تناول كتاب مقالات صحف القاهرة الصادرة اليوم الأربعاء: عددًا من الموضوعات في الشأنين الداخلي والخارجي. ففي عموده "بدون تردد" في صحيفة "الأخبار" أكد الكاتب محمد بركات أنه في ظل موجة الحرارة اللافحة والملتهبة التي نتعرض لها حاليا، وما تثيره من تساؤلات منطقية حول ما إذا كانت مؤشرا دالا على تغير المناخ في مصر، وميله نحو التطرف بدلا من الاعتدال، بحيث أصبح شديد الحرارة والرطوبة صيفا، لابد من الالتفات إلى رؤية العلم ورأي العلماء والخبراء في العالم لمثل هذا الذي نتعرض له حاليا. وشدد بركات على ضرورة الانتباه لدراسات كثيرة خرجت إلى الضوء خلال السنوات الماضية، لعلماء وخبراء في البيئة وشئون المناخ والمتغيرات الجوية والتصحر، وأيضا عالم البحار وعلوم الزراعة والري والمياه، يتحدثون فيها بإسهاب وتفصيل عن ملاحظاتهم ورؤاهم العلمية للمتغيرات المناخية التي طرأت على الكرة الأرضية في السنوات الأخيرة، وما صاحبها من تأثيرات على الأرض والزرع والمياه والبشر. ولفت الكاتب إلى أن العلماء يرون أن تلك الظاهرة المسماة بالاحتباس الحراري وزيادة حرارة الأرض، هي كارثة بكل المقاييس، وذلك نظرا لكونها ستؤدي إلى زيادة ذوبان الجليد في القطبين وهو ما بدأ يحدث بالفعل، وسيؤدي حتما إلى ارتفاع منسوب المياه في المحيطات والبحار.. مشيرا إلى أن ذلك يعني غرق مساحات هائلة من الأرض واختفاء أجزاء من دول كثيرة، بل ودول بكاملها. وأضاف أن العلماء اتفقوا في العالم كله على حقيقة مؤكدة، تقول: إن المسئول عن هذه الكارثة هي الدول الصناعية الكبري، حيث أنها أحرقت تريليونات الأطنان من الفحم والمحروقات والمواد البترولية خلال السنوات الماضية، وهو ما أدى إلى زيادة مطردة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو، وذلك أدى إلى الاحتباس الحراري، وقد نالنا من ذلك الاحتباس أذى كبيرا نحن وكل دول وشعوب العالم. أما فهمي عنبه رئيس تحرير صحيفة "الجمهورية" فتساءل في عموده "على بركة الله" تحت عنوان "إنقاذ ليبيا.. بيد الشعب والعرب".. هل مازالت هناك فرصة لإنقاذ ليبيا من التقسيم والإبقاء على وحدة الدولة.. وإنهاء الإرهاب "الداعشي" الذي فاق كل الحدود بممارساته الوحشية ضد المدنيين في سرت؟ قائلا "لا ندري ماذا تنتظر الدول العربية لتتخذ موقفًا موحدًا لدعم الحكومة الشرعية وتمكينها من بسط سيادتها على كامل التراب الليبي. وأضاف عنبه إن الأمل كان معقودًا على الاجتماع غير العادي للمندوبين الدائمين بالجامعة العربية والذي اختتم أمس، وللأسف جاءت توصياته هزيلة ولا تحدد إستراتيجية واضحة لإنهاء هذه الأزمة التي تعصف بقطر عربي يواجه التقسيم والفناء. وتم الاكتفاء بالكلام الإنشائي وحث الدول مجتمعة أو فرادي على تقديم الدعم للحكومة الشرعية. حتى دون تحديد لالتزامات على كل دولة أو وضع ما هو الواجب القيام به، كما لم تتم مناشدة الأممالمتحدة السماح بتسليح هذه الحكومة وبالطبع لم يتم التطرق لإرسال قوات عربية مشتركة. ولفت الكاتب إلى أن هذا الوضع جعل الدكتور نبيل العربي أمين عام الجامعة يخرج عن دبلوماسيته ويعترف بأن الدعم الذي تلقته الحكومة الليبية المعترف بها دوليا لايزال غير كاف، ولم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، وأنه أصبح مُلحا ولا يحتمل التأجيل. وأكد أنه مطلوب دعم العرب للحل السياسي وإزالة كل العقبات أمام الحوار الليبي في الصخيرات المغرب أو جنيف بسويسرا.. مشيرا إلى أنه الأهم أن يشعر الليبيون أنفسهم بأن الوضع شديد الخطورة وعليهم إعلاء مصلحة البلاد العليا، وإيجاد صيغة للتوافق. فلو ظلوا مختلفين فلن يجدوا الوطن الذي يتصارعون عليه. وقال رئيس تحرير "الجمهورية": مازال هناك أمل في إنقاذ ليبيا طالما يوجد البرلمان المنتخب الذي أتي بالحكومة التي نالت اعتراف العرب والعالم.. ويبقي اتخاذ موقف عربي موحد ووضع إستراتيجية أو خارطة طريق لحل الأزمة مع الضغط على مجلس الأمن للسماح بمدها بالسلاح وبناء الجيش ومؤسسات الدولة وجمع شمل القبائل والعشائر لمواجهة "داعش" وأخواتها من التنظيمات الإرهابية المسلحة وبدون ذلك ستتدهور الأمور وتتأزم وقد يكون مصير الشعب الليبي كله مثل أهالي مدينة سرت فلا يوجد أمام الليبيين سوي القبول بالحوار والاتفاق بين الفرقاء وتشكيل حكومة الوفاق الوطني وإعلانها فورا. وأكد الكاتب، في ختام مقاله، أن إنقاذ ليبيا بيد شعبها أولا.. ثم بدعم عربي وعالمي لأن "داعش" لن تكتفي بالتهام أراضي ليبيا فقط وستصدر إرهابها شمالًا وجنوبًا.. شرقًا وغربًا. وتحت عنوان "اقتراح قطر الهزلى!"