تظاهر المئات من سائقي التاكسي الغاضبين في الطرق المؤدية إلى مطارات باريس للتنديد بالمنافسة غير المشروعة التي يمثلها تطبيق (أوبر بوب) على الهواتف الذكية الذي يتيح للسائقين غير المهنيين تحميل الركاب بسياراتهم الخاصة بأسعار متهاودة. وتشهد مدن فرنسية أخرى تظاهرات مماثلة مثل نيس ومارسيليا وتولوز وبوردو وليون وليل تلبية للدعوة التي أطلقتها العديد من النقابات الممثلة لسائقي التاكسي للمطالبة بإلغاء (أوبر بوب) وبتفعيل القوانين التي تحظر استخدام السيارات الخاصة كعربات أجرة. وقال أحد سائقي التاكسي الغاضبين إن "الهدف هو احتلال الساحات وإجراء العديد من الاعتصامات على مدى اليوم للتعبير عن حالة استياء حقيقية من هذه الظاهرة". وقد شهدت الطرق المؤدية إلى مطارات باريس وبعض أحياء العاصمة حالة ازدحام شديدة بسبب إضراب سائقي التاكسي مما اضطر قوات الأمن إلى التدخل على الطريق الدائري على وجه الخصوص بعد أن قام البعض بحرق العديد من الإطارات لشل الحركة المرورية. ويقول ممثلون عن (أوبر) الأمريكية إن "هناك 400 ألف مستخدم في فرنسا لهذه الخدمة نتيجة نقص عدد سيارات الأجرة، إلا أن المحتجين أكدوا على الطابع غير القانوني لهذا التطبيق حيث أن سائقي (أوبر بوب) لا يخضعون للإقطاعات الاجتماعية وليس لديهم تأمين، كما أنهم لا يدفعون ضرائب ولا يحملون ترخيص لمزاولة هذه المهنة والذي يتطلب اجتياز دورات تدريبية مدتها 250 ساعة. واضطر بعض المسافرين المتوجهين إلى المطارات لترك السيارات وتكملة الطريق سيرا على الأقدام حاملين أمتعتهم، إلا أن العديد منهم تخلفوا عن رحلتهم. يذكر أن قانون (تيفينو) الذي تم التصويت عليه في أكتوبر 2014 في فرنسا يحظر تقديم خدمة نقل مدفوعة إذا كان السائق لا يحمل ترخيص سائق عربة أجرة، ويعاقب القانون السائقين المخالفين بالحبس لمدة سنة وغرامة 15 ألف يورو وسحب الترخيص ومصادرة السيارة، إلا أن المحتجين يرون أن القانون لا يتم تنفيذه على الأرض مما يؤثر على عملهم نظرا لأن الكثير من الركاب يقبلون على هذه الخدمة التي تكلفهم أقل بكثير من التاكسي التقليدي. وتقوم فكرة خدمة السائق الخاص حسب الطلب أو (التاكسي الذكي) التي توفرها شركة (أوبر) على استغلال المستخدم لتطبيق يثبت على الأجهزة الذكية، ومن ثم التسجيل في الخدمة عن طريق إدخال بياناتهم الشخصية وأرقام بطاقات الائتمان، وبعد ذلك يمكن للمستخدم رؤية موقعه الجغرافي على خريطة تظهر أيضا السيارات التابعة لشركة (أوبر) والمنتشرة في الجوار مع الوقت المقدر للوصول. ويمكن للمستخدم بعد ذلك النقر على الشاشة لطلب سيارة، وفي حال قبول الطلب، يمكن للمستخدم رؤية السيارة وهي تتحرك باتجاهه، وعند وصوله لوجهته، يمكن للراكب مغادرة السيارة دون أن يدفع أجرة النقل نقدا، لأن العملية تتم تلقائيا عبر التطبيق الذي يخصم الأجرة من رصيده المصرفي، وقد أطلق التطبيق في عام 2009، ويعمل حاليا في أكثر من 70 مدينة عبر 37 دولة.