لم يتوقف الكاتب أشرف الخمايسى عن إثارة الجدل والدخول فى معارك عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، فما بين تصريح وآخر، قول هُنا وحكاية هُناك، وصف لموقف أو الحديث مع صديق، تندلع فجأة النيران فى إحدى جُمل الروائى إلى تنافس على قائمة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، فتشتعل حرب، هى إعلامية أكثر منها أدبية أو تنتمى إلى الفكر، فلا تتناول أعمال الخمايسى أو سطور رواياته، وإنما تخوض فى سطوره هو وآراءه الشخصية، وما يحمله من تقدير لنفسه جعله يصفها ب«إله السرد» فى الوسط الثقافى حاليا. كان الخمايسى قد كتب على صفحته الشخصية لموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» فى شهر سبتمبر من العام الماضى «لست مع الغرور أبدا، لأن الغرور نقيصة لا تليق بالمبدع، لكنى مع المعتد بإبداعه، والإبداع خلق، وكما أنه فينا من روح الله، فإن المبدع هو الإنسان الذى يجيد استغلال هذه القطعة من روح الله فيه إلى أقصى مدى، وأنا أحد آلهة السرد العظماء وإن رغمت أنوف». وأوضح من خلال تعليقاته على المناقشات التى دارت على الصفحة أنه استخدم تعبير «إله السرد» فى ندوة بالمنصورة منذ عامين، للتدليل على واقع ثقافى متهرئ فى مصر. وأشار وقتها إلى أنه يشعر أنه إله للسرد أثناء عملية الإبداع، لكن لا يؤمن بها كحقيقة، ولا كلقب يحب أن يُنادى به، وأشار إلى أن الكاتب الكبير إبراهيم عبدالمجيد لقّبه بنفس اللقب بالضبط، وهو ما صدر بالفعل من عبدالمجيد خلال مناقشة رواية «انحراف حاد» الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية، بمقر الدار عندما قال «أوافق رأى الخمايسى فى قوله بأنه إله السرد وسيد المبدعين وأنه خُلق ليكون ساردًا»، وأضاف «لا بد لكل كاتب أن يرى فى نفسه ذلك ليبدع، لأن السرد بالنسبة له شىء مقدس، ومخطئ من يقارن نفسه فى إطار وصف إله السرد». ولم تكن هذه المرة الأولى التى يقوم فيها الخمايسى بالإدلاء بصريحات مثيرة للجدل تدور حولها العديد من التساؤلات، فقد قال سابقا تصريحات معادية للمرأة وعملها، خاصة عملها بالأدب، كما تسبب تعصبه للإخوان وتأييده لاعتصام رابعة ووصفه لثورة 30 يونيو بأنها «انقلاب» فى نشوب العديد من المعارك بينه وبين أصدقائه من المثقفين، كما كانت له معركة على صفحات الإنترنت كذلك مع الكاتب نبيل فاروق، مؤلف العديد من السلاسل التى حملت عنوان «روايات مصرية للجيب». أما هذه المرة فبينما حاول الكثيرون تبرير قول الخمايسى اعتمادا على ما قاله عبدالمجيد، خرج العديد من الكُتّاب والمبدعين يُهاجمون الرجل على صفحات مواقع التواصل والمواقع الإلكترونية، وسط حالة من الجدل والسخرية على صفحات المثقفين، فهناك من تناول الموضوع بطريقة ساخرة، بينما انتقد عدد كبير هذا الوصف معتبرين إياه «غرورا فى غير محله»، فوصفه كاتب وروائى بأنه «شخص خرج فجأة علينا من كهفه»، وأن حول الخمايسى «شلة من أصحابه تنافقه وتبرر له زلاته المتعددة»، ذاكرا هجومه على الكاتبات والمبدعات، وقوله فى تصريح سابق إن المرأة لا تصلح إلا للطبخ «ووقتها هاجمته كاتبات كثيرات فأغلق هاتفه»، ورابطا ذلك بأن الكاتب الصعيدى يُصر على البروز فى دائرة الضوء، بينما كتب آخر ساخرا يُشبهه بمتسابق برنامج «أراب آيدول» الذى وصف نفسه بأنه شخصية مرموقة «ويدعى أنه إله السرد وإله الشعر وإله قزايز الصابون السايل»، وأن النماذج التى تطلق على نفسها هذه الألقاب «مريضة تستحق التكاتف من الجميع، ووقفة من اتحاد الكتاب لعلاجها على نفقة الدولة حتى لا يستشرى هذا المرض فى كل الأرجاء فتصاب البلاد بلعنة الآلهة»، حسب وصفه.