كشف الدكتور يحيى عبد الحميد، نائب رئيس لجنة مبيدات الآفات الزراعية، عن استمرار تسجيل وتداول مبيد الحشائش "الجليفوسات" بعد مراجعة المرجعيات الدولية، والمنظمات المعنية بشأن تداول واستخدام المبيدات، وبعد مراجعة الهيئات المتخصصة بشأن ما جاء عن "الجليفوسات" بتقارير الوكالة العالمية لبحوث السرطان التابعة للصحة العالمية. وقال عبدالحميد، إن تأثير "الجليفوسات" عام، ويمتد إلى كل النباتات بما في ذلك المحاصيل التي تنمو معها هذه الحشائش، نظرًا لغياب الإنزيم، وانعدام دوره في أفراد "المملكة الحيوانية"، لذلك فليس لهذا المبيد تأثير سام "حاد" على الحيوانات أو الإنسان، حينما يستخدم بالمعدلات الموصي بها، وذلك أحد الأسباب التي جعلت الشركات المنتجة للمركب تعلن عنه وتسوقه من منتصف السبعينيات إلى نهاية التسعينيات على أنه أكثر أمانًا على الإنسان من ملح الطعام. وأضاف، أن الاستخدام المفرط من "الجليفوسات"، يتسبب في تلوث البيئة وتعرض الكائنات الحية الموجودة بها إلى تركيزات عالية من هذا المبيد، ولا نستبعد أن يكون ذلك أحد أسباب سبب ظهور أو انتشار بعض أشكال السمية المزمنة على الإنسان في مناطق هذا الاستخدام المفرط، مؤكدا أن بعض تقارير الصحة العامة، والتي تفيد بانتشار بعض الأمراض الوبائية المزمنة بمناطق الاستخدام المكثف لهذا المبيد في قيام الوكالة العالمية لبحوث السرطان (IARC) بدراسة البحوث المنشورة عن تأثير الجليفوسات على حيوانات التجارب وتقارير الأمراض الوبائية المنتشرة في مناطق استخدام هذا المبيد، وخلصت الوكالة العالمية لبحوث السرطان وفي ضوء أدلة كافية على حيوانات التجارب وأدلة محدودة وأحيانًا متناقضة على الإنسان، إلى قرار أصدرته في 20 مارس 2015 يفيد بضم الجليفوسات للمجموعة الثانية (2A) والتي يحتمل أن يكون لها تأثير مسرطن على الإنسان. وأوضح، أن الضرر الكامن لهذا المبيد لا يصل إلى حد الخطر الفعلي، وخاصة في الدول التي لم تتبنى بعد المحاصيل المهندسة وراثيًا لمقاومة فعل الجليفوسات، ومصر واحدة من هذه الدول ولا زالت معدلات استخدام الجليفوسات بها منخفضة جدًا مقارنة بدول العالم، وعليه فلا يصل معدل استخدام هذا المبيد في مصر إلى حد الخطر سواء كان ذلك على صحة الإنسان أو على سلامة البيئة، وأنه من المهم هنا أن نعلم أن مبيدات الحشائش تختلف عن مبيدات الفطريات ومبيدات الحشرات في ميكانيكية تأثيرها على النباتات، وعليه فلا يستطيع المزارع المغامرة باستخدام جرعات عالية من مبيدات الحشائش؛ لأن ذلك يتسبب في قتل الحشائش والمحصول العائل في آن واحد. وأشار نائب رئيس لجنة المبيدات، إلى أن اللجنة راجعت بعض المنظمات المعنية والتي تعد مرجعية أساسية طبقا للقرار الوزاري 1018 لسنة 2013، والذي ينظم تسجيل وتداول مبيدات الآفات في جمهورية مصر العربية ونص صراحة على أن وكالة حماية البيئة الأمريكية (EPA)، والمفوضية الأوربية (EC) هما المرجعيتان العالميتان التي تستند إليهما لجنة مبيدات الآفات الزراعية في اتخاذ القرارات الخاصة بتسجيل وتداول مبيدات الآفات الزراعية في جمهورية مصر العربية واللجنة تواصلت معهما، وبجهات عالمية أخرى مسئولة عن تسجيل وتداول مبيدات الآفات، ومن أهمها الجهة المسئولة عن التسجيل في كندا (PMRA) والجهة المسئولة عن التسجيل في أستراليا (APVMA) والمعهد الفيدرالي الألماني لتقييم المخاطر (BfR)، وهو المعهد المفوض من ألمانيا والمفوضية الأوربية بدراسة مخاطر الجليفوسات في دول الاتحاد الأوربي، مؤكدا أن الهيئات التي تم الاتصال بها جميعا ودون استثناء، ومن بينها مرجعيات التسجيل في لجنة مبيدات الآفات الزراعية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، على أنه لا يوجد خطر فعلي على الصحة العامة من استخدام الجليفوسات طالما يتم استخدامه طبقا للتوصيات المدونة على البطاقة الاستدلالية لهذا المبيد بدول هذه المرجعيات".