سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مرصد الإفتاء: التصوف الصحيح هو الخيار الأفضل لمواجهة الإرهاب.. ويحظى بقبول اجتماعي واسع بين مختلف الطبقات والفئات.. وقادر على جذب الشباب الطامح لبذل الجهد والطاقة في سبيل خدمة دينه ووطنه
دعا مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية، التابع لدار الإفتاء المصرية، إلى نشر التصوف الصحيح، وتفعيل دوره في مواجهة التطرف والإرهاب، وذلك في تقريره الثلاثين الصادر بعنوان "التصوف الصحيح ودوره في مواجهة التطرف"، والذي أكد أن الصوفية الصحيحة مثلت في فترات تاريخية واسعة، وخصوصا في أوقات الأزمات، أبرز صور الفاعلية الدينية والسياسية والاجتماعية للإسلام، وحفظ استقلال واستقرار الأوطان، وبث الطمأنينة والسلام في المجتمعات. وأكد المرصد في تقريره، اليوم الأربعاء، أن التصوف الصحيح لديه إمكانات كبيرة في المعركة ضد الإرهاب والتطرف، دفاعًا عن صحيح الدين وصورته الحقيقية، وعن الدولة ككيان جامع لأمال مواطنيها وحامية لأمنهم ومستقبلهم، وكذلك عن المجتمع وسلمه الأهلي وتعايشه السلمي، حيث تعد الصوفية ساحة كبيرة وممتدة لجذب الشباب الطامح لبذل الجهد والطاقة في سبيل خدمة دينه ووطنه بعد أن أدرك خواء التنظيمات الإرهابية والمتطرفة التي لا همَّ لها سواء الاستيلاء على السلطة والحكم في العديد من البلاد العربية والإسلامية. وأوضح التقرير أن الصوفية تحمل خطابًا روحيًا وتربويًا أساسيا في مواجهة الإرهاب والتطرف، فهى ترقق القلوب وتشغل الفراغ الروحي وتمثل مجالا لاجتذاب طاقات الشباب العطشى إلى تجارب روحية لاستثمار ميل بعضهم لهذه التجارب بعد أن ملوا ثقل الحياة المادية سواء أصابوا حظا منها أو لم يصيبوا. وأشار المرصد إلى أن الصوفية بمصر تتمتع بقبول اجتماعي واسع بين مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية والاقتصادية والعمرية حيث يدور منهجها حول حول تهذيب النفس والسمو بها لتحقيق مراد الله من حيث العبادة والتزكية والعمران ويدور منهجها أيضا حول مفاهيم الإصلاح، والمصلحة، والعرف الاجتماعى، وتحقيق منافع الناس بينما ركزت جماعات الإسلام السياسي على فكرة الدولة الموازية والمجتمع الموازي وامتلاك السلطة والحكم والقوة السياسية. وشدد التقرير على أن مناهج التصوف الحقيقي عبر التاريخ مثلت كائنات حية ظهرت وتشكلت ونمت مع المجتمع ومن خلاله في لٌحمة طبيعية لا يستطيع أحد أن يفصل بينهما، أو أن يحدد لأي منهما مسارا تاريخيا مختلفا عن الآخر. وأوضح أن المجتمع وخاصة الشباب في أشد الاحتياج لعديد من قيم التصوف في مواجهته للتطرف والإرهاب والتي يأتي في مقدمتها المحبة لله ورسوله وللمجتمع والإنسانية ككل باعتبار أن الإنسان بنيان الرب عز وجل مشددا أن هذه القيم تمثل زادًا حقيقيًا في مواجهة قوى الإرهاب والتطرف التي انحرفت عن دين الله وسنة نبيه الكريم وأساءت إلى الإسلام ونفرت منه. ودعا المرصد للاهتمام بنشر ثقافة التصوف الصحيح بين الشباب ودعمهم في ذلك المجال من خلال أنشطة دينية وثقافية وترفيهية لهم خصوصا في القرى والأحياء الشعبية والعشوائيات لتحقيق التوازن النفسي لدى الشباب بين نزعته الفردية المتمركزة حول خلاصه الفردي واهتمامه بالشأن العام الجماعي بعيدا عن الصراع على السلطة من خلال القيام بأنشطة حول مخاطر التطرف والتشدد والإرهاب بحيث يصبح التصوف الصحيح طاقة أمل للشباب بعيدا عن التطرف على الجانبين، الإرهاب والإلحاد.