سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير مركز بلادي العراقي للدراسات: خطاب "البغدادي" يكشف غياب الرؤية الاستراتيجية لداعش.. ومعركة الرمادي خطوة في طريق وحدة الفرقاء ضد التنظيم.. ولا أتفهم استبعاد العراق من التحالف الإسلامي
توقع الدكتور ياسر عبد الحسين، مدير مركز بلادي للدراسات والأبحاث الإستراتيجية، هزيمة قريبة لتنظيم داعش الإرهابي في العراق، وربما نهاية شاملة له، في حال تكاتف القوة العسكرية مع الثقافية. وأكد عبد الحسين أن الجيش العراقي تمكن من تحرير مدينة الرمادي بالفعل، وأن هذه المعركة مقدمة جيدة بتحرير بقية المدن العراقية وأهمها الموصل، عاصمة التنظيم في العراق. كما تناول سياسات العراق في التعامل مع القوى الدولية المعاونة له في مكافحة الإرهاب. وإليكم نص حواره الخاص ل "البوابة نيوز". هل تعتقد أن تراجع نفوذ داعش في العراق يعني ضعفًا فعليًا للتنظيم أم تكتيك في الحرب؟ لا شك أن المتابع لخطاب زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم سيلاحظ التقهقر وغياب الرؤية الإستراتيجية الواضحة للتنظيم، لا سيما بعد دخول السلاح الجوي الروسي إلى المعركة، كما يشكل الغطاء الجوي للتحالف الدولي دعمًا وإسنادً للجيش العراقي على الأرض. كيف تؤثر معركة تحرير مدينة الرمادي على سير معارك الجيش العراقي ضد داعش؟ مثلت تلك الحرب خطوة إستراتيجية مهمة من الناحية الأمنية العراقية، حيث سيطرت قوات الحشد الشعبي على مناطق صلاح الدين كما سيطر الجيش العراقي وقوات مكافحة الإرهاب على محور الرمادي. ورغم تحقيق الانتصار في مركز الرمادي لكن تبقى صعوبة المواجهة في محاور الفلوجة، التي تعتبر الآن محاصرة، وربما في الأيام القادمة سيتم حسم تلك المنطقة قريبًا ليتم التوجه لاحقًا نحو تحرير الموصل. بالنسبة لتحرير الرمادي ترى بعض المراكز البحثية أنه لم يتم تحريرها بعد، وأنها لا تزال ساحة للنزاع مع تنظيم داعش، ما رأيك في ذلك؟ هناك مراكز أبحاث تعمل على السماع ووسائل إعلام تضلل وتشوه الحقيقة، لأنها ليست على الارض وترى الحقيقة بعين ثالثة وهذا خطأ في التشخيص. لقد تم تحرير مركز الرمادي ورفع العلم العراقي فوق المباني الرسمية بالصور الحية المباشرة، وكذلك تثبت ذلك بيانات التحالف الدولي والتصوير الجوي الفضائي وتفاعل المجتمع الدولي مع المشروع الذي صنع بأيدٍ عراقية على الأرض. أي أنك تعتقد أن الرمادي لم تعد بحاجة لمعارك جديدة بين القوات العراقية وتنظيم داعش؟ تحتاج إلى معارك جانبية لحماية وتثبيت الأطراف. وهل تعتقد أن الحفاظ على هذا النصر يحتاج لجمع الفرقاء من الأطراف الداخلية العراقية ضد داعش؟ بلا شك وحدة الخطاب الداخلي هي أهم مقومات النصر، ومعركة الرمادي حققت تقارب كبير في الخطاب السياسي الداخلي، ولكننا بحاجة إلى المزيد. وماذا عن الوحدة بين الأطراف المكافحة لداعش من الداخل العراقي وبين الاطراف الخارجية؟ ليس المهم وحدة الخطاب الخارجي لأن المنطقة تعيش على تقاطعات إقليمية ودولية وتضارب نيات، وإن اجتمعت على محاربة داعش لكنها تختلف في الأداء والطريقة؛ فالمهم هو الاتفاق داخل البيت العراقي. هل ترى أن التحالف الإسلامي الذي تقوده المملكة العربية السعودية يمكنه تحقيق إنجازات في محاربة داعش في العراق؟ أولًا العراق ليس عضوًا بالتحالف الإسلامي، ولم يتم التنسيق معه قبل تشكيله وعلم به عبر وسائل الإعلام، ثانيًا نحن نرحب بأي جهد لمكافحة الإرهاب بشرط أن يتم بالتنسيق مع الحكومة العراقية ويكون بعلمها، رغم أنني لا أتفهم نجاح أي تحالف يستبعد العراق الذي يمثل الخط الأول العالمي والإقليمي في مواجهة تنظيم داعش. وفي رأيك هل تتوقع بدء عمل هذا التحالف في العراق أو سعيه للتنسيق مع الحكومة العراقية في وقت قريب؟ هناك اتصالات مستمرة مع جميع الأطراف، بما فيها الطرف السعودي الذي افتتح سفارته في بغداد مؤخرًا. العراق ينطلق من سياسة حسن الجوار وعدم التدخل في الشئون الداخلية، وحل الخلافات بالطرق السلمية وفق مبادي الدستور العراقي وقياس المصلحة العراقية. وما السياسة التي تتبعها الحكومة العراقية للفصل بين مساعدة الدول الأخرى لها عسكريًا وتدخلها في شئون العراق الداخلية؟ العراق صرح علانية بترحيبه بكل الجهود الدولية والإقليمية لمحاربة الإرهاب، وبأننا نرحب بالمساعدة في تسليح الجيش العراقي ودعم العراق عبر تطبيق قرارات مجلس الأمن في تجفيف منابع الإرهاب؛ ولكن لم يطلب العراق دخول قوات برية لأن اعتقادنا الصريح أن العراق، عبر تشكيلات الجيش العراقي والحشد الشعبي، هو الأقدر على تحرير أراضيه. وهل ترى إمكانية تحقق ما صرح به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، من أن داعش سينتهي وجوده في العراق خلال عام 2016 ؟ المعطيات الأولىة تشير إلى هذه النتائج، لكن باعتقادي يجب القضاء على داعش فكريًا قبل القضاء عليه عسكريًا، لأن الحرب على داعش هي حرب فكرية ثقافية نفسية إعلامية قبل أن تكون عسكرية. وتأتي تلك المكافحة الثقافية متوازية مع العسكرية نظرًا لأن داعش يمارس حرب عقول بالتزامن مع تطرفه وعملياته الإرهابية. وهل ترى كذلك نهاية قريبة للتنظيم بشكل عام من العالم أو تحجيم له؟ المشكلة أنه بعد مقتل البغدادي الحالي سوف يظهر "بغدادي" جديد باسم جديد، كما أن مقتل منظر تنظيم القاعدة أبو مصعب الزرقاوي أعقبه "زرقاويون" جدد. المشكلة في فلسلفة مكافحة الإرهاب وأننا نتعامل بصورة أحادية عسكرية فقط. وهل يمكن أن يشترك العراق في خطة عالمية لمكافحة الفكر الإرهابي؟ بلا شك العراق مع أي جهد في هذا الاتجاه. وهل تحتاج المؤسسات الدينية في العراق إلى بذل جهد أكبر في مواجهة هذا الفكر أم ترى أنها تقوم بدورها؟ المرجعية الدينية لها دور كبير في التأثير الاجتماعي، وخصوصًا في مدينة النجف الأشرف جنوببغداد حيث كان لها دور هناك في الدفع نحو تأسيس الحشد الشعبي لمكافحة الإرهاب، وكذلك هناك مؤسسات دينية أخرى كان لها الدور في تعزيز السلم الاجتماعي عبر استقبال ثلاثة ملايين ونصف من النازحين إثر الحرب على داعش.