هبط اليوم الجمعة، آلاف الزائرين من مختلف الجنسيات الأجنبية والعربية والمصرية بعد قضائهم ليلة رأس السنة فوق قمة جبل سيدنا موسى في مدينة سانت كاترين، ولم تمنعهم برودة الجو من الاستمتاع بجمال الطبيعة فوق قمة الجبل حيث يندمج السحر والجمال مع ابداع الخالق، بجانب متابعة لحظة شروق الشمس من أعلى قمة جبلية في سانت كاترين في الساعات الأولى من العام الجديد. وأكد خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، أن جبل نبى الله موسى هو الجبل الحالى بالوادى المقدس طوى بمنطقة سانت كاترين وهى المحطة الرابعة في طريق خروج بنى إسرائيل من مصر التي تشمل جبل الشريعة وشجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها. ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعام آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (إهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم) البقرة 61 والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضًا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبًا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى لسيناء ( إنى آنست نارًا لعلى آتيكم منها بخبر أو جذوة من النار لعلكم تصطلون) القصص 29. وأضاف ريحان ل"البوابة نيوز"، أن هذه المنطقة تحوى شجرة من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم، مما يؤكد أنها الشجرة الحقيقية التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه شجرة العليقة المقدسة وأن المسيحيين والمسلمين بنوا أماكنهم المقدسة في محطات رحلة خروج بنى إسرائيل بسيناء تبركًا بهذه الأماكن المقدسة التي سار بها نبى الله موسى وقد بنت الإمبراطورة هيلانة أم الإمبراطور قسطنطين كنيسة صغيرة في القرن الرابع الميلادى بوادى العليقة الملتهبة عند الشجرة المقدسة وبنى الإمبراطور جستنيان دير طور سيناء في القرن السادس الميلادى وضم إليه الكنيسة القديمة وأطلق على الدير دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى بعد قصة سانت كاترين الشهيرة وجاء المسلمون في العصر الفاطمى فبنوا جامعًا في عهد الخليفة الآمر بأحكام الله عام 500 ه 1106م داخل الدير تبركًا بالجبل المقدس. وتعد مدينة سانت كاترين أكثر مدن جنوبسيناء خصوصية وتميزًا، فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء، حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء بل وفي مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها. هذا الارتفاع جعل لها مناخًا متميزًا أيضًا، فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء، مما يعطي لها جمالًا خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وأعلنت المنطقة محمية طبيعية وتاريخيًا، فأصبحت مدينة سانت كاترين مدينة داخل محمية، وهي منطقة ذات أهمية كبيرة.