مصحح يعتبر إجابة طالب «خاطئة» رغم تطابقها مع «نموذج الوزارة» 138 مليونا حصيلة «التظلمات» مقابل «إعادة رصد الدرجات» وتجميعها فقط أزمة أوراق إجابة الطالبة مريم ميلاد ذكري، المعروفة إعلاميًا باسم «طالبة الصفر»، التى أكدت تحقيقات النيابة العامة، الأربعاء الماضي، وجود «تلاعب» فى أوراق إجاباتها المقدمة إليها من «الكونترول»، لن تكون الأخيرة فى «ديوان مظالم» طلاب الثانوية العامة، فى ظل وجود أخطاء كثيرة وعدم رؤية واضحة بنظام تصحيح الامتحانات. ورغم وصول حصيلة أموال «صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية» التابع لوزارة التربية والتعليم، حتى 10 أغسطس الجاري، إلى 138 مليونًا و891 ألفًا و500 جنيه، جميعها تم تحصيلها من «تظلمات» طلاب الثانوية، إلا أن عددا كبيرا منهم لم يحصل على حقه الذى ضاع منه، ولم يلق اهتمامًا مماثلًا لما حدث مع «مريم». ووفق مصادر بوزارة التربية العليم، فإن عددا كبيرا من مصححى امتحانات الثانوية العامة، مدرسون «غير متخصصين»، ويقتصرون فى تصحيحهم على «نموذج إجابة الوزارة»، الأمر «الكارثي» الذى يرسخ للحفظ دون الفهم، فإذا كتب «طالب» ما «إجابة صحيحة»، لكنها تختلف -ولو فى كلمة واحدة- عن «النموذج المأساة»، تعتبر إجابته خاطئة. ويتم التعامل مع طلب «إعادة التصحيح»، على أساس إعادة رصد الدرجات وتجميعها والتأكد من صحة الجمع، وإذا كانت هناك جزئية نسيها المصحح، يتم تصحيحها وتضاف درجتها إذا كانت الإجابة صحيحة، وما عدا ذلك لا يتم إجراء «إعادة تصحيح»، ولو حتى كانت الإجابة صحيحة. رواية أحد طلاب الثانوية ويدعى «عماد الدين. س» تؤكد اعتماد مصححى الثانوية العامة على «نموذج إجابات الوزارة»، وفقًا لمبدأ «حافظ مش فاهم»، بل واعتبارهم تلك الإجابة خاطئة «من الباب للطاق»، ويروى «عماد الدين» عما حدث له بعد تقدمه بتظلم واطلاعه على أوراق إجابته: «تمكنت من إخفاء الموبايل واستطعت تصوير بعض إجاباتى الصحيحة التى جعلها المصحح خاطئة وحرمنى من درجاتها، لمجرد اختلافها فى أجزاءً بسيطة عن نموذج إجابة الوزارة». يضيف «عماد الدين»، مدللًا على روايته: «فى مادة الجيولوجيا مثلًا كانت إجابتى عن الأجزاء رقم 2، 3، 4 من السؤال الرابع بالنص كما فى الكتاب المدرسي، لكن المصحح اعتبرها خطأ، وفى مادة الأحياء أيضًا إجابتى صحيحة تمامًا على جزئية من سؤال لكن المصحح جعلها خطأ». يضيف «مازن» أحد طلاب الثانوية العامة خلال الأعوام الماضية: «استخدمت عقلى وكتبت إجابات صحيحة فى عدة مواد منها الكيمياء والفيزياء واللغة العربية، لكن أغبياء التصحيح حرمونى من حلمى فى دخول الكلية التى كنت أتمناها».