تبادل الجانبان في الحرب الاهلية في جنوب السودان الاتهامات بانتهاك اتفاق السلام الذي وقع في أغسطس بعد ان قال المتمردون في البلاد يوم الثلاثاء إن جنود الحكومة شنوا هجمات ضد مواقعهم في ولاية الوحدة الغنية بالنفط. وقال وزير الدفاع كول مانيانج جوق إن قوات الحكومة هاجمت المتمردين ردا على غارات نفذوها الاسبوع الماضي في ولايات الوحدة وبنتيو وملكال قتل فيها 22 شخصا. وأضاف إن الهجوم انتهك اتفاق السلام الذي وقعه الرئيس سلفا كير وزعيم المتمردين ونائب الرئيس السابق ريك مشار. وقال لرويترز "ما زلنا متفائلين بأن اتفاق السلام الذي وقعناه مع زعيم المتمردين ريك مشار سيُنفذ." وانزلقت أحدث دولة في العالم إلى الحرب الأهلية في ديسمبر 2013 عندما انتهى خلاف بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق ريك مشار بقتال دار في الأغلب على أسس عرقية بين قبائل الدنكا التي ينتمي لها كير وقبائل النوير التي ينتمي لها مشار. وتحت ضغط من دول الجوار ومن احتمال فرض عقوبات وقع مشار زعيم المتمردين اتفاق سلام يوم 17 أغسطس وحذا كير حذوه بعدها بعشرة أيام رغم أن الجانبين سارعا بتبادل الاتهامات بشن هجمات. وقال المتحدث باسم المتمردين الكولونيل وليام جاتجياث دينج في بيان إن قوات الحكومة ضربت ثمانية مواقع في مناطق متعددة من الأراضي التي يسيطر عليها المتمردون في ولاية الوحدة يومي الأحد والاثنين. وقال دينج "من المؤسف أن هذه الهجمات حدثت في وقت تحتاج فيه البلاد للسلام ويعد فيه الفريق المتقدم من الحركة الشعبية لتحرير السودان/الجيش الشعبي لتحرير السودان لزيارة جوبا من أجل توعيه المدنيين بشأن معاهدة السلام التي وقعت بين الحكومة والمعارضة." وأضاف في إشارة للحكومة "فصيل الجيش الشعبي لتحرير السودان/ جوبا يريد أن ينتزع منا مزيدا من الأراضي وسيعرض هذا عملية السلام للخطر." ويُتوقع ان يصل مشار الى جوبا يوم 23 نوفمبر، حيث من المقرر ان يجتمع مع قيادات حكومة جنوب السودان في مؤتمر اقليمي للسلام. وستكون المرة الاولى التي يعود فيها الى العاصمة منذ بداية الحرب الاهلية. وشهدت ولاية الوحدة بعضا من أسوأ الاشتباكات في الصراع الذي قتل فيه الاف الاشخاص وتسبب في نزوح أكثر من 2.2 مليون فر 500 ألف منهم من البلاد وفقا لوكالات الاغاثة.