عاد تنظيم «الكتلة السوداء»، المعروف إعلاميا باسم «بلاك بلوك»، إلى دائرة الضوء من جديد، بإعلانه أمس الخميس، مسئوليته عن الانفجار الذى ضرب مبنى الأمن الوطنى بمنطقة «شبرا الخيمة»، وأسفر وفقا لبيانات وزارتى الصحة والداخلية عن إصابة 29 شخصا، بجانب تصدع جزء كبير من المبنى، وأضرار أخرى لحقت بالمنازل والمبانى المجاورة. عودة «بلاك بلوك» أعلنها بيان صادر عن إحدى الصفحات التى تحمل اسم التنظيم الإرهابى على موقع التواصل «فيس بوك»، جاء فيه: «من المجموعة المركزية بمحافظة القاهرة إلى مواطنى الجمهورية: نعلن مسئوليتنا التامة والكاملة عن الانفجارات التى وقعت منذ ساعة تقريبا، كما نعلن عن ظهورنا رسميا فى غضون أيام داخل جمهورية مصر العربية، إن لم يتم العفو عن عدد ممن تم اعتقالهم بدون تهم ومن تم اعتقالهم بتهم غير جنائية». رغم الإعلان «الرسمى» إلا أن هناك مجموعة من «الشواهد» تثبت عكس ذلك، وتثبت محاولة التنظيم «الجديد» استغلال الحادث، ترويجا لعودته مرة أخرى، أولها اختلاف «طريقة التنفيذ» عما اعتاد عليه «بلاك بلوك» من قبل، الذى دأب خلال الفترة التى ظهر فيها على عمليات «قطع الطريق، إشعال شماريخ فى مسيرات، رسم الجرافيتى». فكيف يغير التنظيم «عقيدته الإرهابية» بالشكل الذى يستخدم فيه «سيارة مفخخة» تحمل هذا الكم من المتفجرات الذى سمعت «القاهرة» كلها وقع حدوثه؟ كما أن تأييد التنظيم الجديد لجماعة الإخوان «الإرهابية»، رغم موقفه السابق المعادى للجماعة، ورفضه لاعتصام «رابعة»، وهو ما ظهر فى أحد بياناته الصادر فى 17 أغسطس أيضا: «ميدان رابعة العدوية كانوا بيقولوا سلمية، فقتلوهم بنفس الرصاص»، يرجح أيضا أن التنظيم الجديد «إخوانى بامتياز»، يستغل اسم «بلاك بلوك»، لإثارة مزيد من القلاقل ولصق العمليات التى تنفذها الجماعة، بالتنظيم «الإرهابى» القديم. ثانى تلك الشواهد أن البيان الذى نقله جميع المواقع الإخبارية، جاء بعد لحظات معدودة من الانفجار على «فيس بوك»، وذكر أن التنظيم يتحمل مسئوليته عن «التفجيرات» دون أن يشير ولو حتى ل«مكان وموقع التفجير»، رغم اعتياد التنظيم الإرهابى على إصدار بيانات تحمل كل تفاصيل العمليات الخسيسة التى نفذها مؤخرا وفى مقدمتها وضع «عبوة ناسفة» بمدخل شارع «محمد محمود»، اعتراضا على إزالة «جرافيتى» بميدان التحرير. حمل البيان أيضا اعترافا بمسئوليتهم عن «الانفجارات الصوتية التى وقعت بمنطقتين داخل مصر»، متوعدا بانفجار عبوتين ناسفتين آخريين فى مواقع أخرى، وهو ما لم يحدث، ولم يكن «صوتيا» بل بكمية كبيرة من «المواد المتفجرة». التنظيم أعلن أيضا تنظيمه ما يشبه «عرضا عسكريا» يوم 17 أغسطس الماضى بمحافظة السويس، زعم اشتباكه خلاله مع عدد من قوات الأمن بالمحافظة، وهو ما لم يحدث ولم يعلن عنه.