أكد د. عباس شومان وكيل الأزهر، خلال حواره مع إذاعة الجالية الإسلامية بأستراليا، ضرورة احتفال المسلمين في بلاد العالم بمناسباتهم الدينية، لأنه يفتح المجال أمام المسلمين للتعارف والتراحم، وإرسال صورة حسنة عن الإسلام. وأشار وكيل الأزهر إلى أن الفتاوى التي تصدر من قبل بعض الأشخاص بتحريم احتفالات المولد النبوي لا علاقة لها بشريعتنا فالاحتفال بالمولد النبوي أمر محمود نشجعه، مطالبا المسلمين بعدم الالتفات لتلك الآراء الشاذة. وأضاف "كيف نحتفل بمناسبات ما أنزل الله بها من سلطان ولا نحتفل بميلاد النور والرحمة للعالمين؟". وقال وكيل الأزهر: إن رسالة الأزهر الشريف جامعًا وجامعة تتبنى الخط المعتدل الوسطي، وهذا الخط ليس ملك الأزهر، وإنما هو منهج الإسلام والأمة بأسرها، ومن يطبق الإسلام الصحيح هو الذي ينتهج منهج الوسطية، والأزهر ملتزم بالوسطية المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله ولن يحيد عنها. وشدد وكيل الأزهر على أن ما أصاب الأمة هذه الأيام من ضعف ومحاولات إلصاق تهمة الإرهاب بها أمر مرفوض في شريعتنا بل في جميع الأديان، فلا يحق لأحد أن يتهم أي دين بالإرهاب لأن جميع الأديان جاءت لهداية الناس، والإرهاب يقوم به المسلم وغير المسلم على السواء لذا يجب فصل الدين عن القائمين بتلك الأعمال. وتابع أن الأزهر نادى مرارا وتكرارا بعدم إطلاق مسمى تنظيم الدولة على تنظيم داعش الإرهابي والتأكيد على منهج الإسلام الوسطي البعيد عن التطرف أو التسيب، موضحًا أن القرآن الكريم والسنة النبوية لا يوجد بهما نص واحد يؤيد أي فعل للإرهابين، وأن ما يستند إليه هؤلاء المجرمون إما مدسوس أو أنهم لا يفهمون النص، مشددا على ضرورة أن يعرف العالم أن الإسلام هو الضامن الوحيد لإحلال السلام بين البشر جميعا إذا تم فهمه فهما صحيا ورجعوا للعلماء الثقات لتوضيح ما لبس عليهم ولم يستطيعوا فهمه. وأشار وكيل الأزهر إلى أن هناك من يدعى العلم ويقولون إنهم يمثلون الأزهر ويتحدثون بمعايير وأفكار مختلفة عن فكر الأزهر، فقد طالعتنا إحدى الصحف يوما بوجود مبعوث للأزهر بأستراليا يقول كلاما يغاير منهجنا ففتحنا تحقيقا عاجلا واكتشفنا عدم وجود مبعوث لنا في أستراليا أصلا، لذا أدعو المواطنين إلى التحري عن الأشخاص الذين يدعون أنهم من الأزهر ، فالأزهر منهجه بعيد عن العنف ويتبرأ من كل من ينتهج ذلك . وحذر الشباب الأسترالي من الاستماع إلى أقوال الذين يدعون للجهاد أو استباحة أموال غير المسلمين، وعليهم أن يكونوا جزءًا من بلادهم ويعملوا على استقرارها بل ويتقنون الأعمال التي تؤدي إلى تقدم وطنهم ويكونوا صورة مشرفة لدينهم، مطالبا الشباب باستغلال التعدد الفكري والثقافي الموجود في المجتمع، وأن يعبر كل منهم بطريقته ولغته عن سماحة الإسلام.