بوجوه مستبشرة في أن ينال أصحابها رضا الله وغفرانه ، وصلت اليوم الى الأراضي المقدسة بعثة حجاج أسر شهداء الشرطة ؛ حيث استقبلهم اللواء مصطفى بدير مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية الرئيس التنفيذي لبعثة الحج رئيس بعثة حج القرعة بمطار جدة الدولي. وفور هبوط الطائرة التى أقلت أسر شهداء الشرطة الذين ضحوا بحياتهم من أجل أمن وأمان الوطن ، كانت تظهر على الوجوه مشاعر الحزن والأسى على فراق الزوج أو الابن أو الأب ، ولكن فور خروجهم من المطار تبدلت تلك المشاعر وحلت مكانها مشاعر اللهفة على رؤية بيت الله الحرام وأداء شعائر الحج والعمرة، طمعا في أن يغفر الله لأصحابها ذنوبهم ويتقبل حجتهم ويعيدهم كيوم ولدتهم أمهاتهم. قلوبهم كانت منقسمة فور وصولهم الى أطهر بقاع الأرض، نصفها حزن ووجيعة على فراق أعز الناس اليهم ، والنصف الاخر فرحا بالهدية الالهية التى منحهم الله اياها بحج بيته الحرام. ومن أبرز من شملتهم الرحلة التى قدمتها وزارة الداخلية هدية إيمانية لأسر شهدائها نظير ما قدموه من بطولات سطروا بها أسمائهم بأحرف من نور في سجلات الواجب والشرف ، أسرة الشهيد اللواء مصطفى الخطيب مأمور قسم شرطة كرداسة، والعميد عامر عبدالمقصود نائب مأمور القسم ، والرائد هشام شتا معاون مباحث القسم، والذين استشهدوا خلال المجزرة التى شهدها القسم في أعقاب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، والعميد طارق أحمد محمد رئيس قسم شرطة المرافق بمديرية أمن بورسعيد ، والذى استشهد المرافق بمديرية أمن بورسعيد حال قيامه بتأدية واجبه, إثر اصطدام سيارة نقل به و4 مواطنين آخرين على طريق المعاهدة (بورسعيد/ الإسماعيلية) ، والملازم أول باسم عادل محمد سرور من قطاع الأمن المركزي بأسيوط، والذى استشهد أثناء مشاركته في حملة لتطهير احدى البؤر الاجرامية بمنطقة عرب الكليبات بمركز الفتح بأسيوط ، والنقيب أحمد أشرف إبراهيم البلكى الضابط بقطاع الأمن المركزي ، والذى استشهد اثر اصابته بطلق ناري أثناء محاولة اقتحام سجن بورسعيد العمومي في أعقاب صدور الأحكام في قضية أحداث إستاد بورسعيد. كما ضمت الرحلة أسرة الشهيد النقيب محمد سيد عبدالعزيز أبو شقرة الضابط بوحدة مكافحة الارهاب بقطاع الأمن الوطني، والذى استشهد خلال احدى المواجهات الأمنية للعناصر الخطرة بمدينة العريش بشمال سيناء ، والنقيب هشام كمال الدين طعمة الضابط بقوة مباحث قسم شرطة بنى سويف إثر إصابته بطلق ناري بالفخذ أثناء تأديته لواجبه بفحص بلاغ مشاجرة ، والملازم أول محمود أحمد أبو العز ناصف رئيس الدورية الأمنية بقسم شرطة مصر القديمة إثر إصابته بطلق ناري بعد أن قام شخصان يستقلان سيارة ملاكي بإطلاق النيران على سيارة الدورية أمام مدخل عزبة أبو قرن بجوار حديقة الفسطاط ، والعميد محمد هاني مصطفى مفتش الداخلية بمديرية أمن شمال سيناء ، والذى استشهد بطلقات الغدر اثر قيام 3 مسلحين ملثمين بإطلاق النيران على سيارته أثناء تفقده للأكمنة الأمنية بمدينة العريش، والمقدم أحمد محمود أبو العينين من قوة إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن شمال سيناء، والذى أثناء استقلاله لمدرعة شرطة لتفقد الحالة الأمنية بطريق المطار بمدينة العريش بعد قيام ملثمين بإطلاق قذيفة (آر بي جيه) صوب المدرعة. والتقت /أ ش أ/ ببعض من أسر الشهداء الأبطال بمطار جدة الدولي؛ حيث التقت بالحاجة فردوس والدة الشهيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم شرطة كرداسة ، والذى استشهد خلال مجزرة قسم شرطة كرداسة ، والتي قالت “,”الحمد