يومًا بعد يوم، يجد السويسري جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا»، نفسه محاصرا بطريقة محكمة داخل قفص الاتهام بإفساد المنظومة الأكبر لإدارة شئون لعبة كرة القدم فى العالم، إذ أعلن الادعاء العام السويسرى، أنه فتح تحقيقا ضد بلاتر، للاشتباه فى سوء الإدارة والاختلاس. لكن المثير فى هذا الملف هو تورط الفرنسى ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى «يويفا»، والمرشح لرئاسة «فيفا»، فى قضية رشوة مع بلاتر. وبرر بلاتينى موقفه فى هذا الشأن بأنه عرض مساعدة لجنة القيم ب«فيفا» فى حل أى أمور متعلقة بحصوله على مليونى فرنك سويسرى، عام 2011 من الاتحاد الدولى للعبة، وأكد الادعاء السويسرى أن الأموال التى حصل عليها الفرنسى، مدفوعات غير قانونية، كما كان لسقوط جيروم فالكة، سكرتير عام «فيفا»، والذراع اليمنى لبلاتر، أثره فى تطويق رئيس «فيفا» السابق. وكان «فيفا» قد قرر إقالة فالكة، بعد أن وجهت له تهم تتعلق ببيع تذاكر بشكل غير قانونى لعدد من بطولات كؤوس العالم، ومن المنتظر تولى ماركوس كاتنر، نائب الأمين العام ل«فيفا»، مهام الأمين العام. وأعلن بلاتر تنحيه عن رئاسة الاتحاد الدولى، فى يونيو الماضى، ودعوته لانعقاد جمعية عمومية غير عادية لانتخاب رئيس جديد، فى فبراير المقبل واتخذ بلاتر هذه الخطوة بعد اعتقال السلطات السويسرية سبعة مسئولين تنفيذيين فى «فيفا» على خلفية التحقيقات التى يجريها مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى مع 14 شخصا بتهم فساد وتلقى رشاويٍ. وتضم هذه القضية 26 بنكا عالميا، بجانب مؤسسات مالية كبرى أبرزها «سيتى جروب»، و«جيه بى مورجان تشيس»، و«بنك باركليز»، وتورط فالكة فى بيع تذاكر بطريقة غير قانونية لمونديال جنوب إفريقيا 2010 وحتى مونديال قطر 2022، وهو ما ينفيه فالكة، الذى كان فى طريقه إلى موسكو الخميس لحضور احتفال فى الميدان الأحمر بمناسبة ألف يوم قبل انطلاق كأس العالم 2018 فى روسيا، لكنه عاد بطائرة خاصة من طريقه إلى روسيا. يذكر أن خطوة بلاتر فى التنحى عن رئاسة «فيفا» لم تأت بمحض الصدفة، بل جاءت تجنبًا للزج به فى قضايا فساد، لكن عقب سقوط فالكة كاتم أسراره بات رئيس دولة الفساد قريبا من السقوط.