بدء حجز وحدات المصريين بالخارج غدا في 5 مدن.. «الوطن» تنشر كراسة الشروط    طارق فهمي: خلافات بين إسرائيل وأمريكا بشأن العملية العسكرية في رفح الفلسطينية    «وفقًا للائحة».. إنبي يُعلن تأهله رسميًا إلى بطولة الكونفدرالية    ضبط مصنع تعبئة زيوت غير صالحة ومعاد استخدامها في الإسكندرية    ماذا قال عصام صاصا بعد الإفراج عنه عقب تسببه في وفاة شخص صدمه بسيارته ؟    «الأزهر للفتوى الإلكترونية»: الأشهر الحرم فيها نفحات وبركات    "السلع التموينية" تعلن ممارسة لاستيراد 40 ألف زيت خام مستورد    زراعة عين شمس تستضيف الملتقى التعريفي لتحالف مشاريع البيوتكنولوجي    تخفيض الحد الأدنى للفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيها من أغسطس    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمستشفيي طنطا العام والأورام    فرنسا تعرب عن «قلقها» إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    الفريق أول محمد زكى يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    سفير مصر ببوليڤيا يحضر قداس عيد القيامة بكاتدرائية السيدة العذراء بسانتا كروس|صور    بصور من كواليس "بدون مقابل".. منة فضالي تكشف عن تعاون سينمائي جديد يجمعها ب خالد سليم    تعرف على موعد حفل نانسي عجرم ب باريس    صور ترصد استعدادات الامتحانات في 4274 مدرسة بالجيزة (تفاصيل)    بالفيديو.. خالد الجندي: الحكمة تقتضى علم المرء حدود قدراته وأبعاد أى قرار فى حياته    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    في اليوم العالمي للربو.. مخاطر المرض وسبل الوقاية والعلاج    وصفة تايلاندية.. طريقة عمل سلطة الباذنجان    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    أمير منطقة المدينة المنورة يستقبل الرئيس التنفيذي لجمعية "لأجلهم"    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يقوض جهود التوصل لهدنة    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    وزير الدفاع البريطاني يطلع البرلمان على الهجوم السيبراني على قاعدة بيانات أفراد القوات المسلحة    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للبحوث الطلابية والإبداع بجامعة قناة السويس    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    أسامة جلال يخضع لعملية جراحية ويغيب عن بيراميدز 3 أسابيع    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    15 صورة ترصد أسوأ إطلالات المشاهير على السجادة الحمراء في حفل Met Gala 2024    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه.. وسبب لجوئه لطبيب نفسي    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    كيفية صلاة الصبح لمن فاته الفجر وحكم أدائها بعد شروق الشمس    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    هجوم ناري من الزمالك ضد التحكيم بسبب مباراة سموحة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البوابة" ترصد رحلة التطرف في شمال إفريقيا
نشر في البوابة يوم 24 - 12 - 2015

آلاف الإرهابيين يرفعون راية الدماء، ويقودون الصراع والعمليات فى دول شمال إفريقيا وفى سوريا والعراق، يحملون الفكر المتطرف الذى تجرعوا سمومه داخل تونس وليبيا، لبثه فى دول تتحدث نفس لغتهم وتدين بنفس ديانتهم، أطلقوا على حكامها «طواغيت»، وعلى شيوخها وعلمائها «مرتدين».. عمليات إرهابية لا تفرق بين أبيض وأسود، وبين أعوان الأمن ممن يطاردونهم والمواطنين العاديين، ما دام الهدف واحدا، والوسيلة هى حزام ناسف أو قنبلة موقوتة أو سلاح آلى، آلاف العناصر تدفقوا عبر الحدود إلى ليبيا ليحتلوا مراكز القيادة للتنظيمات الإرهابية لتهديد الشمال الإفريقى.
ترصد «البوابة» فى ملفها الخاص كيفية صناعة الإرهابيين فى تونس، وخطرهم القادم على مصر عبر حدودها الغربية من ليبيا.
