أكدت الدكتورة نهلة نورالدين حافظ إخصائي الطب النفسي أن العلاقة الزوجية تواجه العديد من التحديات لذلك فهي بحاجة لمزيد من الجهد والإصرار لإنجاحها من خلال تفهم كل طرف لواجباته تجاه الآخر قبل حقوقه، وفى الحالات الطبيعية عندما يكون الزوجان على قدر عالٍ من الاتزان النفسى والعاطفى يصبح بإمكانهم إقامة علاقة حقيقية متبادلة وداعمة، ولكن تعد الزوجة النرجسية من الشخصيات ذات الطبيعة الهشة التي تحتاج إلى معرفة الزوج كيفية التعامل معها. صفات الزوجة النرجسية -هي تلك الزوجة التي ليس لديها تعاطف مع زوجها، طوال الوقت تريد أن يتحدث الزوج عن جمالها ومظهرها ولا تستقيم حياتهم الزوجية بدون التقدير الذي تنتظره من الزوج سواء، ماديًا ومعنويًا. -منتقدة طول الوقت للزوج تستغل ما يحكيه لها الزوج ضده في مواقف الشجار كسلاح تهزم به الزوج في معركة نفسية تريد أن تخرج منها منتصرة. - تقول للزوج إنه يمثل كل شيء في حياتها، وإذا قصر في أي شيء فإنها تنكر عليه كل ما قدمه لها. -تشعر بالغيرة من نجاح المحيطين بها من أهلها أو من أهله من أصحابها من أصحابهم، وقد تشعر بالغيرة من نجاحه هو شخصيًا فهى لا ترى أن نجاح الزوج قد يعنى نجاح الأسرة ككل فهى تنظر لذاتها فقط. - أمام الناس تقوم الزوجة النرجسية بمعاملة زوجها بشكل مختلف خالص تظهر فيه مدى سعادتها هي وزوجها حتى يغار من يراها من الرجال ويحسدون ذلك الزوج على زوجة يتمنون جميعًا أن تكون زوجاتهم مثلها. الزوجة النرجسية وتضخيم الذات هل تستطيع الزوجة ذات الشخصية النرجسية أن تكون طرفًا في العلاقة الزوجية الناجحة؟ هل تستطيع أن ترتبط بزوج في علاقة قائمة على الحب؟ الإجابة: لا، لماذا؟ الشخصية النرجسية لم تتعلم كيف تحبن كما أن الذات الهشة العليلة بداخلها لا تبحث عن آخر إلا من أجل المحافظة على الثبات المزيف والاتزان أمام الآخرين، بمعنى أنها تقول للجميع: "ها أنا أتزوج كباقي البشر"، وتظهر أمام الجميع على أنها أفضل زوجة وتعيش أكثر علاقة ناجحة وفي الغالب فإنه يرتبط بهذه الزوجة النرجسية شخص اعتاد أن يقبل هذا السلوك نتيجة لنشأته في أسرة كان بها أحد الوالدين شخص نرجسى، فاعتاد أن يكون امتدادًا لذات نرجسية يغذى رغبتها في الإعجاب وتضخيم الذات. العلاقة الحميمة هذه العلاقة تشكل جزءًا كبيرًا من نجاح واستقرار الحياة الزوجية، فهي علاقة تحمل العديد من المعانى من خلال لحظات تذوب فيها الحدود للوصول إلى قمة الألفة، وهذا يعنى الحب، الثقة المتبادلة، التقارب، الأمانة والإخلاص، الخصوصية بين الطرفين، الاحترام، السعادة المتبادلة أي أن كل من الطرفين يستطيع أن يمنح الآخر السعادة في نفس اللحظة، ولكن الزوجة ذات الشخصية النرجسية لا تقوى على معايشة الخبرة الشعورية للالتصاق والتلاحم شأنها شأن معظم حالات اضطرابات الشخصية التي يتجلى فيها الخوف من كشف الذات نتيجة للخلل التركيبى في حدود الذات، فمن يعانى من اضطراب الشخصية قد يخشى من العلاقة الحقيقية بالآخر لأنها تعنى تخطى حدود الذات الهشة والاقتحام وهو في الأصل لديه مخاوف لا شعورية من فكرة اقتحام الآخر، وذلك نتيجة لعوامل في نشأته في الطفولة وبالرغم منذ ذلك قد تبادر الزوجة ذات الشخصية النرجسية بإغواء وإغراء زوجها لأن مفهوم العلاقة الحميمة لديها يغذي الإعجاب بالذات؛ لأن نجاحها باستمرار في إغواء الزوج بالعلاقة يعنى بالنسبة لها الجاذبية وقوة التأثير والسيطرة على الزوج، القدرة على قيادة الزوج، القدرة على التلاعب بالزوج (خاتم في إصبعها)، ولكن إذا تحدثنا عن جوهر العلاقة فهي مجرد علاقة ميكانيكية في الغالب لا تجد فيها الإشباع الحسى، ومن ثم تعتاد هذه الزوجة على ممارسة العادة السرية للحصول على المتعة الحسية دون مغامرة معايشة خبرة الالتحام بالآخر التي تعنى اقتحام الذات، ويترتب على هذه العلاقة الميكانيكية أن يعانى ويكتئب الزوج لو كان رومانسيًا مرهف الحس والمشاعر. وقد يحضر للعيادة النفسية شاكيًا في الغالب من أعراض أخرى تشير إلى الاكتئاب والقلق، أو قد يأتى الزوجان من أجل مشكلة سلوكية في أحد الأبناء؛ أي قد يأتى الزوجان لما يترتب على فقدان التوافق بينهما من أثار في الأبناء، ودور المعالج أن يفحص ويسأل حتى يضع يده على الأسباب، ولا شك أن العلاج في هذه الحالة يحمل العديد من التحديات للمعالج لأنه يدرك جيدًا أن قبول الزوج دومًا لإغواء الزوجة ورغبتها في الدخول في العلاقة يعنى علاقة تؤدى إلى مزيد من التباعد والإحباط للزوج وتوقفه عن الاستجابة لهذا الإغواء تعنى توقفه عن إعطاء الجرعات اللازمة لاستمرار تضخيم الذات للزوجة مما يعنى ثورة عارمة وانقلابها على الزوج بشكل لا تحمد عقباه، فغالبًا سيكون التوجه لتعليم الزوج كيفية التكيف وقبول الواقع طالما أنه يرغب في استمرار الحياة بينهما لاعتبارات كثيرة حسب رؤيته وتقييمه لحياته الأسرية.