تسع سنوات مرت على رحيل اللاعب محمد عبد الوهاب، أحد أصغر الراحلين عن ملاعب كرة القدم، الذي وافته المنية يوم 31 أغسطس 2006. في صباح ذلك اليوم، فوجئ لاعبو الأهلي وأثناء تدريب الفريق بسقوط عبد الوهاب على أرضية ملعب التتش، حيث كان المران، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة نقل اللاعب على إثرها إلى المستشفى ؛ ولكن اللاعب كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة على أرض النادي الأهلي. "البوابة نيوز" ترصد مشوار اللاعب الراحل في السطور التالية. مشواره الكروي وولد محمد عبدالوهاب في الأول من أكتوبر عام 1983 وهو لاعب خط وسط ايسر ؛ بدأ مشواره مع الكرة وعمره 14 عاما بمركز شباب سنورس، وعن طريق مدربيه ذهب إلى اختبارات البراعم بالزمالك واجتازها بنجاح واستمر في التدريب مع فرق الناشئين 4 أشهر، لكن والده رفض التوقيع على استمارات القيد بالزمالك، فانتقل لمركز شباب الألومنيوم ومنه إلى الفريق الأول. نتيجه لتألقه في صفوف الألومنيوم اختاره الكابتن حسن شحاته، المدير الفني للمنتخب الشباب عام 2003، للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية للشباب رقم 13 في بروكينافاسو عام 2003، وهي البطولة التي أحرزتها مصر بعد تغلبها في النهائي المثير على كوت ديفوار 4/ 3 سجل نجمي الأهلي ومنتخب مصر أحمد فتحي وعماد متعب ثلاثة أهداف، وحسني عبد ربه هدف، وكان محمد عبد الوهاب قد سجل هدف فوز مصر على مالي في دور الأربعة. عبد الوهاب برز بشدة كلاعب أعسر، يتميز بتسديدات قوية وكرات عرضية متقنة، وهو ما كانت الكرة المصرية تفتقده في الأعوام الماضية، حتى أن حسن شحاتة المدير الفني لمنتخب الشباب دأب على إشراك اللاعب الراحل في مركز لاعب الوسط الأيسر في بداية انضمامه لمنتخب الشباب، وتألق عبد الوهاب في هذا المركز خلال كأس الأمم الأفريقية التي توجت مصر بلقبها. لم يكتف عبد الوهاب بالتألق فقط، فأحرز هدفا حاسما في شباك أصحاب الأرض في مباراة الدور قبل النهائي من ركلة حرة مباشرة أصبحت بعدها "ماركة مسجلة" باسم النجم الراحل حرص على التسجيل منها باستمرار. ومن كأس الأمم الأفريقية إلى كأس العالم بالإمارات، واصل عبد الوهاب مشاركته بانتظام مع منتخب مصر، وازداد تألقا بعد أن أعاده شحاته إلى مركز الجناح الأيسر المدافع الذي يجيد فيه كثيرا. وخلال كأس العالم، جذب عبد الوهاب أنظار نادي الظفرة الإماراتي الذي يلعب في الدرجة الثانية، فضمه من الألومنيوم لمدة أربع سنوات. لكن عبد الوهاب لم يرتد قميص الظفرة، فالنادي الإماراتي أعاره في الموسم الأول إلى إنبي الذي كان في بداية بزوغ نجمه في الدوري الممتاز ومن ثم ضمه الإيطالي ماركو تارديللي للمنتخب الأول استعدادا لبدء تصفيات كأس العالم، ووضع عبد الوهاب بصمته في مشاركته الأولى الدولية بهدف في شباك السودان في مستهل مباريات التصفيات. ولم يفت تألق عبد الوهاب الشديد على مسئولي الأهلي، الذين سارعوا باستعارته لمدة موسمين من الظفرة.. لكن اللاعب لم يحقق ذات النجاح في بدايته مع الأهلي، فلم يشارك طوال الدور الأول لموسمه الأول مع الفريق سوى في شوط واحد أمام أسمنت أسيوط وتم استبداله. وواصل عبد الوهاب سعيه الحثيث للحصول على مكانة أساسية في الجبهة اليسرى للأهلي في ظل منافسة شرسة من لاعب بحجم الأنجولي جيلبرتو، والمثير أن اللاعب الراحل كان صاحب مكانة أساسية في تشكيلة منتخب مصر رغم عدم مشاركته مع الأهلي. الموسم الثاني لعبد الوهاب مع الأهلي شهد دخول اللاعب في تشكيلة البرتغالي مانويل جوزيه لوقت أكبر، لكن نقطة التحول الأساسية جاءت خلال مباراة الأهلي والنجم الساحلي التونسي في نهائي دوري أبطال أفريقيا نوفمبر 2005. دخل عبد الوهاب بديلا لجيلبرتو بعد مرور عشر دقائق فقط من البداية، واستغل اللاعب الراحل الفرصة وقدم أداء مبهرا تخلله كرة عرضية متقنة أحرز منها أسامة حسني هدفا من بين ثلاثية الأهلي يومها، ونال استحسان مدربه البرتغالي. وحصل عبد الوهاب على فرصة أخرى ذهبية لتثبيت أقدامه مع الفريق الأهلاوى بعد إصابة جيلبرتو البالغة بينما كان اللاعب الراحل يشارك مع منتخب مصر في كأس الأمم الأفريقية. وبات عبد الوهاب لاعبا مهما في صفوف الأهلي ومنتخب مصر لاسيما بعد مشاركته الإيجابية في فوز "الفراعنة" بكأس الأمم الأفريقية 2006، ليصبح بعدها أحد أبرز نجوم القلعة الحمراء. وضح النضج على عبد الوهاب رغم أنه لم يكمل عامه ال23 بعد، وقاد الجبهة اليسرى للأهلي بثبات وثقة في النصف الثاني من موسم 2005/ 2006، وكان سببا في انتصارات عديدة للفريق الأحمر محليا وأفريقيا. إنجازات عبدالوهاب مع المنتخب حقق محمد عبدالوهاب مع منتخب مصر للشباب: كأس أفريقيا للشباب في بوركينا فاسو عام 2003. ومع منتخب مصر العسكري: كأس العالم العسكرية رقم (41) في ألمانيا 2005 (وفاز بلقب هداف البطولة برصيد 3 أهداف)، ومع منتخب مصر الوطني: كأس أمم أفريقيا في مصر 2006. إنجازات عبدالوهاب مع النادي الأهلي حقق محمد عبدالوهاب عدة بطولات مع النادي الأهلي ومنها: درع الدوري موسمى 2005-2006 و2006-2007، وكأس السوبر المحلى في افتتاح موسمى 2005-2006 و2006-2007، وكأس مصر موسم 2005-2006، وكأس دوري أبطال أفريقيا عام 2005، وكأس السوبر الافريقى عام 2006. وفاة عبدالوهاب توفي محمد عبدالوهاب في صباح 31 أغسطس 2006 على البساط الأخضر إثر أزمة قلبية حادة مفاجئة وهو يؤدى التدريبات العادية بملعب التتش ورحل محمد عبد الوهاب وهو يبلغ من العمر 22 عاما.