سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في حادثة دبلوماسية هي الأغرب.. سفير ليبيا لدى القاهرة "فايز جبريل" يخرج على الشرعية.. يرفض تسليم المهام لخلفه ويصفه بالبلطجي.. والمستشار القانوني للجيش: البرلمان ضعيف والكرة في ملعب مصر
رفض السفير المنتهية ولايته محمد فايز جبريل تسليم مهامه للقائم بالأعمال المكلف بإدارة السفارة الليبية في القاهرة محمد صالح الدرسي، حيث قام مدير مكتب جبريل أحمد المهرك بتوزيع رسالة على منتسبي السفارة، موقعة من رئيس الحكومة المؤقتة عبد الله الثني، تفيد بعدم التسليم للدرسي، بخلاف قرار رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح. وتواترت أنباء عن أن جبريل رفض التسليم بعد اتصالات أجراها بطرابلس، وقد تبادل الطرفان حربًا إعلامية صباح أمس الأحد، فقد اتهمت تقارير إعلامية ليبية السفير الجديد صالح الدرسي، والذي كان يشغل منصب القنصل العام بالقنصلية الليبية بالقاهرة، بالسرقة وإهدار المال العام، فرجل الأمن السابق، سبق أبعاده عن القاهرة، حيث شغل منصب القنصل العام بالقاهرة قبل أن يغادر مصر إلى ليبيا بناء على تعليمات السفير فايز جبريل؛ بسبب شكوى تقدمت بها أحدى الموظفات فى حق القنصل الدرسى، ولكن بعد أشهر قليلة عاد الدرسى إلى مصر كقنصل عام لبلاده بالإسكندرية، كما ذكرت التقارير الليبية الموجهة ضد الدرسي، رسالة رئيس ديوان المحاسبة (عمر عبد ربه صالح) إلى رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة بتاريخ 20 أغسطس 2015، وتحمل رقم 1247، والتى تكشف عن جملة من التجاوزات والمخالفات، حيث أوصى التقرير بضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة لمنع القنصل الليبى بالإسكندرية (محمد صالح الدرسى) من الاستمرار فى عمله وإهدار المال العام. فيما اتهم الطرف الآخر فايز جبريل بأنه خارج على الشرعية وعميل لأجهزة المخابرات الأمريكية ومتواطيء مع جماعة إرهابية تسببت في حالة الفراغ الأمني التي تشهدها ليبيا. وفي تصريحٍ "للبوابة نيوز"، قال رمزي الرميح، المستشار القانوني للجيش الليبي، ووزير الأوقاف السابق بحكومة "برقة": إن فايز جبريل السفير الليبي بالقاهرة يمثل خطرًا على العلاقات المصرية الليبية، موضحًا أن جبريل، والذي تمت إقالته بقرارات رسمية من الخارجية والبرلمان الليبي، قد أساء للعلاقات بين البلدين بإقامته علاقات سرية مع جماعات تم تصنيفها إرهابية، وتشكل خطرًا على أمن البلدين، على حد تعبيره. وأضاف الرميح أن "جبريل"، عمل من خلال منصبه على تعطيل بعض الأمور التي تصب في تدعيم العلاقات بين مصر وليبيا، كما أنه همّش بشكل غير مقبول الجالية الليبية المتواجدة بالقاهرة وعطل مصالحها. وحول رفض "جبريل"، تسليم مهامه للقائم بالأعمال الجديد محمد صالح الدرسي، وصف الرميح موقف جبريل بأنه "لعب عيال"، مشيرًا إلى أنه في مثل هذه الحالات تكون الكرة في ملعب الحكومة المصرية خاصة وأن البرلمان يبدو ضعيفًا؛ بسبب الصراعات التي تشهدها الساحة الليبية، ويتعين على القاهرة أن تعلن جبريل الخارج عن الشرعية شخصًا غير مرغوب فيه، وأن تمهله 72 ساعة أو 24 أو 12 ساعة ليغادر البلاد، فهذا هو الإجراء القانوني المتبع في مثل هذا الحال. هذا وأعلن السفير محمد صالح الدرسي، في تصريحات صحفية اليوم: إنه تسلم مهام عمله بعد التكليف من رئيس البرلمان الليبي، المستشار عقيلة صالح، وباشر عمله الرسمي من صباح اليوم، فور صدور القرار واعتماد جمهورية مصر العربية له بداية الشهر الجاري. وفي الوقت الذي أكد فيه القائم باعمال السفارة الليبية الجديد أنه تسلم مهامه، نفي السفير فايز جبريل أن يكون قد سلم مهامه لخلفه الجديد، وقال في تصريح ل"البوابة نيوز"، مساء اليوم الأحد، إنه رفض تسليم مهامه للسفير الجديد محمد صالح الدرسي، والذي سمته الخارجية الليبية سفيرًا لدولة ليبيا بالقاهرة خلفًا له حتى لا يحنث بقسم اليمين، وأوضح جبريل، أن فترة اعتماده كسفير لبلاده لدى مصر لم تنته بعد، كما أن إقالة السفراء واعتمادهم اختصاص أصيل للبرلمان، وفقا للإجراءات النافذة في الدولة الليبية، مضيفًا أن قرار تنصيب القائم بأعمال السفارة لا بد أن يسمى عن طريق مجلس الوزراء. واعتبر جبريل تسمية الدرسي قائمًا بأعمال السفارة الليبية نوعًا من البلطجة وعودة إلى عصر اللجان الثورية في عهد القذافي، حسب تعبيره، مشيرًا إلى أن تمسكه بمنصبه ليس حبًا في المنصب ذاته ولكن يعود لقناعته أن واجبه الوطني يحتم عليه الدفاع عن الدولة وتشريعاتها وقوانينها النافذة. وكانت الخارجية المصرية قد قالت فى رسالة وجهتها إلى السفارة الليبية بالقاهرة أنها تلقت خطابًا رسميًا من رئيس مجلس النواب الليبى (عقيلة صالح)، يعلن فيه إعفاء محمد فايز جبريل من منصبه كسفيرٍ، وتكليف محمد صالح الدرسى قائمًا بأعمال السفارة بالقاهرة. وقالت الخارجية المصرية فى الرسالة، إنها قررت وقف التعامل مع السفير جبريل، لانتهاء مدته، وطالبت أن تكون كل مراسلات السفارة الليبية لها بتوقيع القائم بالأعمال الجديد، وطالبت الخارجية بضرورة إعادة جبريل لبطاقة تحقيق الشخصية الدبلوماسية، وتصريح المطار السابق، وكافة المستندات التى تم منحها له تبعا لمنصبه، وهددت بأنه لن يتم تسيير أى أعمال للبعثة الدبلوماسية الليبية قبل إعادة هذه المستندات المطلوبة إلى الوزارة. واستدعت الحكومة الليبية المؤقتة قبل أسبوعين السفير الليبى فايز جبريل إلى مقرها المؤقت بمدينة البيضاء؛ للتشاور بناء على طلب رئيس الوزراء، ومنحته مهلة ثلاثة أيام لتنفيذ الاستدعاء، وتجاهل جبريل هذا الأستدعاء، وانتهت المدة دون أن يلق لها أي اهتمام.