سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«زعزوع»: نسعى لتغيير الصورة الذهنية عن مصر بالخارج ونخطط لجذب 10 ملايين سائح بنهاية 2015.. نتّجه لاستخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج.. والإعلام الخارجي يركز على الأخبار السيئة
قال وزير السياحة هشام زعزوع، إن قطاع السياحة في مصر يتطلع للتعافي بعد سلسلة من أعمال العنف التي ألقت بظلالها عليه ويسعى لجذب ما يصل إلى عشرة ملايين سائح بنهاية هذا العام وتحقيق إيرادات بين 7.5 مليار و8 مليارات دولار. وبلغ عدد السائحين في مصر خلال 2014 نحو 9.9 مليون سائح مقابل 9.5 مليون سائح في 2013 وبلغت الإيرادات 7.5 مليار دولار من 5.9 مليار في 2013. وكانت مصر استقبلت في 2010 أكثر من 14.7 مليون سائح قبل أن يتراجع العدد إلى 9.8 مليون في 2011 عقب ثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك، وفي 2012 زاد عدد السياح إلى 11.5 مليون ثم انخفض مجددا إلى 9.5 مليون في 2013. وفي مقابلة مع "رويترز" عقب عودته لمنصب وزير السياحة بعد أشهر من إقالته، أعرب زعزوع عن أمله بتعافي السياحة خلال عامين إلى ثلاثة أعوام في حالة النجاح في تحقيق نمو سنوي بين 15 و20 بالمائة في أعداد السائحين والإيرادات. والسياحة هى مصدر رئيسي للعملة الأجنبية لمصر بجانب إيرادات قناة السويس أقصر ممر ملاحي بين أوروبا وآسيا. وأوضح زعزوع أن عدد السائحين لمصر منذ بداية العام وحتى نهاية شهر أغسطس زاد بشكل طفيف. وقال: "من يناير لنهاية أغسطس نسبة الزيادة في الأرقام طفيفة يعني أقل قليلًا من خمسة في المائة، السنة اللي فاتت في 2014 أنهينا السنة ب9.5 مليون سائح، فلو استطعنا إنهاء العام الحالي ب10 ملايين سائح، من خلال زيادة العشرة في المائة يبقى زادت بنسبة 950 ألف، ونصهم 425 ألف، وهم نسبة الخمسة في المائة، فأنا لو مشيت بنفس المعدل يبقى حابقى في حدود العشرة مليون، مش 11 مليون.. الأمل إنه في الفترة (المقبلة) يزيد المعدل شوية بحيث يتعدى الرقم ده. أتمنى هذا." ويشير أحدث رقم مستهدف لأعداد السائحين والإيرادات إلى أن مصر تخفض سقف طموحاتها للقطاع الذي عانى من الاضطرابات عقب انتفاضة 2011 بعد أن كانت تستهدف هذا العام جذب ما بين 11 مليونا و11.5 مليون سائح وإيرادات بين 9 و9.5 مليار دولار. وبسؤال وزير السياحة عن الوضع الحالي قال زعزوع: "ما أقدرش أقول إن المناخ العام إيجابي، إنما أنا أقول لحضرتك الأرقام اللي جاتلي (أظهرت) إن فيه تحسن طفيف جدًا في الأعداد والإيرادات، لكن بصفة عامة السياحة المصرية بتعاني ولازم أعيد النظر في الملف تاني وأشوف أقدر أعمل إيه". وأشار وزير السياحة إلى أن بلاده أكثر استقرارا الآن مقارنة بالوضع منذ 3 سنوات عندما كانت القاهرة تشهد مظاهرات وأعمال عنف كل يوم جمعة؛ لكن الآن لا يوجد شيء. وأوضح وزير السياحة المصري أنه سيركز على المناطق السياحية على ساحل البحر الأحمر مثل الغردقةوشرم الشيخ التي لم تشهد أي أعمال عنف منذ يناير 2011 وحتى الآن. وقال: "الأخبار اللي بتطلع للخارج معظمها هى الأخبار السيئة، زي الحادث ده (حادث مقتل سياح مكسيكيين في الواحات) وحادث اغتيال النائب العام. والتفجير اللي حصل للقنصلية الطلياني (الإيطالية)، وكان التركيز الإعلامي على ذلك، رغم إن أنا وانتِ قاعدين في القاهرة مش بتكلم على بقية مصر، والحالة إننا بننزل شغلنا ونيجي وبنتعامل مع الوضع كأنه مستقر تمامًا، الصورة الذهنية دي مش موجودة في الخارج". وفيما يتعلق بأولوياته لتحقيق انتعاش للسياحة المصرية قال زعزوع لتليفزيون رويترز: "إذا كان فيه أولوية أنا هاركز على كتلة حركة السياحة اللي بتيجي لمصر حجمها إيه، السياحة الصحراوية مهمة جدًا لكن أعلى رقم ليها كان 350 ألفا.. شرم الشيخ استقبلت أكتر من أربعة ملايين في وقت من الأوقات لوحدها.. فأنا عايز أركز على المنتجات السياحية اللي بتجتذب أعداد كبيرة، وهى موجودة في مناطق معينة.. أنا باشتغل على كل شيء، ما يخص هذه المناطق من تأمين لها إلى آخره، وأركز على إن دي نبدأ بيها". وأشار إلى أن الأولوية الآن أيضًا هى السعي لتغيير الصورة الذهنية لمصر في الخارج واستخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي في الترويج. وقال إنه مهتم جدا الآن بالسياحة العربية والأوروبية، سواء أوروبا الشرقية أو الغربية، خلال موسم الشتاء المقبل، مضيفا أنه سيبحث أولا في أوروبا عن الدول القوية اقتصاديًا مثل ألمانيا وانجلترا ثم إيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وتمثل السياحة الأوروبية الوافدة إلى مصر نحو 70 بالمائة من إجمالي عدد السائحين في حين تبلغ نسبة السياحة العربية بين 15 و17 بالمائة من عدد السائحين الوافدين لأكبر البلدان العربية من حيث تعداد السكان. وقال زعزوع لرويترز إن نسب الإشغال السياحي في فنادق الأقصر وأسوان تبلغ الآن عشرة بالمئة لكن في جنوبسيناءوالبحر الأحمر تبلغ النسبة بين 50 و55 بالمئة، لكنه وصف هذه الأرقام بأنها "غير جيدة" وقال إن الوزارة تعمل من زيادتها. وزعزوع هو أحد خبراء قطاع السياحة في مصر وعُيِن وزيرا للسياحة لأكثر من مرة بعد انتفاضة يناير كانون الثاني 2011 قبل إقالته في مارس أذار الماضي دون أي أسباب معلنة. وتكهن الوزير بعودة أعداد السياح والإيرادات إلى مستويات عام 2010 خلال ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام من الآن "على أساس أننا نزيد سنويا بين 15 إلى 20 بالمئة في أعداد السائحين والإيرادات". وتشير بيانات الحكومة المصرية إلى أن عائدات السياحة تسهم بنحو 11.3 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي وبنسبة 14.4 بالمئة من إيرادات مصر من العملات الأجنبية. ويرى زعزوع أن الحملة الترويجية التي ستبدأ في نوفمبر المقبل ستساعد مصر كثيرا في جذب سائحين أكثر "لأن في مجال السياحة البعيد عن العين بعيد عن القلب".