تجردت من مشاعرها الإنسانية وتحولت إلى شيطانة على استعداد لفعل أى شيء مقابل المال، فلم تكتف ببيع نفسها كالجوارى فى سوق العبيد لمن يدفع أكثر، بل أقدمت على ارتكاب جريمة جديدة لا تقل بشاعة عن جرائمها، ولكن هذه المرة فى حق طفل صغير، فوضعت خطة محكمة ونفذتها، فقامت أولًا باختطاف ضحيتها واحتجازه وتعذيبه، ثم قتلته وألقت بجثته فى الطريق، والسبب هو رغبتها فى الانتقام من والده الذى قرر إنهاء علاقته غير الشرعية بها وامتنع عن إعطائها أية أموال. جريمة بشعة دارت أحداثها بشبين القناطر، إذ قامت فتاة ليل بخطف طفل فى الثالثة من عمره وقتله دون أن تأخذها به شفقة ولا رحمة انتقاما من والده. التقت «البوابة» بالمتهمة، التى ادعت الندم وحاولت أن ترسم على وجهها علامات الحزن والأسى، وكأنها لم تكن فى وعيها حين أقدمت على فعلتها النكراء، إلا أن عينيها الممتلئتين شرا كانتا تتحدثان بما فى داخلها قبل أن ينطق لسانها بالكذب. فى حديثها معنا قالت المتهمة «لم أكن أتخيل أبدا أن أتحول فجأة إلى قاتلة وتتلطخ يداى بدماء طفل برىء لم يرتكب أى ذنب فى حياته، لكن الشيطان سيطر على عقلى، فرغبتى فى الانتقام من والده الذى تركنى وابتعد عنى بعد أن رفض أن يتزوجنى ولهث خلف فتاة أخرى». واستكملت «وضعت خطة للانتقام منه وحرق قلبه على أعز ما يملك، وهو ابنه الوحيد الذى تمناه لسنوات طويلة، فلم يكن أمامى بديل لأخذ حقى منه خاصة بعدما رفض حتى إعطائى أبسط حقوقى وهو مبلغ مالى كان قد وعدنى به فى وقت سابق». وأضافت «بدأت فى مراقبة منزله وعلمت أن الطفل يذهب صباح كل يوم إلى الحضانة الملاصقة لبيته، حيث تأخذه والدته إلى هناك قبل أن تتوجه إلى عملها، وفى هذا المكان يمكث محمد «الضحية» لساعات إلى أن تأتى والدته فى آخر النهار وتأخذه مرة أخرى أو ترسل واحدة من جاراتها لتأخذه بدلا منها، ومن هنا جالت بذهنى فكرة أن أتوجه إليه وقت تنفيذ جريمتى وأخبر مشرفته بالحضانة أنى واحدة من جيران والدته». «يوم ارتكاب الجريمة استيقظت باكرا وتوجهت إلى منزل الطفل محمد كما اعتدت وبعد أن تأكدت من أن والدته اصطحبته كعادتها للحضانة، وقبل ساعتين من ميعاد عودتها إليه مرة أخرى دخلت الحضانة ولحسن حظى وقتها لم تكن المشرفة موجودة، فكانت هناك فتاة صغيرة بدلا منها وكان الطفل أيضا غارقا فى النوم، فأخبرتها أنى جارته وسآخذه لوالدته فوافقت وبالفعل نجحت خطتى واصطحبته لمنزلى». وأضافت القاتلة «بعد ساعة تقريبا من وصولنا للمنزل أفاق الطفل من نومه ودخل فى نوبة بكاء شديدة ولم أستطع إرضاءه، فاضطررت إلى ضربه على جسده بسلك كهرباء كى يصمت لكنى لم أكن أنوى تعذيبه مطلقا، فيدى لم تمتد اليه بسوء إلا بعد أن فشلت فى إرضائه بكل الطرق، كما أن الدليل على صدق حديثى هو أنى أحضرت له ألعابا والطعام المناسب لعمره وكنت أهتم بنظافته دوما». وبعد مرور يومين تقريبا تحدثت مع والده كى أساومه على دفع مبلغ مالى فى مقابل عودة ابنه، لكنه رفض الرد على تليفونى بل وأغلق هاتفه المحمول نهائيا، وقتها شعرت بخطورة ما فعلت خاصة بعدما علم جيرانى بأن لدىّ طفلا صغيرا فى الشقة وذلك من كثرة بكائه، فلم أجد أمامى طريقا لأخرج من الفخ الذى وقعت به إلا بقتله والتخلص منه ومغادرة المنزل، وفى لحظتها ودون تفكير خنقته بالملاية ووضعته فى جوال وفى المساء أخذته وألقيته فى أحد الطرق الزراعية. وأضافت «لم أشعر بالخوف أو الندم طوال فترة تخطيطى وتنفيذى للجريمة، وكأنى لم أكن بحالتى الطبيعية، وبعد تخلصى من الجثة انتابتنى حالة من الرعب والندم والضيق من نفسى على ما فعلت، وتمنيت أن يعود العمر للخلف كى آخذ حقي من والده بدلا من هذا الطفل البريء». تكشفت تفاصيل الواقعة بالبلاغ الذى تلقاه قسم شرطة شبين القناطر بالعثور على جثة طفل صغير داخل جوال، وبالانتقال إلى مكان البلاغ تبين أن الجثة لطفل يدعى «محمد.أ» 3 سنوات ، تم تشكيل فريق بحث لكشف غموض الواقعة، حيث تبين أن فتاة ليل تدعى «م.ع.ع» 33 سنة وراء ارتكاب الجريمة بدافع الانتقام من والده الذى أنهى علاقته بها، وبتكثيف الجهود ألقى القبض على المتهمة وبمواجهتها اعترفت بالجريمة، وتحرر محضر بالواقعة.