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" في صحيفة الأهرام "حسنا أن رفضت الخارجية المصرية بوضوح قاطع العرض الهزلى الذي قدمته حكومة قطر بالوساطة بين الدولة المصرية وجماعة الإخوان، واعتبرته تدخلا مرفوضا في الشأن المصرى ينطوى على مغالطات كاذبة، هدفها الأول إقناع العالم بأن مصر تخوض معركة مريرة يصعب كسبها!، وما من مخرج من هذه الأزمة سوى قبول حل وسط يتعامل مع الدولة المصرية وجماعة الإخوان باعتبارهما طرفين وندين على قدم المساواة، ينبغى على كل منهما أن يقدم بعض التنازلات وصولا إلى مصالحة وطنية تعيد جماعة الإخوان المسلمين إلى وضعها القديم !". وأعرب مكرم عن ظنه بأن الهدف الثانى لحكومة قطر هو إنقاذ جماعة الإخوان المسلمين من مصير بائس، وهى تواجه لأول مرة حائطا مسدودا يغلق أمامها أبواب المستقبل بالضبة والمفتاح، ويجعلها جزءا من ماض يتبدد دون أمل في العودة، لأن المصريين باتوا يلفظونها على نحو شامل بعد خبرة عام في الحكم، وأكدت لهم نها جماعة فاشية ظلامية هي أم جماعات التكفير والإرهاب، ترفض الوطن، وتعمل دائما في خدمة مصالح أجنبية. وأضاف الكاتب "أظن أن قطر تعرف جيدا أن مصر الدولة ترفض على نحو قاطع هذا المنحى المتعلق بالوساطة، كما رفضته مرات عديدة سابقة احتراما لحقوق الدولة وسيادتها، ولأنها تعتبر جماعة الإخوان تنظيما إرهابيا خارجا على القانون لا ينبغي أن يتمتع بأي شرعية أو يكون ندا للدولة، أو يصبح له الحق في بناء تنظيم جديد يلعب دورا تربويا أو دعويا أو سياسيا بعد أن أفسد عقول الآلاف من شباب مصر". وأكد مكرم محمد أحمد أنه ما من طريق آخر يمكن أن تسلكه الجماعة أو أفرادها سوى إعلان التوبة ووقف أعمال العنف من جانب واحد، والاعتذار عن الجرائم التي ارتكبتها الجماعة في حق وطنها، ونبذ الفكر التكفيرى الذي تبناه قطب الجماعة سيد قطب، ولايزال يشكل فكر معظم جماعات الإرهاب والالتزام بمراجعته وإدانته، وعدم الخلط بين الدين والسياسة، وقبول مرجعية الأزهر باعتبارها المرجعية الدينية الوحيدة، والالتزام بأحكام القانون في جميع الجرائم التي يجرى تحقيقها". وكان "ضربة بداية مبشرة.. لاستثمار ازدواجية القناة" عنوان الكاتب جلال دويدار في عموده "خواطر" في صحيفة "الأخبار" الذي أكد فيه أن في مشوار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المعقد يتحتم على مصر أن تؤمن بأن الأمر صعب وأن أمامها عقبات لابد أن تزيلها لتحقيق التطلعات والآمال اللازمة والمصيرية لمواجهة متطلبات تحقيق مستقبل الرخاء والازدهار الذي نتمناه من قناة السويس. وأكد دويدار أن قناة السويس ستكون البداية متمثلة في إنجاز توسيع هذا الممر المائي العالمي الذي تم إنهاؤه فيما يشبه المعجزة في فترة لم تتجاوز العام الواحد فقط، مشيرا إلى أن ما يبشر بحسن اختيارنا للطريق السليم الذي يثري مسيرتنا نحو التنمية بالتركيز بما يتوافق والنجاحات التي حققتها الدول التي سبقتنا في هذا المجال، أننا بدأنا التركيز في محور قناة السويس ومنه إلى سيناء بمساحتها المهولة وثرواتها وإمكاناتها، موضحا أن كل ذلك يخدم توجهات الاستثمار السليم وفي نفس الوقت إستراتيجية الأمن القومي. وحول التحرك لاستكمال عملية التنمية الشاملة لمحور قناة السويس الذي يمتد لمئات الكيلو مترات طولا وعمقا ويستند إلى وجود الممر العالمي للتجارة العالمية الذي أصبح مزدوجا الآن، قال دويدار "لا يسعنا إلا أن نرحب بالقرار الذي أصدره الرئيس عبدالفتاح السيسي ببدء العمل في مشروع شرق التفريعة باعتباره محور التنمية لهذه المنطقة ولمصر كله"، مضيفا أنه ليس أمامنا سوي أن نتفاءل وأن يكون ذلك دافعا لنا للعمل في إعداد أنفسنا لنصبح جديرين بما ينتظر وطننا من أيام مليئة بالخير بإذن الله.. إن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا إذا ترسخ إيماننا بقول الله تعالي «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".