"وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يستقبل سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بمصر لبحث سبل التعاون في المجالات المشتركة" كان هذا عنوان البيان الصحفي الذي أرسله المكتب الإعلامي لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية يوم الثلاثاء 23 يونيو للصحفيين ونشرته العديد من الصحف والمواقع الإلكترونية، وهو كما يبدو خال من أي معلومة مفيدة للقارئ، ويكفي طرح تساؤلات بسيطة توضح للقارئ ما الذي نعنيه: - ما الصفة التي تتيح لوزير الاتصالات والسفير الأمريكي بحث "سبل التعاون في المجالات المشتركة بين البلدين؟!! فلا الوزير وزير خارجية، ولا السفير له أي صلاحية لاتخاذ أي قرار فيما يخص "سبل التعاون المشتركة بين البلدين". - أشار الوزير خلال اللقاء إلى "المشروعات الخاصة بالقطاع والتي طرحت أثناء أعمال المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ فيما يخص نشر المناطق التكنولوجية"، هل يعنى هذا أن هذه المشروعات فشلت في جلب الاستثمارات المرجوة لذا يعيد الوزير طرحها على السفير الأمريكي؟ وما علاقة السفير الأمريكي بهذه المشروعات؟ وهل يفترض السيد الوزير أن من اهتمامات السفير الأمريكي في القاهرة إعادة عرض مشروعات فشلت في اجتذاب الاستثمارات اللازمة على مستثمرين أمريكيين؟ هل غاب عن الوزير أنه يستقبل سفير أمريكا في مصر، وليس سفير مصر في أمريكا؟!! ومع ذلك يذكر بيان الوزارة أن "السيد السفير" أعرب عن "استعداده لنقل هذه الفرص الاستثمارية إلي الشركات الأمريكية الأخرى من أجل الاستثمار في قطاع الاتصالات". - ويستطرد معد البيان: "كما أكد الوزير أن أولوياته وأهدافه تتمحور في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصري من خلال تحسين شبكات الاتصالات وخدمات الانترنت والخدمات المجتمعية بصفة عامة"!! ما شأن السفير الأمريكي لتؤكد له يا سيادة الوزير، الأحق بهذا التأكيد فعلا لا قولا هو المواطن المصري الذي تعمل سيادتك وكافة العاملين في الوزارة في خدمته. - في آخر البيان يرد ما نصه: "وفي هذا الإطار تطرق الجانبان إلي ما يمكن أن تقدمه الحكومة الأمريكية والقطاع الخاص الأمريكي من برامج في رفع وبناء القدرات الخاصة بالخدمات التكنولوجية في مجال الصحة والتعليم"، ويبدو أن هذا هو محور اللقاء، وهو ما يتماشى مع المنطق فالسفير الأمريكي يسوِّق لشركات بلاده، ولكن "الطريقة المصرية في إعداد البيانات الرسمية" تأبى إلا أن تضيف نكهتها الخاصة. هذا مجرد نموذج من عشرات البيانات الصحفية التي تصدرها الجهات الرسمية في مصر، وتصر على التعامل مع المصريين وكأنهم من كوكب آخر، لا ينبغي اطلاعهم على التفاصيل الهامة والمتعلقة بمصالحهم واهتماماتهم بشكل مباشر، ويتعامل معظم المصريين مع مثل هذه البيانات الصحفية التي لا تغني ولا تسمن بالتجاهل، حضرات المحترمين... تطور المصريون كثيرا، ويجب عليكم التعامل معهم على هذا الأساس، أو "نفضَّها سيرة". للاطلاع على البيان كاملا على الموقع الرسمي للوزارة: http://www.mcit.gov.eg/Ar/Media_Center/Press_Room/Press_Releases/3639