أعلن تنظيم بيت المقدس الإرهابي، مسئوليته عن خطف الكرواتي، تيموسلاف سالوبيك، في إحدى ضواحي القاهرة أثناء ذهابه إلى عمله، وهو ما يُثير الكثير من التساؤلات حول انتشار مقاتلي التنظيم، خاصة مع أن إعلان العملية جاء بعد إصدار التنظيم لفيديو جديد تحت عنوان "رسالة إلى عملاء الطواغيت"، كشف فيه عن وجود جماعة جديدة موالية لأنصار بيت المقدس، في محافظة الجيزة، تحت عنوان "كتائب الأنصار". التنظيم الذي زعم في إصداره، قيام النظام المصري بتعذيب وقتل المدنيين ومن وصفهم بالموحدين مستعينًا بصور تعامل قوات الأمن في مظاهرات والقبض على سيدات في مظاهرات مختلفة لتحريضهن على العنف، ووصف فيه قيادات جماعة الإخوان الذي استعان بهم في إصداره وعلى رأسهم المرشد العام للجماعة "محمد بديع"، ب"اهل السنة" طالب التنظيم في إصداره عن "كتائب الأنصار" إلى الإفراج عن كل السيدات ممن وصفهم ب"المعتقلات الأبرياء"، وهو ما دعا إليه في إصداره الأخير عن خطف الرهينة الكرواتي حينما أكدوا إعدامه في غضون 48 ساعة إذا لم تطلق السلطات المصرية سراح "نساء مسلمات" معتقلات وإذ لم تستجب لشروطهم. واستعان التنظيم في إصداره بمقتطفات من إصدارات تنظيم داعش الإرهابي في العراقوسوريا أثناء تنفيذ أحكام الإعدام بالذبح أو رميًّا بالرصاص على كل من يخالف التنظيم، متوعدة من يعاون رجال الشرطة والجيش بالقبض عليه وتنفيذ فيه حكم الذبح. كما نشر رسالة مطولة عبر "منتديات إرهابية"، كاشفًا سبب قيامه بخطف رهينة كرواتي، خاصة بعدم إعلان دولة كرواتيا دعمها لمصر في مواجهة الإرهاب والتطرف، وقيامها بتدريب القوات العراقية على كل العمليات القتالية والهجومية لقتال داعش في العراق. الرهينة الكرواتي الذي تم اختطافه في ال22 من يوليو الماضي، أثناء ذهابه إلى عمله في شركة فرنسية في واحات القاهرة، يوضح اتجاه التنظيم لأسلوب جديد في الضغط على السلطة والأمن الذي استطاع خلال الفترة الأخيرة تكبيد "أنصار بيت المقدس" خسائر فادحة في سيناء، معتمدًا على توجيه من وصفهم ب"ذئابه المنفردة" في عدد من المحافظات والموالين له في جماعة "التكفير والهجرة" التي انبثق فكرهم عنها لاستهداف الرعايا الأجانب، وتكوين مجموعات صغيرة لتنفيذ عمليات إرهابية وانتحارية، مستغًلًا عمليات التمويل. وكشفت مصادر جهادية ل"البوابة نيوز" أن عملية خطف الرهينة الكرواتي تمت بعد مراقبته لعدة أيام متتالية، ورصد كل تحركاته، من منزله وعمله، وان عملية الاختطاف تتم بالتنسيق مع الخلية التي شكلها التنظيم في الجيزة، وبين التنظيم الام في سيناء، وأوضحت المصادر أن تحرك التنظيم بعد فشله في الهجوم على المقرات الأمنية، سيتجه إلى ضرب السياحة في مصر، وخطف الرهائن الاجانب، وذلك بتكليف من تنظيم داعش الإرهابي. وكشفت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة من جهودها لكشف ملابسات خطف مهندس كرواتي حيث أكدت مصادر أمنية أنه جار فحص الفيديو الذي بثه تنظيم داعش الإرهابي، الأربعاء، وتضمن لقطات حية للمهندس الكرواتي، توماسلاف سلوبك، المختطف في منطقة 6 أكتوبر، الأسبوع قبل الماضي. وذكرت المصادر ل"البوابة نيوز" إن فريقا من قطاع المساعدات الفنية بوزارة الداخلية سيفحص الفيديو المذاع عبر شبكات الإنترنت، للوقوف على صحته ودقة الصور المعروضة من خلاله، مرجحة صحة قيام تنظيم داعش بخطف المجني عليه، بعد انتفاء وجود معطيات