«تزوجت من زوجى زواجًا تقليديًا، فبعد تخرجى في الجامعة قالت إحدى جيراننا لأمى إنها أحضرت لى عريسًا شابًا متعلمًا ومثقفًا ومن أسرة طيبة ومتخرج في كلية العلوم، ويعمل بأحد معامل التحاليل، فطلبت منى أمى أن أراه، وفى البداية رفضت لأنى لا أحبذ الزواج التقليدى، ولكن أمى أقنعتنى بأنى لن أخسر شيئا حينما أراه»..هكذا بدأت «أمينة» في سرد قصتها من داخل أروقة محكمة الأسرة بزنانيرى. وقالت أمينة: «تعرفت على زوجى في تلك المقابلة وشعرت بالارتياح تجاهه، وهو أيضا شعر بالارتياح تجاهى، وتمت خطبتنا وأثناء ذلك كان زوجى يصلى أحيانا ولكن بغير انتظام، وأنا في تلك الفترة كنت مقصرة في الصلاة، ولكنى كنت أدعو الله كثيرا أن يهدينى وأنتظم في صلاتى وأتقرب من الله أكثر، ولكن زوجى لم يسألنى أبدا لماذا لا أصلي؟، فقد كان لا يهتم بهذا الأمر كثيرا، وأنا في هذه الفترة كنت أحتاج لمن يأخذ بيدى لأصبح أفضل في دينى وأتقرب أكثر من الله». وأضافت «أمينة»: «استمرت حياتنا على هذا الحال، وبعد زواجنا بسنتين أنجبت ابنى خالد وفرحت به كثيرا وبعدها بشهور، حدثت حادثة مروعة لإحدى صديقاتى وماتت، وتأثرت كثيرا بحادث الوفاة، وتقربت من الله أكثر وانتظمت في صلاتى، ولكن لاحظت أن زوجى بدأ يتغير تماما، فبدأ يترك الصلاة نهائيًا حتى الصيام، ويسخر من حجابى فاندهشت كثيرا لما يفعله، وعندما سألته عما يفعله قال لى «أنا تفكيرى اتغير»، وحاولت أن أفهم منه لماذا هذا التغيير ولكنه لم يجب، حتى ساء حال زوجى أكثر وبدأ يسخر من حجاب أخواته أيضا ومن الصيام والصلاة، رغم أن أشقاءه مُلتزمون دينيًا، ولكنه هو الوحيد منهم غير الملتزم، وتناقشت معه أكثر من مرة، حتى اعترف لى أنه ملحد، وحاولت كثيرا أن أحضر له رجال دين للتحدث معه، ولكنه كان يرفض المناقشة معهم. وتابعت: «قام أشقاؤه بالتحدث معه كثيرا لترك تلك الأفكار السيئة، ولكنه لم يستجب أيضًا، فقد أصبح زوجى شخصًا آخر، وأصبح غضب الله على وجهه دائما، حتى أشقاؤه بدءوا يبعدون أبناءهم عنه حتى لا ينقل لهم هذه الأفكار وأصبح والده ووالدته غاضبين عليه، وتحملت كثيرا وحاولت إقناعه للرجوع عما هو فيه من أجل ابنه، ولكنى وجدت أن ابنى في خطر بسبب أفكار أبيه، وأننى لا أستطيع أن أعيش مع إنسان لا يؤمن بوجود الله الذي خلقه ورزقه، فطلبت منه الطلاق، ولكنه قال لى إنه لا يعترف بالزواج أو الطلاق، فلجأت إلى محكمة الأسرة ورفعت دعوى خلع ضده».