تجرد من مشاعره الإنسانية وركد خلف شهواته ونزواته، فتحول إلى ذئب بشرى على استعداد لفعل أى شيء فى سبيل إرضاء غرائزه، قصة مأسوية دارت أحداثها داخل جدران فصل بمدرسة ابتدائية فى منطقة العجوزة، وتصدر بطولتها مدرس فقد ضميره وطفلة فى الصف الثالث الابتدائي. أثبتت التحقيقات أن «صابر .أ»، 25 سنة اتعدى جنسيًا لمرات عديدة على الطالبة «رحمة. و»، دون أن يلتفت إلى صرخاتها وتوسلاتها إليه كى يرحمها واستمر هذا الأمر لأسابيع متواصلة إلى أن خلق عقدة نفسية بداخل الضحية لدرجة جعلتها لا تكف عن البكاء. «البوابة» انتقلت إلى منزل الطفلة الضحية بالعجوزة، وهناك التقينا والدها «35 سنة»، سائق تاكسي، بدأ حديثه بتساؤل «كيف تحولت المدارس من منبر للعلم والتعلم إلى وكر لممارسة الرذيلة؟»، واستكمل قائلا: «لا أدرى ما تخبئه الأيام القادمة لابنتى الصغيرة التى تحولت فجأة من طفلة بريئة مقبلة على الحياة لا تفكر فى شيء سوى دراستها وأصدقائها إلى فتاة تحمل بداخلها هموما لا تستطيع البوح بها، فنظرة الحزن التى ملأت عيناها تكاد تقتلنى كلما نظرت لها، ودموعها التى لا تنقطع تجعلنى على استعداد لارتكاب جريمة فى سبيل أخذ حقها من هذا المجرم». وأضاف الأب «كل ما يؤلمنى هو شعورى بالظلم الذى يملأ حلقى، خاصة بعدما علمت أن المدرس قد أخلى سبيله وعاد لممارسة عمله من جديد وكأن شيئًا لم يحدث، دون حتى أن يحاسب هذا الذئب البشرى على الجرم الذى فعله وعن الأزمة النفسية التى سببها لطفلة بريئة، والأكثر من ذلك هو خبر قرأته منذ عدة أيام عن أن وزارة التربية والتعليم لم توقع على المدرس أى عقوبة على الإطلاق بالرغم من أن هناك ثلاث طالبات أخريات حدث معهن ما حدث لابنتى وإدارة المدرسة تعلم ذلك، لكن عائلاتهن لم تقم بتحرير محاضر خوفًا من الفضيحة واكتفوا بنقل بناتهن من المدرسة». الأب المكلوم يواصل حديثه قائلا: «كل ما أتمناه أن تأخذ قضية ابنتى نفس الاهتمام الإعلامى الذى أخذته قضية الفتاة التى صفعها شاب على وجهها فى إحدى المراكز التجارية، لأن ما حدث مع رحمة لا يقل بشاعة عما حدث مع هذه الفتاة، بل على العكس فابنتى طفلة صغيرة تعرضت للتعدى والاغتصاب تحت تهديد السلاح داخل فصلها الدراسى ومن مدرسها، فقلبى يكاد يتقطع كلما أشاهد رحمة تبكى وتتحدث عن ما تعرضت له، وحزنى يزداد كلما شاهدت حجم التجاهل لقضيتها، فى حين أخذت قضية فتاة المول كل هذا الاهتمام وألقى القبض على المجرم فورًا». وفى النهاية اختتم الأب حديثه «كل ما أطلبه هو أن تأخذ ابنتى حقها وأشعر أن هذا المجرم دفع ثمن ما فعله بها وبأخريات غيرها، وأن تكون قضية رحمة بداية لقيام الوزارة بفرض رقابة فعلية على كيفية معاملة المدرسين للطالبات، خاصة فى هذه السن الصغيرة حتى لا يتكرر هذا مع ضحية أخرى». وعن كيفية اكتشاف الأمر تحدثت والدة رحمة والدموع تملأ عيناها قائلة «فى الآونة الأخيرة لاحظت عزوف ابنتى عن الذهاب للمدرسة، وهذا عكس طبيعتها تمامًا، كما أنها كانت تشكو باستمرار من ألم فى بطنها، وعندما كنت أسألها كانت تبكى وتقول لى «أنا مش عايزة أروح المدرسة خالص لأنى عيانة ومش مذاكرة.. فى البداية كنت أصدق ما تقوله لكن الأمر زاد عن حده فأخذتها إلى غرفتها وطلبت منها أن تحكى لى ماذا بها، ففوجئت بها تنهمر فى البكاء وشرحت لى ما حدث، وأكدت أنه استخدم السلاح الأبيض لإخضاعها لرغباته». واسترسلت الأم: «أخذتها أنا ووالدها وتوجهنا بها للمستشفى وقمنا بإجراء الفحوصات الطبية عليها، والتى أكدت تعرض رحمة للتعدى أكثر من مرة، وعلى خلفية ذلك حررنا محضرًا بقسم شرطة العجوزة ضد المدرس». وكانت بداية الواقعة بلاغ تلقاه قسم شرطة العجوزة من «و. محمد»، سائق تاكسي، يفيد بتعرض ابنته رحمة فى الصف الثالث الابتدائى للتعدى الجنسي، من قبل مدرس يدعى صابر، وعلى الفور انتفلت قوة من مباحث القسم برئاسة أحمد الوليلى إلى المدرسة وألقت القبض على المدرس وبعرضه على النيابة العامة أمرت بإخلاء سبيله مؤقتًا لحين صدور تقرير الطب الشرعي.