تدل على أن الحادث جنائي. وأشارت المصادر إلى أن فريقا من الأمن الوطني بالتنسيق مع القوات المسلحة، بدأ جهودا مكثفة لكشف غموض الواقعة. وكان تنظيم داعش، قد بث فيديو، ظهر فيه شخص يرتدي بدلة برتقالية، وزعم المتحدث في الفيديو أنه مهندس البترول الكرواتي المختطف بمنطقة 6 أكتوبر، الأسبوع قبل الماضي. وطالب في الفيديو، إطلاق سراح من سماهم النساء المعتقلات في سجون مصر في غضون 48 ساعة، وإلا ستقوم داعش بقتله. وبدأت أجهزة الأمن جهودا مكثفة، لفحص وجود خلافات للمجني عليه، وكذا فحص السائق وعلاقاته، وبيان تورطه في الواقعة من عدمه، فيما كثفت مباحث الواحات جهودها في المناطق الجبلية، للوصول إلى أثر الضحية. ومن جانبها لفتت مجلة "التايم" الأمريكية أن الهدف الرئيسي من بث الفيديو ليل الأربعاء هو افساد فرحة المصريين بافتتاح "قناة السويس الجديدة"، أمس الخميس، ولفت أنظار العالم بعيدا عن هذا الحدث الهام والذي تعد له مصر منذ عام تقريبا، حيث نجحت في إنجاز مخطط حفر القناة خلال فترة وجيزة للغاية. وأوضحت أنه على الرغم من محاولة التنظيم الإهاربي تصوير الأمر على أنه تم في شبه جزيرة سيناء، حيث يحظى التنظيم ببعض النفوذ، إلا أنه لا يمكن التحديد على وجه الدقة مكان تصويره، وما إذا كان قد نجح التنظيم في نقل المواطن الكرواتي من القاهرة إلى سيناء، ام أن التصوير تم في القاهرة، كما أن الحديث عن أن تنظيم "بيت المقدس، الذي أصبح اسمه "ولاية سيناء" بعد مبايعة تنظيم داعش، هو من يقف وراء الفيديو أمر غير مؤكد حتى الآن، وربما يكون تنظيم تابع لتنظيم الإخوان "الإرهابي" هو من نفذ العملية لإجبار الحكومة على الإفراج عن السجناء من تنظيم الإخوان. وأمهل الفيديو الحكومة المصرية 48 ساعة فقط للإفراج عن من قال إنهم "سجينات" وإلا فسيقتل الرهينة الكرواتي. أما لوس أنجلوس تايمز، فأوضحت أنه لو تم التأكد من صحة الفيديو فإنها ستكون سابقة أولى من نوعها في مصر، التي يقوم فيها تنظيم داعش الإرهابي باختطاف رهينة أجنبي وتمثيل نفس المشهد الذي قام به من قبل في سوريا وليبيا، وهو ما يعد مؤشرا خطيرا. وإذا ما نفذ التنظيم الإرهابي أيا كان توجهه تهديده وقتل الرهينة الكرواتي، فإنها ستكون ضربة قوية للحكومة المصرية، التي تحاول أن تثبت للعالم أن الاقتصاد المصري يتعافى وأنها نجحت إلى حد بعيد في محارية الإرهاب، واتجهت إلى الاستقرار والنمو الاقتصادي، خاصة بعد النجاح في حفر قناة السويس الجديدة. اما صحيفة "ميرور" البريطانية فرصدت الموقف من زاوية مختلفة، وهي أحد الإرهابيين الذي كان يقف خلف الرهينة وممسكا بالسكين، على طريقة جلاد داعش الشهير في سوريا والملقب ب"جون الذباح"، والذي كان يظهر في غالبية فيديوهات الإعدامات ووجهه مخفي، وثبت بعد ذلك أنه مواطن بريطاني من أصل كويتي يدعى "محمد إموازي." وتساءلت الصحيفة هل ذهب جون الذباح إلى مصر، وهل هو الإرهابي الذي ظهر في الفيديو ممسكا بالسكين خلف الرهينة الكرواتي؟. إلا أن الصحيفة عادت لتفند هذا الرأي وتشير إلى أن الإرهابي في الفيديو لم يتحدث بكلمة واحدة ويبدو أنه لا يجيد الإنجليزية حتى، بعكس جون الذي تربي في بريطانيا وكان يتحدث الإنجليزية بطلاقة ويحرص في كل فيديو على توجيه رسائل تهديد لبريطانيا والغرب. كما أن الإرهابي المصري لم يمسك السكين بطريقة صحيحة تشبه تلك التي يمسك بها جون السكين أثناء ذبح ضحاياه.