أثار إعلان النائب العربي في "الكنيست" (البرلمان) الاسرائيلي باسل غطاس المشاركة في "أسطول الحرية 3" الدولي الذي يسعى إلى كسر الحصار البحري عن قطاع غزة موجة غضب عارمة في إسرائيل . وكان غطاس الذي ينتمي ل"القائمة العربية المشتركة" التي تحتل المرتبة الثالثة في الكنيست قد أعلن نيته الانضمام الى الأسطول البحري الذي من المقرر أن يبحر من اليونان الى قطاع غزة هذا الأسبوع. وقال النائب العربي في رسالة بعث بها لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه لا يخشى الانعكاسات التي قد تترتب عن مشاركته في الأسطول البحري. ودعا نتنياهو الى أن يعطي الأمر لقوات الأمن الإسرائيلية بالابتعاد عن الأسطول والسماح له بمواصلة طريقه إلى غزة وحذر من محاولة السيطرة على السفن ومنعها من مواصلة طريقها،قائلا:"إن كل محاولة شبيهة، ستقحم إسرائيل في أزمة عالمية، تتحمل مسؤوليتها حكومة نتنياهو". وقال غطاس في لقاء مع القناة العاشرة الإسرائيلية إن "أسطول الحرية هو أسطول سلام الهدف منه لفت الانتباه لما يحدث في غزة وإن المشاركين فيه ينوون توصيل معدات طبية إلى مستشفى الشفاء في غزة". كما قال لإذاعة الجيش الإسرائيلي "لا توجد لدينا أسلحة على متن السفينة،إذا داهم الجيش السفينة لن نقاوم وسنحاول إقناع الجنود بالسماح لنا بالاستمرار".مضيفا: "أرى بذلك عملا سياسيا سلميا وشرعيا". وفي الوقت الذي تعرض فيه غطاس لانتقادات لاذعة من معظم الأحزاب الإسرائيلية الذين اعتبروا أن الأسطول البحري خطوة سياسية ستوفر الشرعية لسلطة حماس وتزيد من الإرهاب ضد إسرائيل، من المقرر أن يجرى "الكنيست" بعد غد الاربعاء نقاشا خاصا حول الموضوع بناء على طلب العضو ميراف بن اري من حزب "جميعنا" الوسطي. وقال الوزير زئيف إلكين من حزب الليكود اليميني الحاكم للاذاعة الاسرائيلية :"ان نوابا عربا يدعمون الارهاب ضد دولة إسرائيل برعاية محكمة العدل العليا بسبب الغائها قرار لجنة الانتخابات المركزية والسماح للنائبة حنين زعبي خوض انتخابات الكنيست" . وأكد إلكين "وجوب قيام الديمقراطية الاسرائيلية بحماية نفسها ومعاقبة كل من يعمل ضدها بشدة اذا ما رغبت في التصدي للتحديات التي تواجهها في الشرق الأوسط". وقالت عضو الكنيست ونائبة وزير الخارجية تسيبي حوطوبيلي (حزب الليكود) إن "هذا الأسطول الذي يتجه نحو إسرائيل هو نتاج عمل استفزازي يستهدف تشويه سمعة إسرائيل فقط". وأضافت أن "انضمام عضو كنيست عربي إسرائيلي جنبا الى جنب مع من يريدون الحرب ضد اسرائيل تشير إلى تعاونه مع العدو تحت غطاء حصانته البرلمانية". وأكدت حوطوبيلي أن وزارة الخارجية الاسرائيلية تعمل على مدار الساعة لمنع وصول الاسطول الى المياه الاقليمية الاسرائيلية. وكان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف ووزير الخارجية السابق أفيجدور ليبرمان والمعروف بمواقفه العنصرية ضد العرب صاحب الانتقادات الأكثر حدة. وكتب ليبرمان على حسابه في موقع "فيس بوك" قائلا إن: "مشاركة نائب الكنيست غطاس، المزمعة بالأسطول المتجه إلى غزة هي دليل آخر على أن القائمة المشتركة هي سفينة إرهاب كبيرة، تهدف إلى المس بدولة إسرائيل واستغلال الديمقراطية الإسرائيلية بمحاولة لتدميرها فقط". وأضاف:"يجب على المجتمع الإسرائيلي بأكمله الكف عن لعبة النفاق، وعلينا أن نشجب ونتقيأ هذه المجموعة الداعمة للإرهاب من داخلنا". واتفق معهم النائب إيتان كابل من حزب العمل الذي يقود المعارضة الذي كتب على حسابه على موقع "تويتر": "ربما لا يدرك غطاس أنه ليس إلا محاكاة رخيصة لحنين زعبي". وشاركت عضو الكنيست حنين زعبي بأسطول الحرية الأول في مايو 2010 وأدانتها المؤسسة الإسرائيلية واتهمتها "بالخيانة". وتفرض إسرائيل حصارا بحريا وبريا وجويا محكما على قطاع غزة، منذ فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية يناير 2006، وشددته عقب سيطرة الحركة على القطاع في يونيو من العام التالي، وما زال الحصار مستمرا رغم تخليها عن الحكم وتشكيل حكومة التوافق الوطني في 2 يونيو 2014. وكانت إسرائيل قد أعلنت رسميا أنها لن تسمح بوصول "أسطول الحرية 3" لكسر الحصار الى قطاع غزة. وأكد مصدر عسكري إسرائيلي في تصريح نقلته وسائل الإعلام العبرية أن الجيش لن يسمح بوصول القافلة البحرية المنوي انطلاقها من اليونان إلى قطاع غزة، لاحقا هذا الأسبوع. وقال المصدر إن التعليمات صدرت إلى الجهات المعنية بالاستعداد لوقف القافلة وعدم تمكينها من دخول المياه الإقليمية الإسرائيلية،وإن الجيش يتابع استخباريا التطورات على الساحة البحرية أولا بأول. ويضم "أسطول الحرية 3" الذي تنظمه "اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة" ست أو سبع سفن محملة بمساعدات إنسانية وطبية. ومن المقرر أن يشارك على متنه عشرات النشطاء الأوروبيين المتضامنين مع القضية الفلسطينية، وشخصيات رسمية وبرلمانية أوروبية وسياسيين وإعلاميين وأكاديميين وفنانين، إلى جانب مشاركة شخصيات عربية مثل الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي. وكان أسطول الحرية الأول انطلق نحو قطاع غزة في 31 مايو عام 2010، وكانت تقوده سفينة "مافي مرمرة" التركية، وهو الأسطول الذي هاجمته البحرية الإسرائيلية مما أسفر عن مقتل عشرة ناشطين وإصابة آخرين بجروح، فيما تم إحباط الأسطول الثاني ولم يتمكن من الوصول إلى عرض البحر بسبب الضغط الإسرائيلي على الحكومة اليونانية آنذاك.