لله أن ربنا كرم ابنى بالشهادة، ويا رب يعوضني خير عليه .. هو كان حلو وأمير ولكن نصيبه من الدنيا كده“,”، مشيرة الى أن الشهيد البطل اعتمر 7 مرات وأدى فريضة الحج مرتين، وهو ما أدى الى قيام أهالي الجيزة بتعليق صوره بجميع شوارع الدقي نظرا لما يتسم به من دماثة الخلق ومساعدة المحتاجين ونصرة المظلومين. ومن جانبها ، قالت الحاجة هويدا حسن عبدالحميد والدة الشهيد الملازم أول محمد على المسيري ، الذى استشهد في أحداث الحرس الجمهوري ، إن الاخوان وراء مقتل ابنى الذى استشهد في ريعان شبابه وعقب تخرجه من أكاديمية الشرطة بسنة واحدة ، وان الاخوان أرادوا اتهام القوات المسلحة بانهم وراء مقتل ضباط الشرطة في أحداث الحرس الجمهوري... وهذا اتهام باطل ، لأن الحقيقة أن ابنى كان في خدمة بمنطقة رابعة العدوية وتوجه للحرس الجمهوري لتفقد الحالة الأمنية ولكنه فوجئ بأحد البلطجية الذى احتجزه من قبل بقسم شرطة مدينة نصر يترصده ويتعقبه .. والمتهم الذى كان يرتدى جلبابا أزرقا صوب سلاحه على صدر أبنى داخل سيارته بشارع الطيران ، ففجر رأسه بست طلقات . وقالت الحاجة نجاة والدة الرائد محمد حامد المنيسي رئيس مباحث ديروط ، والذى استشهد خلال الهجوم على قسم شرطة ديروط والاعتداء على رجال الشرطة في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، “,”إن أبنى وزملاءه كانوا يتسلحون بطبنجات أثناء مواجهة أعنف البلطجية، الذين كانوا يستلحون بأسلحة آلية وأخرى ثقيلة، مما مكنهم من التغلب عليهم وقتلهم في خسة وندالة .. حسبي الله ونعم الوكيل وربنا ينتقم ممن قتل فلذة كبدي“,”. وبدورها ، أكد السيد عبدالعزيز أبو شقرة والد الشهيد النقيب محمد أبو شقرة الضابط بوحدة مكافحة الارهاب بقطاع الأمن الوطني ، والذى استشهد خلال مواجهة مع عناصر خارجة على القانون بمدينة العريش، “,”لن يهدأ لي بال الا بعد القصاص من قتلة ابنى المعلومين للجميع ، وللأسف لم يتم القبض على أحد منهم حتى الآن .. الاخوان وراء التدبير والتخطيط للاغتيال ابنى وانا أدرك أن أحد أهم العناصر الاخوانية هو الذى وراء تلك العملية الخسيسة ..واطلب من الحكومة والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد .. وأطالب وزير الداخلية بالقصاص لابني وضبط المتهمين بقتله حتى يرتاح في قبره“,”. ومن جهته ، قال الحاج جمال الدين محمود شتا والد الشهيد هشام شتا معاون مباحث قسم شرطة كرداسة الذى استشهد خلال المجزرة التى شهدها القسم في اعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ، “,”أنا حضرت وزوجتي للحج عن ابنى هشام الذى كان يبلغ من العمر 24 عاما وكان يستعد لإتمام خطوبته .. ابنى كان معانا في العمرة في يونيو الماضي، وأنه دعا الله عندما قبل الحجر الأسود أن يرزقه الشهادة .. وبالفعل استجاب له المولى عزوجل .. وأنا لم تقبل العزاء الا بعدما أبلغني وزير الداخلية بالقبض على قاتل ابنى لأنى صعيدي ولا اتقبل العزاء الا بعد القصاص“,”. وبدورها ، أكدت والدة الشهيد النقيب كريم يحيى هلال الضباط بقطاع الأمن المركزي، والذى استشهد في احدى المواجهات الأمنية بالعريش، أنها تمنت أن يكون لديها 100 كريم لتقدمهم فداء لمصر، مضيفة “,”الاخوان المسلمين ومن على شاكلتهم لن يفلحوا في اختطاف الوطن مهما سالت الدماء الذكية لأبنائه ، وعلى كل أم أو أب يعلم أن أولاده يشاركون في مظاهرات الاخوان منعهم حتى تضمد جراح الوطن“,”. وعقب تلك اللقاءات الحزينة ، غادرت أسر شهداء الشرطة الى العاصمة المقدسة لأداء فريضة العمرة ، والمكوث بها حتى يوم عرفات استعدادا لأداء مناسك الحج. أ ش أ