خصص البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته الأسبوعية للتحدث عن الوداعة، مشيرًا إلى ضرورة أن يحمل المسيحي هذه الصفة. ووصف البابا خلال عظته الأسبوعية مساء اليوم الأربعاء بمطرانية الجيزة، المصريين بأنهم "طيبون"، وتأثروا بالطبيعة المحيطة بهم، فاكتسبوا صفاتهم من ضفاف نهر النيل. وقدم البابا الشكر للأنبا ثيؤدوسيوس أسقف وسط الجيزة، على كلمات الترحيب، معربًا عن سعادته بوجوده داخل مطرانية مارجرجس ولقائه بالحضور. وقال "تواضروس": إننا توقفنا عن العظة خلال الشهر الماضي نظرًا للأعياد، ونزور كل أسبوع إيبارشية لتفقد الرعية والشعب. وأشار إلى أن الكنيسة احتفلت خلال الأيام الماضية بعيد نياحة الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان، مستطردا: نفتخر بأنه مصري وبعد أيام سنحتفل بعيد نياحة الأنبا بولا رئيس السواح. وزاد: أن آباء البرية "الرهبان والمتوحدين" الذين عاشوا بالصحراء ووسط الرمال نتوقع بانهم يكتسبوا خشونه نظرا للبيئة المحيطة لهم، إلا أننا نجدهم عاشوا قمة الوداعة. وأضاف في عظته أن المسيح حدثنا مباشرة عن الوداعة باعتبارها الصفة الأولى التى يجب أن يمتاز بها الإنسان المسيحي. وأكد أن الإنسان الوديع يتجنب كل عنف ويخلو قلبة من الحقد والانتقام، ولا يعرف الخصام طريقة، وإنما يرى دائمًا أن الله ضابط الكل وهو القادر على تدبير كل شيء. وأوضح أن الإنسان الوديع يملك سلام وهدوء وحنية وشفقة، دائمًا تجده يعيش فى سلام، ولو قامت الأمواج تجدون داخله سلام فإنه صاحب سلام، لأن قلبه عمران حياته عامرة بربنا ملك السلام، تجدون سلام مع نفسه، ولا تجدون صراعات نفسية، وتجده صاحب الروح الهادئ الوديع، ويصنع سلام مع الآخرين". وأشار إلى أن الإنسان العامر قلبة بالنت وال"T.V" تجد دائمًا ضطرابه، وتخوفه من أمور الحياة، ولا سيما بأن الخطية تنزع السلام من داخل الإنسان، أو تجد إناسا يحملون دائمًا الأخبار السيئة، أو هناك حاقد فإنه إنسان يكتوى بناره، لأنها تكون بقلبه وداخله. وأكد أن العنف المستشري دلالة لفقدان الوداعة، لأن الإنسان الوديع لا يعرف العنف أبدًا، محذرًا الحضور بأن العنف لا يصلح إنسانًا، وعلى الآباء والأمهات تعليم أولادهم الشفقة والوداعة. وقال: "إن هناك سمات تشير بأن الإنسان بعيد عن الوداعة وهى الخبث والدهاء والمكر وصناعة الفخاخ، احذروا ألا تتسرب داخلكم وتضيع مكانكم بالسماء، مؤكدًا أن أحيانا نجد حيوانًا مفترسًا، ولكنه يتسم بالشفقة والوداعة فى حيان أنها تغيب عن بعض البشر وهو أمر مؤسف، فإن هناك من يتلذذ بمضايقة الآخرين، وعليكم أن تدركوا بأن الحياة كالبنك تسحب منه ما سبق أودعته فيه، وسيأتى يوم يحصدها".