تقارير وإحصائيات مختلفة، أكدت أن تونس هى المنبع الأول للعناصر الإرهابية والمصدر الأساسى للمتطرفين إلى بؤر التوتر والصراع التابعة لتنظيمى داعش والقاعدة، تصريحات مُثيرة للجدل، أطلقها المسئولون فى الدولة، أخطرها ناجم الغرسلى، وزير الداخلية التونسى، الذى أكد أن السلطات منعت أكثر من 12 ألف تونسى من الانضام إلى صفوف تنظيمات إسلامية متطرفة فى الخارج، وقول الطيب البكوش، وزير الخارجية فى 10 ديسمبر الجارى، إن 5 آلاف شاب تونسى تم استقطابهم من جانب الجماعات الإرهابية المنتشرة فى ليبيا وحدها فضلا عن 4 آلاف فى سوريا، واعترف بأن تونس ليست معزولة عن ظاهرة الإرهاب، لأن هذه الظاهرة توسعت وأصبحت حاليا عابرة للحدود.
من الإخوان إلى هليكوبتر "داعش"
اتسعت حركة التيارات المتشددة والمتطرفة وفى مقدمتها تنظيم «أنصار الشريعة» بشكل قوى ومخيف فى عهد حركة النهضة التونسية، التى ترأسها راشد الغنوشى، عضو مكتب الإرشاد الدولى لجماعة الإخوان، عقب حصوله على الأغلبية فى المجلس التأسيسى، بالإضافة إلى سيطرته على الحكم.
تونس طيلة أكثر من عامين شهدت بروز ظاهرة التيارات الإسلامية المتشددة، التى باتت تتحرك وتنشط فى كل مكان مستغلة ما يصفه البعض بالتساهل والبعض الآخر بتواطؤ النهضة لتغرق البلاد بالأسلحة، متظاهرة بالنشاط الدعوى، وسط اتهامات لوزير الداخلية الذى اختارته حركة النهضة التونسية، فى 13 مارس 2013 ليكون رئيسًا للوزراء، برفض إلقاء القبض على زعيم «أنصار الشريعة» سيف الله بن حسين «أبى عياض»، وطالب قوات الأمن بإخلاء سبيله، وعدم القبض عليه فى تهمة الهجوم على السفارة الأمريكية فى سبتمبر 2012.
مارس أنصار تيار الشريعة وغيره من التيارات السلفية المتشددة ضغوطا شديدة على المثقفين ووسائل الإعلام لفرض أفكارهم الظلامية، مستغلين المساجد للدعاية لأفكارهم والترويج للجهاد فى سوريا وفى غيره، كما سيطروا على المئات من المساجد فى أنحاء البلاد عقب الثورة التونسية، وسط دفاع راشد الغنوشى عنهم، الذى حاول تصحيح الأمور إلا قليلًا ليظهر بصورة الرافض للعنف وسط ضغط من قوى المجتمع المدنى عليه.
الوضع فى تونس تحول إلى مستوى خطير، فقد أصبح التكفيريون قادرين على الوصول إلى قلب العاصمة «تونس»، وعلى تنويع أهدافهم بين مدنية وعسكرية، رغم إحباط قوات الأمن الكثير من العمليات والمخططات، فبعد استهداف متحف «باردو» الذى خلف 22 قتيلا فى شهر مارس الماضى، الذى تبناه عناصر أنصار الشريعة المبايعين ل«داعش»، وحادث «سوسة» الإرهابى الذى استهدف سياحًا أسفر عن قتل 39 منهم، فى يونيو الماضى، انتقل الأمر لاستهداف حافلات الرئاسة، وهو ما يُثير التساؤل حول قدرة التنظيمات الإرهابية فى تونس للوصول إلى أكثر شىء ينبغى تأمينه وهو ممتلكات القصر الجمهورى.
ففى 25 نوفمبر الماضى، أقدم أحد عناصر «داعش» يحمل حزاما ناسفًا على تفجير نفسه داخل حافلة لنقل أعوان من الأمن الرئاسى كانت متوقفة أمام مقر دار التجمع الدستورى الديمقراطى فى تونس، فى شارع محمد الخامس، ليقتل 12 شخصًا من موظفى الرئاسة عبر أحد عناصره المتطرفين يدعى حسام العبدلى المكنى ب«أبوعبدالله التونسى».
