المهرجانات السينمائية تشبه الذهاب إلى وليمة هائلة تحمل كل صنوف الأطعمة، غالبا ما يحتار المرء فى الاختيار من بينها، إلا إذا كان مزودا بخبرة كبيرة ودراية مسبقة بعشرات الأفلام والمخرجين والأساليب الفنية التى يعرضها المهرجان، أو إذا كان مستعدا للتركيز على فئة بعينها من هذه الأعمال، أفلام المسابقة مثلا، أو الكلاسيكيات القديمة، أو الحاصلة على جوائز من مهرجانات سابقة، أو الأفلام العربية...إلخ. وغالبا أيضا يحتار الناقد المتخصص فى ترشيح «بعض» هذه الأعمال للمشاهد، لأن الجمهور يختلف باختلاف الأذواق العامة والفردية لكل مشاهد. مهرجان القاهرة السينمائى الذى يدأ فعاليات دورته السابعة والثلاثين أمس، يضم حوالى مئة وخمسين فيلما، لا يستطيع المرء، مهما كان عاشقا مجنونا بالسينما، أن يشاهد أكثر من ثلاثين فيلما، بمعدل ثلاثة أو أربعة أفلام يوميا. من الصعب بالطبع ترشيح قائمة بعينها و«فرضها» على القراء، ولكن بما أن الكثيرين يحتاجون هذه القوائم ويستخدمونها، وأنا واحد منهم، وبما أنه قد أتيح لى، بحكم كونى رئيسا للجنة المشاهدة بالمهرجان، أن أشاهد معظم الأفلام، فسوف أختار لكم ثلاثين فيلما أعتقد أنها الأفضل. ومعيارى الرئيسى فى الاختيار هو ذوقى الشخصى أولًا، ثم التنوع فى الأساليب والموضوعات والبلاد ثانيًا، وخبرتى المتواضعة بالجمهور المصرى ثالثًا. عادة ما تكون أفضل أفلام مهرجان القاهرة ضمن قسمى مهرجان المهرجان والعروض الخاصة، لأنها أعمال «مجربة» من قبل، أى سبق مشاركتها فى مهرجانات دولية أخرى، وحصولها على جوائز وتقدير نقدى وجماهيرى، لذلك سوف أركز على هذين القسمين أولًا. وسوف أستخدم تصنيفا جديدا يساعد القارئ على معرفة نوع الفيلم ومدى مناسبته لذوقه الشخصى، لأنه حتى أفضل أنواع الأطعمة قد يراها البعض رديئة أو غير مستساغة. هذا التصنيف يعتمد على عدة كلمات مفتاحية: «فنى»، أى فيلم «مهرجانات» موجه لعشاق الفن السينمائى بالأساس. ويغلب عليه التعبير الفنى العقلى، والذى قد تصعب استساغته من قبل الجمهور العادى، وعلى العكس من ذلك النوع «الجماهيرى» الذى يروق لأغلب الأذواق، ويحتوى على قدر واضح من التشويق والإمتاع الحسى. بجانب ذلك سوف أستخدم تصنيفات مثل «اجتماعى»، «سياسى»، «إنسانى» لتقريب مضمون ومزاج الفيلم العام إلى القارئ. وقد قمت بترتيب هذه التصنيفات حسب درجة بروزها ووضوحها فى كل فيلم.