هو نجم من نجوم الإذاعة، وإحدى العلامات المؤثرة فى تاريخ ال«FM» عامة، و«نجوم إف إم» خاصة، انطلق منذ 2003 ليصبح جوكر الإذاعة، دائما ما يفاجئ الناس وينتظر منه المستمعون دوما طاقات وأفكار غريبة، فالشخص الذى كان يقدم الأغانى العربية بتوزيعات غربية فى «ميكسولوجى»، هو نفسه الشخص الذى نصب نفسه «البوب الصالح» وقدم برنامج «الموقف»، ليستضيف فيه المطربين الشعبيين، وكأنما أراد أن يقول إنه يصلح لكل شىء ولا يمكن تصنيفه، ترك مصر فى بداية 2012 واتجه للعمل بالإذاعة فى الإمارات، فى تجربة عبر عن ندمه عليها فى أكثر من موضع، واختفى تماما عن الساحة فى مصر، حتى ظهر مجددا فى المؤتمر الصحفى الذى عقدته إذاعة «نجوم إف إم»، ليعلن عودته إليها مرة أخرى، واعدا جمهوره أنه لن يرضى بمكانة أقل من التى كان فيها قبل أن يسافر. ■ ما سبب سفرك خارج مصر وقد كنت من نجوم الإذاعة؟ - نحن أشبه بكشاف الاستاد الذى يضىء الملعب، يبدأ فى التوهج تدريجيا ويأخذ وقتا طويلا كى تكتمل إضاءته، لكن ينطفئ فجأة، لذا فعندما تركت مصر كنت أشعر أننى فى طريقى للانطفاء، فأنا كنت قد قدمت الكثير من البرامج واستضفت العديد من النجوم، كما حصلت على عدد لا بأس به من الجوائز «وعملت كل حاجة»، وأعتقد أن هذا كان سوء تقدير منى لنفسى، كما أن أحداث الثورة ووجود الصراع فى الشارع جعلانى أشعر أنه لا بد أن أرحل. ■ هل كان هناك أشخاص بعينهم وراء هذا الشعور؟ - لا بالعكس تماما، فعلاقتى بكل الناس جيدة، ولم تكن هناك خلافات بينى وبين أحد، لا فى الإدارة ولا مع زملائى. ■ لماذا ذهبت إلى الإمارات فى حين أنه كان يمكن أن تنتقل إلى إذاعة أخرى هنا؟ قبل سفرى بسنوات تلقيت عرضا لإدارة إحدى إذاعات شبكة راديو النيل الذى لم يكن قد انطلق بعد، لكننى رفضته لسببين، أولهما حبى ل«نجوم إف إم» التى ما زلت أشعر بالندم لتركها، لأننى خسرت الكثير، والثانى أننى حينما تواصلت مع إدارة الإذاعة حول العرض المقدم لى أقنعونى فى 5 دقائق برفضه، واصلا: كنت أجلس معهم وأنا أريد أن يقنعونى بالرفض، وذهابى للاجتماع كان لأسيطر على الفكرة، لأنها كانت قد لمعت فى عينى للحظات. ■ ما الذى خسرته بتركك ل«نجوم إف إم»؟ - تعبت جدا كى أصل إلى ما أعتقد أنه قمة أدائى هنا فى مصر، فقد كانت الإحصائيات تضعنى فى مكان جيد، ورسائل المستمعين جيدة، والرعاة كانوا يجددون لى دوما، كما أننى كنت مسئول تطوير الأعمال فى الشركة هنا، وأدركت حقيقة الوضع الذى تركته خلفى بعد أن اصطدمت بالواقع فى دبى، فهناك السوق بها 52 إذاعة يسمعها 7 ملايين مستمع، يمثل العرب منهم ما لا يزيد على مليون مستمع فقط! وكنت أقدم هناك برنامجا صباحيا فلو أنت «بطل العالم» ستجد 3 أو 4 رسائل فقط من المستمعين، كما أن المجال هناك لا يسمح بالإبداع والتجريب، وهذا أتعبنى للغاية، كما أننى شعرت أننى أبدأ مشوارى فى الإذاعة من أول وجديد، لكن بعد فترة جاءتنى فرصة فى إذاعة «مكس» التى سرعان ما أصبحت مسئولا عنها، وهناك بدأت أحاول تغيير شكل الراديو فى دبى، وبالأرقام كانت الإذاعة وقت رئاستى لها تحقق أعلى نسبة نمو فى تاريخ الإمارت، وهى 100٪ كل 3 أشهر، لكن بدأت تظهر مشاكل مالية فى الإذاعة وتأخرت الرواتب، وقيل لنا إن هذا بسبب الحرب فى اليمن، لأن الشركة المالكة للإذاعة هى «MBC السعودية»، كما أننى وقتها كنت أمر بظروف صعبة. ■ هل حاول أى مسئول من إذاعات منافسة فى مصر الاتصال بك وأنت فى الإمارات؟ - أنا وطارق أبو السعود -المدير التنفيذى ل«9090»- أصدقاء قدامى وعِشرة، وكنا على تواصل دائم حتى من قبل سفرى، ومنذ 4 أشهر اجتمعنا وعرض على الانضمام إلى «9090»، وبصراحة كنت قاب قوسين أو أدنى من الموافقة، بسبب ظروفى المادية الصعبة، لكننى لم أوافق. ■ ولماذا لم تنضم إليهم؟ - لأننى شعرت أننى يمكن أن أكون أداة، وأنا لا أحب أن يتم استغلالى فى أشياء غير العمل الإذاعى، كما أن اتصالى ب«نجوم إف إم» حتى بعد سفرى لم ينقطع، واتصلت بعد الاجتماع بهالة حجازى العضو المنتدب للشركة المالكة ل«نجوم إف إم»، لأننى كنت مشتتا، ولم أكن أرغب فى أن أتخذ قرارا أندم عليه فيما بعد مرة أخرى، خصوصا أننى كنت حاضرا وقت أزمة صديق عمرى أحمد يونس. ■ ألا ترى أن تصريحاتك وقت أزمة يونس لم تكن تؤشر ناحية عودتك ل«نجوم إف إم»؟ - حتى قبلها كنت فى مصر، وحينما كان يسألنى أحد عن وضعى كنت لا أرد عليهم، وإذا سُئلت عن الانضمام إلى «نجوم إف إم» كنت أقول إننى لن أعود إليهم «ودا كان كمين». ■ ألم تشعر بأحاسيس سلبية حول عودتك للإذاعة التى تركتها بنفسك؟ فى البداية كنت أفكر بتلك الطريقة، وأقول لنفسى «أنا مش هاقِلل من نفسى»، لكننى أدركت أنه لا يمكن أن تكون عودتى لبيتى فيها تقليل من شأنى، فأنا أعلم جيدا ما سيقدمونه لى، وما أنا قادر على تقديمه، كما أن معيارى الأول والأخير هو أننى حينما أضع رأسى على «المخدة» أنام وأنا مرتاح. ■ هل تغيرت «نجوم إف إم» بعد غيابك عنها أكثر من 3 سنوات؟ - تطورت وكبرت وما زالت محافظة على مكانتها، فأنا كنت أعمل بها من 2003 وكنت أذيع من «خُن»، الآن أصبحت هناك استوديوهات وقناة تليفزيون وشركة إنتاج، والإذاعة تكبر، وأنا معهم أينما يريدوننى أن أكون، جاهز لتنفيذ خططهم، كما أننى لدى خططى الخاصة. ■ ما خططك الخاصة فى المرحلة القادمة؟ - «ابقى تعالى بالليل»، وهذا هو برنامجى الجديد فى 2016 الذى أراهن عليه كثيرا، فهو مختلف عن البرامج التى كنت أقدمها فى السابق التى كانت تعتمد على الموسيقى، فهو برنامج اجتماعى أعتمد فيه اعتمادا كليا على شخصيتى، فأنا إنسان «يعشق التريقة قد عينيه»، وأنا مؤمن أننى سأوظفها بشكل صحيح دون اصطناع أو استخفاف بالمستمعين، فأنا أنوى أن «أدلعهم وألاعبهم». ■ هل «البوب الصالح» قادر على العمل فى السوق الآن بعد غياب سنوات؟ - لا شك أن المستمع الآن لم يعد كما كان فى السابق، وأصبح هناك الآن نجوم جدد للراديو، وأنا من جيل قديم يحاول أن يقفز على قطار الجيل الحالى، لكن هناك فرقا بين أن تكون شخصا يحاول أن يواكب العصر وأن تكون شخصا يخلق توجها أو «trend» جديدا، وأنا أزعم بكل راحة أننى سأكون من النوع الثانى، وعودتى هى تحد للسوق وتحد لنفسى. ■ ما رأيك فى خالد عليش وتقديمه الموقف؟ - عليش مؤدى وممثل شاطر «ودا مساعده جدًا»، ويعجبنى جدا ما يقوم به، وكثيرا ما يسألنى الناس عن تقبلى للموضوع وعن الفكرة نفسها، ودائما تكون الإجابة واحدة، هذه هى سنة الحياة. ■ من الذين تستمع إليهم الآن فى كل الإذاعات؟ - فى «نجوم إف إم» أستمع إلى خالد عليش وأكرم حسنى، ومن الإذاعات المنافسة أستمع إلى «باسم كميل» و«فادى إبراهيم» و«سالى عبدالسلام».