تعيش محافظة الأقصر حالة من الهدوء المشوب بالحذر بالتزامن مع مرور أسبوع على واقعة وفاة مواطن أقصري داخل قسم شرطة بندر الأقصر بعد ساعة من اقتياده من أحد المقاهي يوم الأربعاء الماضي مما أثار احتجاجات واسعة في المحافظة. وشهدت المحافظة خلال السبعة أيام الماضية أحداثا كثيرة بعد مقتل المواطن "طلعت شبيب" حيث تجمهر الأهالي أمام قسم شرطة الأقصر بالعوامية ومديرية الأمن ووقعت اشتباكات دامية أسفرت عن إصابة مواطن بطلق ناري وأفراد من الشرطة بكدمات وسحجات، ثم تظاهر الآلاف يوم الجمعة الماضية في احتجاجات سلمية تنديدا بمقتل المواطن، قبل أن تعود الحياة للهدوء مرة أخرى في انتظار تقرير الطب الشرعي. ولم يمر يومان إلا وصدر قرار من وزير الداخلية بنقل ال4 ضباط المتورطين في الواقعة ومعهم الرائد أحمد خليفة رئيس مباحث القسم إلى 5 مديريات أمن إجراء احترازي لحين انتهاء التحقيقات، وهو ما أثار احتجاجات عدد كبير من الأهالي والمعنيين بالأمر حيث أثار استياء عدد كبير من الضباط من رفاق الضباط المنقولين فيما اعتبر أهالي العوامية أن القرار لا يشفي غليلهم ومطالبين بمعاقبة الجناة كل ذلك بالتزامن مع تأخر تقرير الطب الشرعي بسب الحصول على عينات من "معدة المتوفي" لبيان تعاطيه موادً مخدرة لحظة الضبط من عدمه. كل هذه الأمور دعت صفحة "كلنا طلعت شبيب" أهالي الأقصر والمحافظات المجاورة للنزول في مسيرة سلمية اليوم الجمعة الموافق 4 ديسمبر بعد صلاة الجمعة مباشرة لتجوب عدد من الشوارع على أن يكون التجمع في ميدان سيدي أبو الحجاج وسط المدينة. وأوضح القائمون على الصفحة أن أبرز مطالب المسيرة تتمثل في "القصاص العادل فيمن قاموا بقتل طلعت شبيب ووقف الانتهاكات التي تقوم بها الداخلية وتعذيب المواطنين داخل الأقسام وإعادة هيكلة جذرية في نظام الداخلية والتعويض المادي والمعنوي لأسرة المتوفي وإقالة كل القيادات المسئولة عن هذه المهازل التي تحدث في الأقصر" – بحسب بيانهم -. كما طالب مدشنو الفعالية بصدور بيان رسمي من وزارة الداخلية بالاعتذار لأهل الأقصر والقصاص العاجل للجناة وعدم الانتهاك أو المساس بأي مواطن أقصري وإطلاق اسم طلعت شبيب على أحد ميادين العوامية وإطلاق صراح المعتقلين من أبناء الكرنك الذين لم يطلق سراحهم حتى الآن. وأكد القائمون على الصفحة رفضهم للتخريب أثناء المسيرة "نحن كمواطنين مصريين لنا الحق في العيش في بلدنا ونمشي في شوارعها بكرامتنا بدون أي إهانة أو انتهاكات لحقوقنا من أحد من أجل أن تعود كلمة "الشرطة في خدمة الشعب" وليس "الشرطة لتعذيب وإهانة الشعب" مشيرين إلى أن هذه الدعوة ستكون آخر منشور لهم في الصفحة وأنهم لن يقوموا بالنشر أو الدخول على الصفحة مرة أخرى في حال عدم الاستجابة. في سياق متصل تبرأت أسرة المواطن الأقصري، طلعت شبيب من دعوات التظاهر تحت غطاء الاحتجاج على وفاة المجني عليه، وقال رفلة ذكرى، أمين لجنة الحريات بنقابة المحامين بالأقصر، وعضو هيئة الدفاع عن أسرة الضحية أن أسرة القتيل تستنكر الدعوات التي يطلقها بعض المحرضين والحركات السياسية مثل حركة 6 أبريل وجماعة الإخوان لتنظيم مظاهرات، من أجل تحقيق أجندات خارجية يسعى لها المتربصون بمصر، ومحاولة الوقيعة بين الشرطة وأهالي الأقصر مطالبا بتطبيق القصاص العادل على المتورطين في واقعة التعذيب بعد ورود تقرير الطب الشرعي وأنه لا أحد فوق القانون. فيما رفضت أحزاب سياسية وقوى وطنية بالأقصر دعوات التظاهر اليوم الجمعة مؤكدين أن الداعين للتظاهر على خلفية مقتل شبيب، يسعون لاستغلال واقعة التعذيب لنشر الفوضى وإعادة إنتاج حالة الانفلات الأمني وتنفيذ أجندات خارجية. وأكدت تلك الأحزاب على تضامنها مع عائلة شبيب، مطالبين بسرعة محاكمة المتورطين في واقعة التعذيب، متابعين "أنه لا تفريط في حق الراحل ولا تفريط في حق أبنائه وعائلته". من جانبها، أعلنت حركة تمرد بالأقصر، عدم مشاركتها في تظاهرات غدًا الجمعة التي أطلقها نشطاء، تنديدًا بوفاة "طلعت شبيب" داخل قسم شرطة الأقصر وقال محمد عبد المعطي المنسق العام لحركة تمرد بالأقصر إن "حركة تمرد برئاسة محمود بدر، تدين وفاة "شبيب" وأحداث العوامية، ولكنها تقف بجوار الشرفاء من وزارة الداخلية بعيدًا عن الأخطاء الفردية التي يرتكبها صغار الضباط". وطالب منسق حركة تمرد أبناء محافظة الأقصر، بعدم الانصياع وراء مصالح شخصية هدفها تدمير الدولة، مشيرًا إلى أن هناك حركات سياسية وراء تظاهرات اليوم، ويجب الحذر منها والدليل على ذلك عدم مشاركة أهالي العوامية و"شبيب" بها ورفضهم لها تمامًا.