تتعرض جماعة الإخوان مجددًا لخريف الصراعات بين قياداتها التاريخية والشبابية، بعد الاجتماع الذي دعا له محمود عزت، القائم بأعمال مرشد الجماعة، منذ يومين في تركيا، وافضى إلى بيان تبرأ فيه الحاضرون من دعوات العنف وحمل السلاح. البيان على أهمية مضمونه إلا أن الأهم فيه هو جهة صدوره وملابسات الاجتماع نفسه، حيث دعا "عزت" للاجتماع 15 فقط من أعضاء شورى الإخوان من أصل 26 هم عدد الموجودين في الخارج، ما يعني أن "عزت" اكتفى بالأعضاء المؤيدين له والداعمين لما يسميه ب"الشرعية التاريخية للجماعة". وقرأ محللون البيان بأنه رسالة بقرب فصل القيادات الشبابية الذي يتزعمهم محمد كمال، عضو مجلس شورى الإخوان، والمتولي إدارة الجماعة منذ 30 يونيو. وتختصر الصراعات بين القيادات التاريخية والشبابية في "من يحكم الجماعة"، حيث أجرى الإخوان انتخابات عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر، نتيجة لحبس أغلب القيادات التاريخية، وهو ما ساعد في تقدم الفصيل الشبابي في الانتخابات، وبدوره شن الفائزون هجومًا على القيادات التاريخية محملها مسؤولية فشل الإخوان في الحكم والإطاحة برئيسهم من منصبه. الهجوم المذكور استمر على مدى عامين ونصف، المدة منذ 30 يونيو، إلى أن استعادت القيادات التاريخية بزعامة محمود عزت، القائم بأعمال المرشد، عافيتها وحاولت العودة مجددًا إلى إدارة الجماعة، وهو ما يرفضه فصيل الشباب، مسمين تحركات "عزت" ب"الانقلاب على الشرعية"، فيما يرفع فريق "عزت" شعار "الشرعية التاريخية للجماعة". وجاءت كل التحليلات في اتجاه أن الانشقاقات تضرب مجددًا جماعة الإخوان، متوقعة قرب تحول الجماعة رسميًا إلى جماعتين، وهو ما ذهب له كمال الهلباوي، القيادي الإخواني المنشق، الذي توقع في مكالمة هاتفية مع "البوابة نيوز" أن تشهد المرحلة القادمة مزيد من الانشقاقات بين القيادات الكبيرة، والقيادات الشبابية. وأكد على إن الوضع بالنسبة للجماعة وصل لمرحلة متأزمة، مرجحًا أن نشهد قريبًا كيانين يحملان فكر الإخوان، مشيرًا إلى أن ذلك حدث في الجزائر وماليزيا واندونيسيا، فضلًا عن الأردن. وتابع أنه عقب فض اعتصامي رابعة العدوية ونهضة مصر لم نسمع من قيادي إخواني واحد خطاب السلمية، متابعًا إن الجماعة في أوقات الأزمات ترفع هذه الشعارات، معتبرة فيها نجأة لها. بدوره قال طارق أبو السعد، القيادي الإخواني المنشق، إن البيان يحمل معنى ضمني بخلاف شعارات السلمية التي رفعها، مشيرًا إلى أن أنه حمل إدانة واعتراف من داخل الجماعة تفيد إنها كانت تستخدم العنف على مدى عامين ونصف، وأخيرًا أعلنت توبتها. وتابع أن الفترة القادمة ستشهد تصفية حقيقية في صفوف الشباب الذي يتمسك بخيار الصدام مع الدولة، مشيرًا إلى خلافات قديمة، من قبل الإطاحة بالجماعة، بين محمد كمال، عضو شورى الإخوان ومحمود حسين، القيادي التاريخي للجماعة والداعم لمحمود عزت. وتوقع أن تسهم هذه الخلافات القديمة في تعميق الصراع بين فصيل الشباب والجماعة. وتوقع أن يكون الحسم في الغالب لصالح فريق "عزت"، مشيرًا إلى أن الفيصل في المشهد هو موقف المكاتب الإدارية في الأقاليم. ولفت إلى أن محمد كمال مدعوم من ثلاث أقاليم من أصل سبع تقسم الجماعة الجمهورية وفقها.