سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إيران تلوح بالتخلي عن الأسد في اجتماع فيينا.. عمان توفر منفى اختياري للرئيس السوري حال التوصل لتوافق دولي على رحيله.. وانطباعات إيجابية للدول العربية والغربية حول المحادثات
أبدت إيران مرونة غير مسبوقة فيما يخص القضية السورية؛ في محاولة منها للتنصل من موقفها المتزمت في القضاء على بشار الأسد، كخطوة استباقية لما ستقرره موسكو بشأن رحيل الرئيس السوري، ولا تريد طهران أن تكون في وضع المنصاع للقرارات الروسية المقبلة، لأن الوجود العسكري الروسي في سوريا قد فرض قواعد جديدة أخرجت طهران من الهيمنة المطلقة على النظام والتنازل الإيراني، ولو كان اضطراريا. جاء ذلك القررار كرسالة شكر لواشنطن التي أصرت على أن تتواجد طهران في اجتماع فيينا، حيث لمحت إيران بدورها لما تريده روسيا في أنها تفضل فترة انتقالية تليها انتخابات لتحديد مصير بشار الأسد. واستضاف اجتماع فيينا 17 دولة لعقد محادثات غير مسبوقة سعيا للتوصل إلى حل سياسي للنزاع القائم في سوريا، من أبرزها روسيا التي حرصت للتحرك تجاه السعودية والإمارات اللتين قدمتا قوائم بالمعارضة المعتدلة إلى واشنطنوموسكو؛ لتكون محور الحوار حول مستقبل سوريا، وهو ما يعني أن الدور العربي سيكون مؤثرًا في مختلف مراحل البحث عن الحل في سوريا، وأن هذا ناجم عن التقارب الأخير مع موسكو التي تخطط لتقليص التأثير الإيراني في الملعب السوري. من جهة ثانية، تولد انطباع إيجابي لدى ممثلي الحكومات العربية والغربية بمن فيهم ممثل روسيا عن الدور العماني وخصوصا أن سلطنة عمان حملت رسائل واضحة حول دورها كوسيط، ومن المتوقع أن تحتضن جانبا من المفاوضات بين فرقاء الأزمة، خاصة ما يتعلق ببحث المسائل التنفيذية الخاصة بالمرحلة الانتقالية. وترأس طاولة الاجتماع جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، الذي يشارك فيه أطراف الملف السوري الرئيسيين، الذين توصلوا خلال الاجتماع لوقف كامل أو جزئي لإطلاق النار في الأسابيع المقبلة، بينما ذكر بيان مشترك أنه لا تزال هناك خلافات جوهرية، وأن المشاركين اتفقوا على الإبقاء على سوريا موحدة. فيما قال سيرجي لافروف وزير الخارجية الروسي: إن المحادثات لم تتوصل لاتفاق موحد على مصير بشار الأسد، وأن مناقشة وقف إطلاق النار في سوريا مستمرة، لكن قتال الجماعات الإرهابية سيستمر. وأضاف لافروف، على الشعب السوري أن يقرر مصير الأسد، وهو ما يعني العودة إلى نقطة الصفر، خاصة في ظل وعود سابقة من بلاده بألا يقف مصير الأسد عائقًا أمام حل يؤدي إلى استقرار سوريا. من جهته، قال جون كيري وزير الخارجية الأميركي: إن الدول المشاركة في اجتماع فيينا قررت تكليف الأممالمتحدة لرعاية وقف إطلاق النار في سوريا. لكنه اعترف بأن الخلافات مع روسياوإيران حول مصير الرئيس السوري مازالت قائمة. ويحاول الأسد استغلال الدعم العسكري من روسياوإيران إلى جانب المحادثات الدولية حول مصيره لكسب المزيد من الوقت للبقاء لفترة أطول، ومحاولة اكتشاف ما إذا كانت هناك أي وسيلة تمكنه من التواصل المباشر مع الأمريكيين في فيينا، ومن ثم الحصول على شرعية في الغرب. الجدير بالذكر أن التكهنات الدولية قد ازدادت بعد زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي، إلى دمشق ولقائه بالأسد، أن سلطنة عمان من الممكن أن توفر للأسد لجوءًا سياسيا في حال التوصل إلى توافق دولي على خروجه. من جانبها قالت وكالة ستراتفور الخاصة لشؤون الاستخبارات نقلا عن مصادر دبلوماسية: إن الأسد طلب من بن علوي، أن تمكنه عمان من التواصل المباشر مع البيت الأبيض عبر خطوط خلفية، لكن يبقى من الصعب التوصل لصيغة تفاهم بين البيت الأبيض والرئيس السوري، في هذه المرحلة المبكرة من المفاوضات، وبدلا من ذلك من الممكن أن تفضي الوساطة العمانية إلى بعض التفاهمات الأمنية فقط بين الجانبين. وبالرغم من اجتماع فيينا للتوصل لحل الأزمة السورية استمرت روسيا في التصعيد العسكري على طول الجبهة الجنوبية درعا والجولان في محاولة روسية للتفاهم مع الإسرائيليين، والضغط على المعارضة التي أعلنت رفضها لأي حل لا يقدم لها ضمانات جدية حول مصير الأسد.