الذى رفض المنتج له قبل أن ينتجها. وبعد أن يكيل لى التهم يقول إنه جعلنى أعدل النص عدة مرات. فلماذا لم يفعل هذا فى مسرحياته السابقة واللاحقة، ولماذا لم يقدم سيادته على التأليف؟! ويختم مقاله المهذب قائلا (إن هذه الحادثة هى التى كانت تدفعنى باستمرار إلى عدم الثقة فى هذا المؤلف)، كأنى طاردته بمسرحياتى فى حين أنى لم أكن أذهب لأشاهد مسرحيتى.. والذى يدين للأسف ثلاثة مخرجين أولهم الشرقاوى وثانيهم أحمد زكى ثم أحمد عبدالحليم.