تنفيذ التنظيم عمليات إرهابية كبيرة داخل تونس، ووصوله لممتلكات الرئاسة ليس نهاية الأمر، فالكشف عن محاولة عنصر ل «داعش» صناعة «طائرة هليكوبتر» فى 11 ديسمبر الجارى، يؤكد خطورة الأمر، فعضو التنظيم الذى استغل ورشة ميكانيكى سيارات بمدينة «بن عروس»، لصنع طائرة «هليكوبتر» تبين أنه سلفى تكفيرى سافر إلى سوريا والتحق بالجماعات الإرهابية، وعثرت قوات الأمن فى منزله على كتب ذات منحى سلفى تكفيرى. صنع «الهليكوبتر» أبرز رغبة التنظيم فى تحقيق عمليات مشبوهة، وتطور خطير فى أفكارهم وسعيهم لإرباك الدولة بكل الطرق وإخافة الشعب التونسى، لجعل تونس كلها خاضعة لهم وولاية جديدة من ولاياتهم الإرهابية خاصة بعد إعلانهم «صبراتة»، ولاية تابعة لهم وسيطرتهم على «سرت» لتصبح تونس وليبيا مثل العراق وسوريا يسهل التنقل ونقل السلاح والعناصر بينهما بسهولة.
خلية تونس المطلوبة
قالت مصادر تونسية، فى تصريحات ل«البوابة»، إن وزارة الداخلية أعلنت حالة الاستنفار الأمنى للبحث عن خلية إرهابية من 16 عنصرا تونسيا بينهم ليبى واحد، ومنهم 4 مراهقات، يخططون لتنفيذ عمليات داخل الدولة خلال الأيام المقبلة.
وقال المصدر، إن الأمن ينفذ سلسلة من المداهمات على المنازل للقبض عليهم، ولإيقاف مخططهم قبل تنفيذ عمليات جديدة، ونشر الأمن أسماءهم وصورهم على جميع الدوريات الأمنية فى كل المدن لإيقافهم فى أى وقت، يقودهم شخص يدعى «معز فايز القزانى»، وهم أيمن جمال الزوالى، ومحمد إبراهيم البزدورى، وفاتن العيفة عباس، وماهر المولدى القايدى، وعبدالمنعم الزاكى العمامى، وجدى الجندوبى، وشمس الدين السندى، ويحيى العربى الغزالى، ورحمة عبدالرحمن الشيخاوى، ومحمد الككلى (ليبى)، ومهدى الزريبى، ونور الدين بلقاسم شوشان، درساف ساسى العمارى، وغفران الشيخاوى، وعمران محجوب الهادى.
وأكد المصدر، أن الوزارة أعلنت منذ يومين بيانًا حذرت فيه من وقوع عمليات إرهابية خلال الأيام القليلة المقبلة، بناءً على معلومات استخباراتية مؤكدة تفيد وجود مخططات إرهابية لاستهداف مواقع حيوية وحساسة فى العاصمة تونس.
يأتى ذلك عقب التحذيرات التى وجهتها المخابرات الجزائرية فى نهاية شهر نوفمبر الماضى للأمن التونسى، تؤكد فيها سعى عناصر إرهابية لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية داخل العاصمة تونس، وهو ما دعاهم لتعزيز الشريط الحدودى الشرقى مع تونس، والممتد على مسافة نحو 1000 كلم، خاصة فى المناطق الجبلية التى يوجد فيها كثير من العناصر الإرهابية قرب ولايات تبسة، وسوق أهراس، والطارف.
بناء الحواجز على الحدود
انتشار الإرهاب فى تونس وخروجه إلى ليبيا، كان سببًا رئيسيا لإقامة حواجز على الحدود التونسية الليبية، ووفقًا لمصدر تونسى فى حديثه ل«البوابة»، قائلا إن الحواجز عبارة عن مجموعة خنادق وسواتر ترابية تم الشروع فيها منذ إبريل الماضى، لمحاولة منع عمليات تهريب العناصر التونسية والسلاح إلى ليبيا والعكس.
وقال المصدر، إن الساتر الترابى يتم الشروع فيه عبر مرحلتين، على طول الحدود مع ليبيا، حيث تم الاتفاق على إنجاز المرحلة الأولى خلال الشهر الجارى أى فى نهاية العام.
