«أتكلم أقول إيه؟ أنا اللى قتلت بنتى يوم ما غصبتها على الزواج والعيشة معه، أنا اللى أستحق الموت ألف مرة»، قالتها الأم وهى تبكى بحرقة، على ابنتها التى انتحرت بالقفز من شرفة شقتها فى منطقة العجوزة، بعدما سكبت الماء المغلى على وجه الزوج، فتم نقله إلى مستشفى إمبابة العام فى حالة خطرة بين الحياة والموت. «البوابة» توجهت إلى أسرة الزوجة، التى رفضت الكلام عن الحادث، وعندما توجهت إلى المستشفى للقاء الزوج المصاب، حال وضعه الصحى دون ذلك، بعدما طالت الحروق الفم، فأفقدته القدرة على الحديث، فيما قال شقيقه، المصاحب له فى المستشفى، إن «حالته الصحية والنفسية فى تدهور مستمر، خاصة بعدما علم بخبر وفاة زوجته»، مضيفا «لم تكن الحياة مستقرة بينهما منذ بداية الزواج». وقال شقيق المصاب، «كل منهما له طابع مختلف عن الآخر، ومع مرور الوقت زادت حدة الخلافات بينهما، ولم تعد الحياة بينهما محتملة، ما دفعهما إلى الاتفاق على إتمام الطلاق، بعد مرور عام واحد على زواجهما، إلا أن الزوجة اكتشفت حملها منه، فقررا التراجع عن الطلاق، لأن هناك طفلا سيخرج إلى الحياة بعد شهور قليلة، ويجب أن يعيش بين والديه». وفى البداية، نجحت محاولات الإصلاح بين الزوجين، والتى استجابا لها، لوجود رغبة مشتركة فى إنهاء الخلافات، واستمرار الحياة الزوجية، من أجل الوليد الجديد، واعتقد الجميع بعدها أن هذا الحدث جاء فى الوقت المناسب، لكن مع الأسف لم يكن اعتقادنا فى محله، فالخلافات تفاقمت أكثر مع ولادة الطفل، واستحالت الحياة بينهما إلى جحيم، ما دفعهما إلى الاتفاق على الطلاق مرة أخرى»، بحسب شقيقه. وأضاف «حددنا يوم الحادث لحضور أفراد من أسرة كل منهما، للاتفاق على خطوات إنهاء الزواج، وعندها وقعت مشادة كلامية بينهما، أثناء الحديث عن ضم الطفل، ففوجئنا بزينب تصرخ فى وجهه قائلة: أنا مش طايقاك، وعاوزة أشرب من دمك، ثم أمسكت براد الشاى الممتلئ بالماء الساخن، وألقته على وجهه، ثم استغلت انشغالنا بمحاولة إسعافه، وقفزت من شرفة شقة الطابق السادس، وسقطت جثة هامدة». واختتم كلامه قائلا «نحن طرف فيما انتهت إليه حياتهما، لأننا فى كل مرة نتدخل فيها، كنا نضغط عليهما للاستمرار فى الزواج، ولم نكن نتوقع أبدا أن تكون النهاية سوداوية بهذا الشكل، فهى فارقت الحياة، بينما شقيقى لو قدر له الشفاء، سيعيش بقية عمره بوجه مشوه، وكلما نظر لنفسه سيتذكر الحياة السوداء التى عاشها من أم ابنه الوحيد». كان رئيس مباحث العجوزة، المقدم أحمد الوليلي، تلقى بلاغا بانتحار ربة المنزل «زينب. أ»، 30 عاما، بأن قفزت من شقتها، فتوجهت قوة من مباحث القسم إلى مكان البلاغ، وأفادت التحريات بأن الخلافات الزوجية كانت سبب الحادث، وأن الزوجة انتحرت بعدما ألقت الماء المغلى على وجه الزوج، خلال جلسة جمعت بينهما، فى حضور أفراد أسرتيهما للاتفاق على الطلاق، وتم نقل الجثة إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بالدفن، كما انتقلت إلى المستشفى لسماع أقوال الزوج، إلا أن حالته الصحية لم تسمح بذلك.