سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقاتلو المعارضة السورية يعززون الجبهة بصواريخ مضادة للدبابات.. الجيش النظامي يحاول إخراجهم من المناطق الغربية لإبعادهم عن حزب الله ومساعدات إيران.. والمقاتلون يأملون في الدعم العسكري من السعودية
قال قادة من المعارضة السورية المسلحة، إن مقاتليهم ينشرون أعدادا كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات قدمها لهم داعموهم الأجانب، للتصدي لهجمات برية يشنها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من ضربات جوية روسية مكثفة. وأحجم اثنان من قادة المعارضة، عن تأكيد ما إذا كانوا قد تلقوا صواريخ إضافية منذ بدء الضربات الجوية الروسية، لكنهما ذكرا أن المعارضة لديها إمدادات "ممتازة"، وتنشرها على امتداد جبهة تمتد لمسافة 30 كيلومترا لصد الهجوم البري، لكن نشطاء قالوا إن الإمدادات زادت منذ بدء الضربات الجوية الروسية في 30 سبتمبر. وفي وجود الدعم الجوي الروسي والمساعدة من مقاتلي حزب الله اللبناني والجنود الإيرانيين، يحاول الجيش السوري إخراج مقاتلي المعارضة من المناطق الغربية، وهي ضرورية لاستمرار الرئيس بشار الأسد كما استعاد عددا من البلدات في محافظتي حماة واللاذقية. وعززت حملة القصف الجوي الروسية التي بدأت قبل أسبوعين موقف الأسد وسببت أزمة للولايات المتحدة التي اضطرت لتعديل برنامجها لدعم معارضي الأسد عسكريا، لكن الجيش السوري لا يحقق مكاسب سريعة على الأرض. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن هناك معركة تدور للسيطرة على بلدة كفر نبودة بمحافظة حماة التي قال الجيش إنه سيطر عليها امس الإثنين، وأضاف أن ما لا يقل عن 25 مقاتلا من القوات الحكومية قتلوا، وقال أحمد السعود قائد الفرقة 13 وهو فصيل مدعوم من الخارج يقاتل تحت مظلة الجيش السوري الحر إن البلدة تمثل الطرف الغربي لخط الدفاع الذي نشر مقاتلو المعارضة فيه أكثر من عشر منصات لإطلاق الصواريخ، مضيفا أنها شديدة الفعالية وتحدث تأثيرا على جيشي روسيا وإيران والجيش السوري، ووصف أوضاع الأسلحة والذخيرة المتوفرة للمعارضة السورية بالممتازة. وقدمت الدول الأجنبية المعارضة للأسد صواريخ تاو الموجهة لعدد من جماعات المعارضة المسلحة من خلال غرفة عمليات في تركيا وهي إحدى دول المنطقة التي تريد رحيل الأسد. ويرى كثيرون أن الصواريخ لعبت دورا مهما في التقدم الذي أحرزه مقاتلو المعارضة في وقت سابق هذا العام، وهو ما وضع الأسد تحت ضغط. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن مقاتلي المعارضة يستخدمون أعدادا كبيرة من صواريخ تاو، وأضاف أنها زادت في الأيام الأخيرة وأثبتت فعاليتها. وقال إبراهيم الادلبي وهو ناشط ومستشار إعلامي لعدد من جماعات الجيش السوري الحر في شمال سوريا، إن صواريخ تاو دمرت عشرات من مركبات الجيش في الأيام الأخيرة، مضيفا أن كمياتها زادت في الفترة الأخيرة. البحث عن دعم ويأمل مقاتلو المعارضة الحصول على مزيد من الدعم العسكري من دول عربية خاصة السعودية التي حذرت روسيا قائلة: إن تدخلها سيؤدي إلى تصعيد الحرب ويدفع المزيد من المقاتلين الأجانب للذهاب للقتال في سوريا. وقال فارس البيوش العقيد السابق بالجيش السوري، ويقود جماعة فرسان الحق إن هناك بطارية بها منصات إطلاق صواريخ تاو موجودة في الشرق على الخط الأمامي من كفر نبودة إلى قرية معان. والهدف هو منع القوات الحكومية من التقدم شمالا من مورك إلى خان شيخون الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، وهما بلدتان على طريق سريع بين الشمال والجنوب يربط مدينة حماة بحلب وإدلب. وقال البيوش لرويترز عبر نظام لتبادل الرسائل على الإنترنت، إن المعارضة لديها إمدادات ممتازة من الصواريخ وإنها ستتحرك للهجوم ولن تكتفي بالدفاع وحسب. وعبر تحالف لجماعات المعارضة استهدفته الضربات الجوية الروسية عن أمله في العودة لشن هجمات وقال اليوم، إنه سيبدأ عملية لاستعادة حماة. ويضم جيش الفتح الذي سيطر على معظم محافظة ادلب المجاورة في مايو ايار جبهة النصرة جناح القاعدة في سوريا وجماعة أحرار الشام الإسلامية وجماعات لمقاتلين من الشيشان ودول أخرى في وسط آسيا، لكن عبدالرحمن قال إن جيش الفتح سيواجه صعوبات للتقدم في ظل الضربات الجوية الروسية وهجوم الجيش السوري. وأرسل الجانبان تعزيزات إلى المنطقة، وقالت مصادر مطلعة على التطورات السياسية والعسكرية في سوريا، إن حزب الله أعاد نشر كل مقاتليه في سوريا للمشاركة في المعركة بالشمال الغربي. وقال مصدر أمني لبناني، إن أحد عناصر حزب الله قتل امس الإثنين بمحافظة ادلب. وقتل القائد الكبير بالحزب حسن الحاج في نفس المنطقة أيضا في الأيام الأخيرة. وقال عبدالرحمن، إن مقاتلي المعارضة الذين أرسلوا إلى كفر نبودة وينتمي كثير منهم لجماعات جهادية ساعدوا في منع الجيش من استعادة البلدة. وقال مقاتل من المعارضة في المنطقة إن مقاتلين وأسلحة وصلوا إلى منطقة سهل الغاب ذات الأهمية الإستراتيجية. وتقع المنطقة بجوار جبال هي معقل الأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد، وقال إن إحدى الجماعات هناك تستخدم أيضا صواريخ تاو. هجوم على السفارة الروسية وسقطت قذيفتان قرب السفارة الروسية في دمشق اليوم الثلاثاء بينما كانت تجري مظاهرة محدودة مؤيدة لموسكو لكن لم ترد أنباء عن سقوط قتلى أو حدوث تلفيات بمبنى السفارة. وقالت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء إن القوات الجوية الروسية نفذت 88 طلعة جوية في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. وتقول موسكو إن حملتها تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية، وإن كان الكثير من ضرباتها الجوية نفذت في أراض خاضعة لسيطرة جماعات معارضة منافسة يدعمها خصوم الأسد الخارجيون مما أثار تنديدا غربيا. وردت وزارة الخارجية السورية اليوم الثلاثاء قائلة: إن أوربا تحاول تشويه التدخل الروسي وقالت إنه يظهر مصداقية وتصميم القيادة الروسية والسورية على محاربة "الإرهاب". ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن مصدر بالوزارة قوله، إن الحملة الروسية جاءت استجابة لطلب رسمي من سوريا في اختلاف عن الضربات الجوية التي ينفذها التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة وأضاف، أن "هذه الجهود المشتركة ستجد الظروف المناسبة لبدء المسار السياسي لحل الأزمة في سوريا."