وذكر المصدر التونسى، أنهم من المقرر البدء فى المرحلة الثانية من بناء الحواجز فى يناير المقبل، لكنه بصورة كبيرة لن تبدأ لوجود إشكاليات مختلفة، وتنفيذ عمليات إرهابية متكررة داخل المدن التونسية، وبسبب الوضع المتأزم على الحدود، كاشفًا عن إتمام تلك الحواجز عبر تمويل من ألمانيا بما يزيد على 20 مليون دولار، وتحت رعاية الجيش التونسى.
وعن كيفية عمله، قال المصدر إن وزارة الدفاع ستقوم بتزويده بمنظومة مراقبة إلكترونية، تشمل رادارات أرضية ثابتة، ومتحركة، لرصد التحركات التى تقوم بها العناصر الإرهابية عبر الحدود، وسوف يتم تثبيت كاميرات على أبراج مراقبة على طول الحدود، إضافة إلى مراقبة جوية بالاعتماد على طائرات دون طيار.
وأشار المصدر إلى أن الحاجز له دور كبير فى صد الإرهابيين ومنع دخولهم تونس أو اجتيازهم الحدود، وأن أول فوائده كانت فى أكتوبر الماضى، حينما حاولت 3 سيارات مفخخة ليبية مليئة بالسلاح والعناصر الإرهابية تجاوز الحدود مع تونس، إلا أن وحدات الحرس الوطنى التونسى فى منطقة «رمادة»، أطلقوا النار عليهم فور دخولهم لمنطقة الساتر الترابى تسبب ذلك فى تعثر سيارتين فى الساتر، وفر المسلحون على متن السيارة الثالثة التى تمكنت من اجتيازه بصعوبة، مؤكدًا أنه فور اكتماله سيمنع تهريب تلك العناصر.
متطرفو تونس يحرقون ليبيا
تحذيرات كثيرة أطلقها المسئولون فى ليبيا وتونس، عن أعداد الشباب المتطرف الذى سافر من تونس إلى المدن الليبية للانضمام إلى تنظيم داعش فى ليبيا، وتخطيطهم بداخلها بعدما شربوا سموم الإرهاب والتكفير لبثها فى بلدهم تونس، وتنفيذ العمليات الإرهابية التى تطول المدنين والأبرياء، وفى الرابع من شهر ديسمبر الجارى، نشرت صفحة «قوة الردع الخاصة»، التابعة لوزارة الداخلية الليبية بطرابلس، مقطع فيديو يتضمن اعترافات لعنصر تونسى من المنتمين لتنظيم «داعش» كشف فيه عن مخطط القيام بعمليات إرهابية داخل تونس.
واعترف المتحدث فى الفيديو بأنه تونسى الجنسية واسمه جهاد بن نصر شندول، مكنى ب«سيف الإسلام» من مدينة «جربة»، وقال إنه دخل إلى ليبيا منذ أكثر من سنة عن طريق الصحراء مستعينا بمهربى «البنزين»، مضيفا أنه بقى فى مدينة «بن قردان» حوالى أسبوع ثم تجاوز الحدود خلسة ليمر إلى مدينة «الجميل الليبية» قبل أن يتحول إلى صبراتة.
وكشف عن تجهيزهم مخططا رفقة 3 أشخاص لتسفيرهم إلى تونس خلسة، للقيام بعمليات إرهابية تستهدف المنشآت السياحية فى تونس، مشيرا إلى أن الأشخاص الثلاثة لم يستطيعوا الدخول بعد أن أغلقت تونس حدودها مع ليبيا وهم يتواجدون الآن بصبراتة فى حين تم القبض عليه، وجاء فى اعترافات أنه يجرى اتصالات مع عدة مجموعات إرهابية تونسية، أبرزهم صابر التونسى، المقيم بمدينة صبراتة المحاذية للحدود التونسية والمختص فى تهريب الجماعات المتطرفة التونسية.
