القرن التاسع عشر شارف على الانتهاء، عصر الاختراعات والاكتشافات، التنافس على أشده، تحديدا فى عام 1895 يستعد العالم النابغ «نيكولا تسلا» لاستخدام نجاح آخر اختراعاته الثورية «ملف تسلا» لإرسال إشارة صوتية تبعد مسافة 80.5 كيلومتر عن منطقة «ويست بوينت» بمدينة نيويوركالأمريكية، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن -أو تفضل الرياح سفنا أخرى- ويحترق المبنى الذى يحتوى على المعمل الخاص ب«تسلا»، لتأكل النيران كل شىء. على الناحية الأخرى من المحيط الأطلنطى، وبعدها بعام فى 1896 ينجح العالم -الإيطالى الأصل، بريطانى الموطن- الشاب جولييلمو ماركونى فى تسجيل أول براءة اختراع فى إنجلترا لإرسال تلغراف لاسلكى بين دائرتين. يحصل نيكولا تسلا على براءة الاختراع الخاص به للراديو فى عام 1900 بعد ثلاث سنوات من تقديمها للسلطات المختصة الأمريكية فى 1897، وبعدها بأشهر قليلة يتقدم ماركونى من نفس العام للسلطات الإمريكية بطلب براءة اختراع للراديو فى الولاياتالمتحدة إلا أنه قوبل بالرفض، لأن تسلا قد سبقه. ظن تسلا أنه قد أمّن نفسه، لكنه لم يكن يعلم أن للمال صوتا آخر، فعلى الناحية الأخرى كان ماركونى قد أسس «شركة ماركونى للتلغراف اللاسلكى المحدودة»، والتى أخذت فى الازدهار وشارك فى الاستثمار فيها الارستقراطيون الإنجليز، بالإضافة إلى الأمريكيين «توماس إديسون» و«أندرو كارنيجى»، ليتسع نشاط الشركة وتدخل إلى الولاياتالمتحدة، ويغير المال كل شىء، وتمنح السلطات الأمريكية براءة اختراع الراديو لماركونى فى 1904 ويصبح بعدها ماركونى هو مخترع الراديو فى العالم كله، ليحصل بعدها على جائزة نوبل فى 1911 « وتطوى صفحة تسلا» من اختراع الراديو حينا من الدهر.