"مدفع الإفطار.. اضرب" من الكلمات التي يعشقها جميع المسلمين وخاصة الأطفال، ذلك الانفجار الذي يتلهف الجميع لسماع صوته في رمضان والذي يتزامن مع أذان المغرب، حيث يتجمع شمل العائلة استعداد للإفطار، ويعد صوت المدفع من أهم الطقوس الرمضانية في مصر باعتباره الوسيلة المفضلة لإعلان موعد الإفطار. وقامت "البوابة نيوز" بجولة في قلعة صلاح الدين الأيوبي، حيث يتواجد مدفع رمضان بمتحف الشرطة القومي على ارتفاع 170 مترًا موضوع على قاعدة حديدية تتوسطها عجلة لتحريك ماسورة من الصلب وكان صوته عندما ينطلق يتردد في الأفق لمسافة 10 كيلومترات، وقال جمال الهواري، مدير عام آثار القلعة: إن بداية فكرة مدفع رمضان كانت محض الصدفة، وذلك في العصر المملوكي في عهد السلطان "خوشقدم" عندما كان يجرب مدفع قد أهدي إليه وأثناء التجربة تصادف ذلك مع موعد أذان المغرب وكان في أول أيام شهر رمضان، وظن حينها عامة الناس أن هذا ابتهاجا بقدوم شهر رمضان. وتابع أنه عندما رأى السلطان البهجة استحسن الفكرة وقرر المضي في إطلاق المدفع كل يوم إيذانًا بالإفطار، وظل ذلك الأمر حتى عصر محمد علي، حيث وضع محمد على، مدفعا في هذا المكان استمرارا للمدفع الأول، وظل المدفع يضرب من القلعة حتى 1991، وتم نقله من القلعة، نظرا لتأثيره على المباني الأثرية بالمنطقة، إلى الدراسة ثم المقطم. وأشار "الهواري" إلى أنه تم إطلاقه من المقطم لفترة قصيرة إلا أنه توقف بعدها؛ نظرا لتأثيره على المباني هناك، ولم يتم بعدها ضرب المدفع منذ ذلك الحين، وأصبح عبارة عن تراث تاريخي.