من جانبه، قال ناصر الهوارى، مؤسس المرصد الليبى لحقوق الإنسان، فى السابع من شهر ديسمبر الحالى، فى بيان للمرصد، إن فرع تنظيم داعش فى ليبيا أصبح يمتلك قوة ومواد مالية كبيرة تمكن بها من جلب العديد من المقاتلين الأجانب، حيث يصل عدد العناصر الإرهابية فى ليبيا إلى ما بين 8 و10 آلاف إرهابى، مشيرا إلى أن المقاتلين التونسيين يسيطرون على المراكز القيادية فى التنظيم وأبرزهم قادة وانتحاريون.
وتابع، العناصر يأتيها التمويل عبر تابعين لهم داخل تونس، ومن البنوك التى استولى عليها داعش فى ليبيا، وهو ما أعلنته وزارة الداخلية التونسية، نهاية نوفمبر الماضى، عقب اكتشاف خليتين هدفهما تمويل جماعات تكفيرية فى تونس، وحجزت مبالغ بالعملتين التونسية والليبية، وألقت القبض على ثمانية عناصر من الخليتين، وصادرت مبلغا ماليا يقدر بنحو 20 ألف دينار تونسى، بالإضافة إلى مبلغ آخر يفوق 25 ألف دينار ليبى.
وكشفت التحقيقات الأمنية أنهم على علاقة كبيرة بمتشددين تونسيين يتلقون تدريبات فى معسكرات داخل الأراضى الليبية.
وأكد الهوارى، أن ليبيا تعد الملجأ لقيادات التنظيمات الإرهابية فى تونس، حيث يتواجد بها «أبو عياض» مؤسس تنظيم أنصار الشريعة، بجانب وجود أحمد الرويسى، مؤسس جماعة «المبايعون على الموت»، وسط تأكيدات أيضًا بأن زعيم داعش فى ليبيا تونسى الجنسية وليس أبونبيل، الذى أعلنت القوات الأمريكية مقتله الشهر الماضى.
مراهقات وأطفال يرفعون راية داعش
أفكار الإرهاب الأسود فى تونس طالت الأطفال، واستطاعت التأثير على عقولهم، بجانب المراهقات من الفتيات التى لم يتجاوز سنهن ال20 عامًا، ومئات الشباب الذين أصبحوا تحت أمر جماعات العنف يستخدموهم لتنفيذ عملياتهم الإجرامية، وأصبحوا جميعًا ينتظرون «ساعة الصفر» لتفجير أنفسهم بزعم «نصرة الدين ونيل الشهادة».
مئات الشباب والفتيات والأطفال التونسيين، وقعوا فى قبضة الأمن خلال الأشهر الأربعة الأخيرة فقط، أثناء تخطيطهم للهروب أو تنفيذ عمليات إجرامية، ففى نهاية شهر نوفمبر الماضى، أفادت وزارة الدّاخلية التونسية، بأنّ وحدات مكافحة الإرهاب بإقليم الحرس الوطنى بمنطقة «نابل»، تمكنت من الكشف عن خلية تضم 9 عناصر تكفيرية يتبنّون فكر «داعش» الإرهابى، ويعملون على استقطاب الشبان لتبنى الفكر التكفيرى المتشدّد، ويقومون بعقد سلسلة من اللقاءات والاجتماعات السرية، كما ضبطت بحوزتهم أزياء عسكرية.
تجنيد النساء
نساء تركن أنوثتهن، وبايعن التنظيمات الإرهابية على الموت، بحثًا عن التطرف وحمل السلاح، تقارير مختلفة تؤكد أن ليبيا وسوريا وحدهما بهما ما يزيد على 1400 امرأة تونسية ضمن صفوف تنظيم داعش.
ففى 6 ديسمبر الجارى، خرجت وزيرة شئون المرأة التونسية، سميرة مرعى، بتصريح فى غاية الخطورة لتؤكد أن إحصائيات قاموا بها أكدت وجود 700 امرأة تونسية التحقن بجماعات إرهابية فى سوريا، ومثلهن سافرن إلى ليبيا إلى مدن «صبراتة، وسرت، ودرنة» منذ بدء تنظيم «داعش» الإرهابى إعلان تمدده فيها، مؤكدةً تنامى ظاهرة الإرهاب فى الدولة بشكل كبير وملحوظ بين النساء والأطفال، وهو ما يُنذر بكارثة محتملة.
