سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مفتي الجمهورية لسفراء الاتحاد الأوروبي: نواجه تحديات كبيرة على مستوى العالم على رأسها التطرّف والإرهاب.. والمسئولية المشتركة تحتم علينا جميعًا أن نعمل لاجتثاث جذورهما
التقى الدكتور شوقي علام- مفتي الجمهورية- ظهر اليوم سفراء جميع دول الاتحاد الأوروبي في مصر، حيث تشاور معهم حول سبل تعزيز التعاون من أجل مواجهة التطرف والإرهاب وتقديم الدعم الشرعي اللازم للمسلمين في دول الاتحاد. ووفقا لبيان الافتاء أكد مفتي الجمهورية في بداية اللقاء أننا نواجه الآن تحديات كبيرة على مستوى العالم، ولعل من أهمها انتشار التطرف والإرهاب، الذي لا يقف عند حدود دولة معينة، ولكنه يتخطى الحدود ويعبر القارات، حتى أصبحت دول العالم كله محاطة بهذا الخطر، مشيرًا إلى أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بملف مكافحة التطرّف والإرهاب. وأضاف فضيلة المفتي أن المسئولية المشتركة تحتم علينا جميعًا أن نعمل سويًّا لاجتثاث جذور التطرّف والإرهاب من كل النواحي وعلى كل المستويات الأمنية والعسكرية والفكرية والاقتصادية. وأوضح فضيلته أن من أهم الجوانب التي نركز عليها كعلماء دين عند مواجهتنا للتطرف هو الجانب الفكري، وعلى وجه أخص جانب الفتوى الذي يعد الركيزة الأيديولوجية للإرهابيين، لأنهم يتبعون فتاوى لا تقوم على أساس علمي سليم، لأن الفتوي الصحيحة تهدف إلى بيان صحيح الدين وتصدر بضوابط ومعايير وشروط محددة وهم من نطلق عليهم أهل التخصص. وشدد مفتي الجمهورية أن الفتوى الصحيحة هي أداة مهمة في تحقيق استقرار المجتمعات وتعزيز السلم بين أفراده، مشيرًا إلى أن الفتوى التي تصدر من غير المتخصصين تسبب اضطرابًا كبيرًا في المجتمعات كما نرى الآن. وتحدث مفتي الجمهورية عن دار الإفتاء المصرية كنموذج يحتذى به في تقديم الفتاوى الشرعية للمسلمين في العالم، حيث تستقبل الدار نصف مليون فتوى بعشر لغات مختلفة، لافتًا إلى أن دار الإفتاء قامت بجهود حثيثة في الفترة الماضية لتفنيد شبهات المتطرفين. وقال مفتي الجمهورية، أن إشراك المؤسسات الدينية الرسمية المختصة بالفتوى مثل دار الإفتاء المصرية يعد جزءًا كبيرًا من حل وعلاج ظاهرة التطرف، خاصة وأن دار الإفتاء قد اعتمدت عدة آليات منهجية لمكافحة التطرف ومحاربته. وأضاف فضيلته أن دار الإفتاء أنشأت مرصدًا لرصد الفتاوى الشاذة والمتطرفة وتفنيدها والرد عليها بطريقة علمية منضبطة، كما قامت الدار عبر إدارة التدريب بتخريج دفعات عدة من المفتين من دول مختلفة بعد تدريبهم على مهارات الإفتاء ليعودوا لبلادهم يصححوا المفاهيم ويكونوا حصنًا ضد المتطرفين. وأشار مفتي الجمهورية إلى أن دار الإفتاء أصدرت موسوعة تضم ألف فتوى بثلاث لغات هي الإنجليزية والفرنسية والألمانية ورد أغلبها من دول غربية، وتم فيها الإجابة عن الكثير من التساؤلات التي تدور في أذهان المسلمين هناك، وتساعدهم على الاندماج الإيجابي والفعال في مجتمعهم الغربي من أجل النهوض به. وقال فضيلته إن الدار لم تغفل كذلك الفضاء الإلكتروني الذي يُعد أحد أسلحة المتطرفين في جذب الشباب، فأنشأت الدار موقعًا إلكترونيًّا بعشر لغات، إضافة إلى عدد من صفحات التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المستخدمين في العالم. وأضاف فضيلته أن الدار قامت كذلك بإرسال قوافل إفتائية إلى عدد من دول العالم المختلفة في أوربا والولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا وغيرها، من أجل توضيح الصورة الصحيحة للإسلام السمح. وتحدث مفتي الجمهورية عن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم والتي تم إنشاؤها وإقرار لائحتها الإثنين الماضي والتي تهدف إلى بناء مرجعية وسطية للجاليات الإسلامية في أوربا والعمل على دمجهم في مجتمعاتهم. وأبدى مفتي الجمهورية استعداد دار الإفتاء المصرية للتعاون مع دول الاتحاد الأوربي في نقل هذه التجارب، وتقديم الدعم الشرعي اللازم، لأننا جميعًا في مركب واحد مهما بعدت المسافات، وأمامنا عدو مشترك، والحلول الأمنية والعسكرية غير كافية للقضاء على التطرّف والإرهاب بل لابد أن من الحلول الفكرية أيضًا لأن الفكر لا يعالج إلا بالفكر. وفي ختام اللقاء أكد مفتي الجمهورية أن الوجود الإسلامي في أوربا هو وجود حيوي وأننا نسعى من جانبنا في دار الإفتاء إلى التواصل مع الجاليات المسلمة في أوربا ودعمهم من الناحية الشرعية سواء في جانب التدريب أو الإصدارات أو في الفضاء الإلكتروني، مضيفًا: "نحن على أتم استعداد لمناقشة أي تعاون مثمر يصب في مصلحة جميع الأطراف". من جانبه أشاد سفراء الاتحاد الأوربي بمجهودات دار الإفتاء المصرية التي بذلتها خلال الفترة الماضية على كل المستويات، وسعيها المستمر والحثيث من أجل القضاء على الأفكار المتطرفة ومحاربة الإرهاب ليس على المستوى المحلي فحسب، ولكن على المستوى العالمي أيضًا. وأبدى السفراء تطلع بلادهم لمزيد من التعاون مع دار الإفتاء المصرية من أجل مواجهة هذا الخطر الذي يحيط بالجميع، ومن أجل تحصين الشباب الأوربي من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة التي تسعى لجذب أتباع جدد خاصة من أوربا.