قال الأثري أحمد شهاب رئيس اتحاد آثار مصر: "عندما يقوم الجعران بدحرجة قرص الشمس سيلقي رع بأول أشعته على تمثال الآله "آمون- رع" كبير الآلهة وتمثال رمسيس الإله ملك مصر وتمثال رع حوراختي إله السماء والشمس الموحد، وتترك الأشعة الإله بتاح في الظلمات، لإعلان بدء موسم الحصاد وجلوس الملك الإله رمسيس على العرش فقد قام الفراعنة بحسابات فلكية متطورة أثناء بناء المعبد وحدد مكان قدس الأقداس بحيث لا تدخله الشمس إلا في يوم الواحد والعشرين من أكتوبر، بداية موسم الزراعة وولادة الملك الآله رمسيس، والواحد والعشرين من فبراير يوم تتويجه على العرش". وأضاف شهاب في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز": تم إنقاذ معبد أبوسمبل من الغرق بمياه السد العالي و نقل من مكانه الأصلي إلى مكان يرتفع عن مستوى نهر النيل بحوالي مائتي متر في عام 1964م، فتم تقطيع المعبد الى قطع مرقمة ومن ثم إعادة بنائها مرة أخرى، تسببت عملية النقل في تغيير أهم ظاهرة للمعبد، فأصبحت تحدث في يومي الثاني والعشرين من فبراير والثاني والعشرين من أكتوبر ،ويتزامن تعامد الشمس في شهر فبراير مع بداية موسم الحصاد أما في شهر أكتوبر فيتزامن التعامد مع بداية موسم الزراعة، حقيقة تعامد الشمس على معبد أبي سمبل هي اكتشاف قدماء المصريين لنقطة شروق الشمس من ناحية الشرق و نقطة غروبها من ناحية الغرب تماماً في الحادي و العشرين من شهر مارس، ثم تتغير نقطة الشروق متجهة الى الشمال كل يوم بمقدار ربع درجة تقريبا ، بناءً على ذلك أختار القدماء المصريون نقطة في مسار شروق الشمس تبعد عن تكرارها زمن قدره أربعة أشهر، ثم شرعوا في بناء المعبد بحيث يكون اتجاه المسار التي تدخل منه أشعة الشمس من خلال فتحة ضيقة من ناحية الشرق على وجه رمسيس الثاني، وسبب ضيق الفتحة حتى لا تسقط أشعة الشمس في اليوم التالي على وجه التمثال. وواصل شهاب: اكتشفت هذه الظاهرة عام 1874م من قبل المستكشفة الإنجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وقد قامت بسجيلها في كتابها "ألف ميل فوق النيل". ففي الصباح الباكر ليوم الثاني والعشرين من شهر فبراير تخترق الأشعة مدخل معبد أبوسمبل وتسير بداخلها بطول ستين متراً حتى تصل إلى الغرفة المسماه ب "قدس الأقداس"، وتضيئ ثلاثة تماثيل، هم تمثال رع حور اختي وتمثال الملك رمسيس الثاني، وتمثال آمون رع، ويظل التمثال الرابع في الظلام، وهو ما يعتبره مؤرخون دليلا على براعة المصري القديم، لكون التمثال الرابع هو للإله "بتاح" وهو رب الظلام فلا يجب أن يضئ. وفي الساعة الخامسة وثلاثة وخمسين دقيقة في يوم الثاني والعشرين من أكتوبر يتسلل شعاع الشمس ليهبط فوق وجه الملك رمسيس داخل حجرته في قدس الأقداس، ثم يتكاثر شعاع الشمس بسرعة ليضيء وجوه التماثيل الأربعة داخل قدس الأقداس.