تصريح وزيرة المرأة التونسية جاء بعد سنتين خاصة فى 19 سبتمبر 2013، لكلمة ألقاها وزير الداخلية السابق لطفى بن جدو، أمام البرلمان، حينما قال إن «وزارته تملك معلومات بشأن (تونسيات) التحقن بجماعات إرهابية فى سوريا لممارسة جهاد النكاح، وعُدن إلى تونس حوامل من أجانب يقاتلون فى صفوف جماعات إرهابية ضد النظام السورى».
فى الوقت الذى أكدت فيه مصادر أمنية أن عملية «القصرين» التى تمت فى مارس من العام الجارى داخل تونس واستهدفت عناصر الحرس الوطنى، كانت «نسائية خالصة» أى خططت لها ونفذتها سيدات، مما أسفر عن عدد كبير من القتلى والمصابين فى صفوف رجال الأمن، وأن حوالى 300 فتاة من تونس تتراوح أعمارهن بين 20 و35 سنة تحولن إلى متطرفات يقاتلن فى صفوف جماعات تابعة لداعش والقاعدة داخل تونس ويختبئن فى الجبال، وهو ما يُشير إلى قدرة العنصر النسائى فى تونس على التخطيط وتنفيذ عمليات إرهابية كبرى.
ومن أهم العناصر الإرهابية النسائية فاطمة الزواغى، 20 سنة، والتى درست الطب وتحولت إلى إرهابية، زوجة زعيم الخلية الإرهابية التى عمدت إلى محاولة قتل طفليها، قبل أن تستعملهما كدرع بشرى وتطلق النار على قوات مكافحة الإرهاب، مما تسبب فى إصابة الطفلين، وكانت على علاقة مباشرة بالمدعو لقمان أبوصخر، زعيم كتيبة «عقبة بن نافع»، الذى أعلن مقتله بعد حادث باردو، ونفت جماعته.
وكشف الأمن التونسى، أن عشرات من الفتيات التونسيات يتعرضن للتهديد والابتزاز من قبل العناصر الإرهابية، بحسب اعترافات الفتيات المقبوض عليهن، بأن أحد المتطرفين يقوم بابتزاز الفتيات عبر التهديد بنشر فيديوهات جنسية، لتجد هؤلاء الفتيات أنفسهن متورطات ضمن شبكة إرهابية، وتلك التصريحات تتفق مع ما قاله «محمد الجويلى»، رئيس مرصد الشباب التونسى قوله، بأن «غالبية النساء المتورطات فى الإرهاب تربطهن صلات بعناصر جماعات متطرفة، وبعد أن أصبح للنساء شأن مهم داخل التنظيمات الإرهابية الجديدة، ظهرت بوادر مؤخرا تشير إلى إدخال (سلاح الأطفال) فى لعبة الاختراقات التى تقوم بها التنظيمات الإسلامية المتطرفة داخل تونس».
فقد تفطنت قيادات هذه الجماعات إلى أن استعمال الأطفال فى هجمات إرهابية فى المدارس أو التجمعات السكنية والمدن يعد سلاحا فعالا، بسبب عدم إثارتهم شكوك أجهزة الأمن وتمكنهم من التحرك بحرية أكبر بعد تدريبهم.
حيث كشفت الأجهزة الأمنية نهاية شهر نوفمبر الماضى، النقاب عن خلية من «التلاميذ» كانت تتواصل مع «كتيبة عقبة بن نافع» الإرهابية التابعة ل«داعش» والتى تنشط فى جبال الوسط الغربى لتونس، خاصة فى محافظات القصرين وسيدى بوزيد وسليانة.
وتتكون أول خلية من التلاميذ يتم القبض عليها من ثمانية عناصر، هم تلميذ وسبع تلميذات يدرسون بمعهد قرية الكريب التابعة لمحافظة «سليانة»، يتبنون الفكر التكفيرى وينفذون كل الأوامر التى تصدر من قيادييها فى الجبال فى الشمال الغربى.
