المعروف أن هناك جماعة نشأت فى شمال مالى منتصف عام 2013 أطلق عليها «المرابطون»، وقد كانت نتاجا لاندماج جماعتين، الأولى هى «الملثمون» التى يتزعمها مختار بلمختار، والثانية هى جماعة «التوحيد والجهاد» فى غرب إفريقيا، وكان يتزعمها أحمد التلمسى، إلا أن هذين الزعيمين قررا ألا يتولى أحدهما القيادة، واتفقا على تولية الأمر للمصرى أبو بكر المهاجر. الغارات الجوية للطائرات الفرنسية على شمال مالى وجبال تغرغارت، تسببت فى قتل «المهاجر» ومن بعده «التلمسى»، وبقيت الإمارة شاغرة حتى تولاها «أبو الوليد الصحراوى» الذى لم يكن يحكم قبضته إلا على أحد أجنحة التنظيم وهو «التوحيد والجهاد»، وعندها أعلن مبايعة «المرابطين» لأبو بكر البغدادى زعيم تنظيم «داعش». بعد طوال اختفاء ظهر مختار بلمختار، ليعلن أن مبايعة الصحراوى ل«داعش» لم تكن بموافقة مجلس الشورى، وإنما كان بقرار منفرد، مجددا ولاءه لزعيم «القاعدة» أيمن الظواهري. فى هذه الأثناء كانت الخلافات احتدمت بين قادة وأمراء تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى سيناء، إثر الخلاف الشهير بين «القاعدة» و«داعش» الذى حظى بمبايعة أغلب عناصر التنظيم السيناوى، بينما تمسك قليلون بالولاء ل«القاعدة» وعلى رأسهم هشام عشماوى القائد العسكرى للتنظيم فى الوادي. وبعد إشرافه على تنفيذ عملية الفرافرة، قرر عشماوى الانفصال عن «بيت المقدس» وتأسيس جماعة جديدة تحمل مسمى «المرابطون»، ما أثنى التنظيم السيناوى عن نشر إصداره عن عملية الفرافرة، بما أن منفذيها قد انشقوا عنه، ولذلك لم يكن مسمى «المرابطون» الذى استنسخه عشماوى مصادفة. ولا شك فى أن إصدار عشماوى الأخير، الذى أظهر فيه الظواهرى وهو يتحدث عن حرب اللسان والسنان، انعكاس للصراع المكتوم بين «القاعدة» و«داعش» فى شمال إفريقيا، فعشماوى أراد أن يوجه ضربه لتنظيم «داعش» الذى استطاع فى فترة قصيرة شق عصا التنظيمات التابعة ل«القاعدة».