أصبح سلاح "الذئاب المنفردة" أو مؤيدو التنظيمات الإرهابية المنتشرين في العالم سرا هو أقوى سلاح لتلك التنظيمات على الإطلاق، حيث إن تلك الخلايا الفردية التي لا يربطها أي تنظيم وتنفذ فقط ما يدور في خلدها تعتبر أشد الأمور إزعاجا للأجهزة الأمنية في العالم وأكثرها خطورة على الإطلاق لأنها غير متوقعة وغير منظمة تماما، والدليل على ذلك العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدتها أمريكا بمقتل 4 من جنود المارينز الأمريكي على يد ذئب داعشي منفرد باغتهم بهجوم مسلح، وحادثة شارلي إيبدو في فرنسا والذي قتل فيه العشرات على أيدي بعض الذئاب المنفردة أيضا. وفي ضوء النجاح الداعشي الكبير في هذا السلاح، قام تنظيم القاعدة باستنهاض ذئابه المنفردة في العالم.. مطالبا إياهم بتنفيذ عمليات إرهابية في عدد من الدول الأوربية محددا أمريكاوفرنسا كأولوية قصوى لإتمام تلك العمليات. وأصدر إبراهيم العسيري القيادي البارز بتنظيم القاعد في جزيرة العرب كلمة صوتية حث فيها أنصاره لتنفيذ عملية تفجيرية في قلب أمريكا معتبرها الهدف الأول للتنظيم في الفترة المقبلة، وخاصة في ظل عدائها الشديد لتنظيم القاعدة وسعيها الدائم للقبض على قياداته. ولم يك العسيري هو القيادي الجهادي الوحيد التابع للقاعدة الذي دعا الذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات جهادية في أمريكا؛ حيث خرج أيضا خالد باطرفي القيادي البارز بالقاعدة وأحد رموز صناعة المفخخات في التنظيم الإرهابي بإصدار صوتي آخر وجه فيه نفس الرسالة تقريبا للذئاب المنفردة التابعة للقاعدة من أجل توجيه عمليات قوية في أوربا بشكل عام، تشبه عملية الأمريكي من أصل كويتي محمد عبدالعزيز الذي استهدف بالرصاص الحي 4 من رجال المارينز الأمريكي. في نفس الصدد سخرت مواقع جهادية مقربة من تنظيم داعش الإرهابي من إصدارات تنظيم القاعدة معتبرة إياها غيرة من الذئاب المنفردة الداعشية التي نفذت أكثر من عملية كبرى في أوروبا مثل الاعتداء على مجلة شارلي إيبدو الفرنسية، وقتل مجموعة من ضباط المارينز الأمريكي، هذا بجانب العمليات الأخرى التي تمت في الكويت والسعودية مؤخرا.