خبايا قمم الموت
تسكن أغلب جماعات العنف بتونس، فى الجبال الواقعة على الحدود مع الجزائر، وتتخذها مأوى لتدبير عملياتها الإرهابية وتدريب مقاتليها والتخطيط للهجوم على الدولتين، وتعد قمم جبال «الشعانبى» و«السلوم» و«سمامة» و«المغيلة»، هى الأخطر فى تونس حيث تسكنها جماعة «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة، وقاعدة المغرب الإسلامى، وكتيبة «عقبة بن نافع» التى بايعت أبوبكر البغدادى، زعيم داعش، بجانب عناصر «جند الخلافة»، و«الفرقان»، و«المتباعون على الموت»، وغيرها من العناصر المتطرفة.
وحصلت «البوابة» على معلومات من مصادر تونسية، تُفيد بسعى العناصر المتطرفة لإعادة ترتيب صفوفها مرة أخرى لتعود أقوى من قبل، فرغم القضاء على أغلب عناصر كتيبة عقبة بن نافع، والإعلان عن مقتل زعيمها حمادى الشايب المكنى ب«لقمان أبوصخر»، بعد حادث متحف «باردو» فإن الكتيبة المحصنة بجبل الشعانبى منذ الثورة التونسية بدأت تعود بقوة وتخطط لتنفيذ عمليات كبيرة فى المدن التونسية.
وقال المصدر، إن «عقبة بن نافع» تستفيد بقوة من جماعات العنف الجزائرية القريبة منها على الجبال وأهمها كتيبة «الفتح المبين» التى تمدها بالسلاح والذخيرة وتقوم بتدريب عناصرها.
بجانب كتيبة «الفرقان» التابعة لتنظيم داعش بدأت تتعافى مجددًا بعد قتل 31 من عناصرها، على يد قوات الأمن فى ولاية سوسة والكشف عن مخزن كبير للمتفجرات والأسلحة المختلفة والأحزمة الناسفة بالمدينة تابع لهم، وكشوفات بأسماء عامة تم التخطيط لاغتيالهم واستهداف كمائن الجيش والوحدات الأمنية باعتبارهم من «الطواغيت»، كما يتم وصفهم.
وفى ظل الصعوبة البالغة التى تواجهها قوات الجيش والأجهزة الأمنية، لكل من تونس والجزائر على الحدود من تمشيط الجبال بسبب تضاريسها الصعبة والألغام الكثيرة التى زرعها الإرهابيون فى شعابها بجانب ترسانة الأسلحة التى تواجههم إذا حاولوا تمشيطها، بجانب التخوفات الكبرى من ضربها بالأسلحة والمدفعية، مما سيعود عليهم بخسائر بيئية لا حصر لها.
وبحسب المصدر، نقلا عن مسئول أمنى، فإن الجماعات المتشددة فى جبال الشعانبى تقسم إلى خلايا متنوعة، بحيث تضم كل خلية من 5 إلى 15 عنصر تكفيرى، لكل منها وظيفته بين استقطاب الشباب، وجلب السلاح من الخارج، ورصد القوات الأمنية، والعمل كأذرع إعلامية للتنظيمات تنشر أعمالهم وتستقطب المناصرين لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، وتسفير الشباب إلى بؤر العنف فى سوريا والعراق وليبيا.
وأشار المصدر إلى وجود تقارير تبادلتها الأجهزة الأمنية فى تونس والجزائر بخصوص جماعة كبرى يتم تشكيلها الآن تكون بمثابة «حلف إرهابى» لتنفيذ عمليات كبرى فى شمال إفريقيا واستهداف مصالح عدة دول أوروبية بقيادة «مختار بلمختار»، زعيم جماعة «المرابطون»، وأكدت أن أكبر دليل على ذلك إعلان قاعدة المغرب الإسلامى فى تونس والجزائر والمغرب توحدها مع جماعة «المرابطون» لأول مرة فى تاريخهما منذ شهر، بعد استهداف فندق «باماكو» فى مالى.
وأفادت التقارير، أن التنظيم الإرهابى الجديد يضم أكثر من 3000 عنصر تكفيرى من جماعات «أنصار الشريعة»، و«المرابطون»، و«قاعدة المغرب الإسلامى»، وجماعات مسلحة فى شمال ليبيا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.