شهد الدكتور محمد أبوالفضل بدران رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ود. جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا، حفل تدشين أولى "قوافل التنوير الثقافية لشباب الجامعات"، التى تنظمها الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، وحضرها الشاعر أشرف عامر، والمشرف العام على القوافل الثقافية والتى بدأت بجامعة المنيا وبالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافى برئاسة د. فوزية أبو النجا. بدأت الفعاليات بعزف السلام الجمهورى، أعقبه إلقاء كلمات حفل الافتتاح حيث طالب د. أبو الفضل الحضور بالوقوف دقيقة حداد على روح شهدائنا وشهداء الوطن، ثم وجه الشكر إلى رئيس الجامعة ونوابه وعمداء الكليات والطلاب وإلى المثقفين والأدباء والشعراء والفنانين المشاركين فى القوافل، وأشار إلى أن الهدف من هذه القوافل ليس إلقاء محاضرات وإنما للتحاور مع الطلاب لمعرفة ما الذى يبتغونه من الثقافة والوطن والبلد. وأوضح د. أبوالفضل بدران رئيس الهيئة إصراره على أن تبدأ القوافل من محافظة المنيا ومن داخل جامعتها لما تتمع به من تاريخ عريق ولما لها من دور ثقافى مؤثر ليس فى مصر فقط ولكن على مستوى الوطن العربى والعالم من خلال أعلام الأدب والفن والثقافة والسياسة والدين الذين نشأوا على أرضها. وأشار إلى أن هذه القوافل تسعى لإقامة حوار مع طلبة الجامعات حول قضايا الوطن المعاصرة والاستماع لآرائهم ومقترحاتهم لتنمية مصر منوها أن هذه القوافل الثقافية تضم نخبة متميزة من كبار فنانينا ومثقفينا لتعد بمثابة كتيبة قتالية تعمل على تأمين أهم جبهات مصر الداخلية ومنها جبهة أبنائنا فى الجامعات، وناشد الطلاب بضرورة التحاور مع أساتذة الجامعة واللجوء إليهم لحل مشكلاتهم من خلال اتحاد الطلاب بالجامعة والذى تم انتخابة بشفافية وحيادية كبيرة ضاربا أكبر مثل فى ديموقراطية الانتخابات بالجامعات. وأعلن رئيس الهيئة عن قيام الهيئة بإهداء الجامعة 3000 كتاب فى مختلف فروع الثقافة توزع مجانا على الطلاب لحثهم على القراءة، كما أعلن عن موافقة رئيس الجامعة على إنشاء منفذ بيع لإصدارات الهيئة وباقى قطاعات وزارة الثقافة داخل الجامعة بخصم يصل إلى 50 % للأساتذة والطلاب. وأشار الدكتور أبوالمجد فى كلمته إلى أن القوافل الثقافية التى تنظمها قصور الثقافة تساعد على إرساء وتعميق قيمة إعمال العقل والفكر فى حل مشكلات الوطن من خلال زيادة وعى طلاب الجامعات بمختلف فروع الثقافة التى ترتقى بها الأمم، مشيرا إلى أن جامعة المنيا شأنها شأن باقى الجامعات تهتم بالثقافة السياسية وبالجانب الدينى والتربوي من خلال أنشطة متنوعة يتم تقديمها للطلاب تعمل على تنمية شخصية الطالب من خلال ممارسته للأنشطة الطلابية، وتمنى أن تزيد القوافل من إثراء الحركة الثقافية والتنويرية بالجامعات. وأعقب ذلك تبادل الدروع بين رئيس الجامعة ورئيس هيئة قصور الثقافة، كما قاما بتكريم ضيوف الندوة المشاركين بالاحتفالية وهم الفنان الموسيقارهانى شنودة، كريمة الحفناوى والفنان طارق الدسوقى والشاعر أشرف عامر بإهدائهم درعا الهيئة والجامعة، ثم قدم د. بدران درع الهيئة لكلية دار العلوم بالجامعة لعميدها د. محمد عبد الرحمن الريحانى. تلا ذلك بدء فعاليات الندوة التثقيفية حيث قام عامر بإلقاء بعض قصائده من ديوان شبابيك، أعقبه تقديم هانى شنودة لفقرة موسيقية فى إطار محاضرة عن التذوق الموسيقي تضمنت أغنيات "أهواك، ويا أغلى اسم فى الوجود، وماتحسبوش يا بنات". أعقب ذلك إجراء حوار مفتوح مع الطلبة حيث قام أحد الطلاب بطرح سؤال عن مدى إمكانية مساهمة عملية التنمية البشرية فى رفع مستوى الطلبة بالجامعات لتأهيلهم بعد التخرج والاستفادة منهم، وأجابت د. كريمة الحفناوى قائلة أن عزوف الشباب عن الحياة السياسية بعد 1967 جعل الثقافة الجماهيرية تساهم فى بعث روح الوطن عند الشباب حيث إقامت مجموعة من الأمسيات فى حب مصر ساعدت على شحز حماسة الشباب والتى أتت بثمارها فى عام 1973، كما طالبت بضرورة وجود التنوير والثقافة لاستمرار الفكر الحر فى مصر، وناشدت الشباب بأهمية التمسك بالأمل داخلهم للنهوض إلى الأفضل من خلال صوت الحق لأنه أساس نهضة الدول المتقدمة، وأكدت على أن عملية التنمية البشرية حق للجميع بما كفله الدستور فى تأتى مادتة 19 والتى تحث على تطوير التعليم وزيادة البحث العلمى. وفى تساؤل أخر لإحدى الطالبات حول ماذا تفعل لتطوير القرية التى تنتمى إليها أجابت د. كريمة بأنها يمكنها تقديم الكثير لعمل ذلك مثل تفعيل دورها بالمشاركة فى المحليات ورقابتها فى تقديم الخدمات المنوطة بها لتنمية وتطوير القرية ومن خلال عمل مشروعات تنموية، كما يمكن ذلك بالعمل الايجابى الفعال فى أمور أخرى كثيرة من شأنها النهوض بمستوى القرى. وتساءل أحد الطلاب عن معنى الوطن، فأجاب الفنان طارق الدسوقى بأنه علينا جميعا الحفاظ على الوطن والأرض والهوية المصرية، لأن الانسان بلاهوية وبلا وطن انسان ليس له كيان ووجود، وأشار إلى تاريخ مصر وحضارتها وأنها أقدم بلد عرفت المسرح، وصناعة السينما والكتابة والترجمة والتأليف، وكل هذا ساعد على بقائها والحفاظ على ثقافتها ولغتها عبر التاريخ، وناشد صناع الفن بضرورة الحفاظ على الهوية المصرية والإبتعاد عن الابتذل والإسفاف فى أعمالهم الفنية، واختتمت الاحتفالية بفقرة فنية لفرقة أسيوط للموسيقى العربية.