علها لم تنته بعد، هي أزمة صراع القيادة دخل جماعة الإخوان الإرهابية، والتي طرحت سؤالًا على مدى الشهر الأخير، "لمن الإرشاد اليوم؟" تنوعت الإجابات دون الوصول للحسم منها، إلا أن السؤال يتكرر مجددًا مع كل بيان يصدر أو وثيقة تسرب، وكان آخرها الوثيقة التي نشرتها بعض صفحات الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعي، عقب البيان المسرب، مساء أمس الأحد، عن مرشد الجماعة، محمد بديع، ودعا فيه للسلمية. وأفادت الوثيقة عدم صحة الانتخابات الداخلية التي شهدتها الإخوان في فبراير 2014، عقب فض اعتصام رابعة، مما يعني إن القيادة الشبابية للجماعة ليس لها شرعية. وتأتي الوثيقة استمرار لمناوشات بين قيادات الجماعة، وشبابها، على الحل للخروج من المحنة الراهنة، حيث ترى القيادات التاريخية أن الحل في المصالحة والتمسك بالسلمية، فيما يتمسك صف الشباب بالصدام مع الدولة. ويتجلى هذا الخلاف في صيغة التجاهل التي يتبناها الشباب، تجاه كل مبادرات القيادات التاريخية، وهو ما ظهر في رفض الصفحات الرسمية للإخوان وكافة نوافذها الإعلامية- يسيطر عليها الشباب- التعليق على مبادرة يوسف ندا، مفاوض الإخوان للعلاقات الدولية السابق، والتي أطلقها الجمعة الماضية. وعلق محمد حبيب، نائب مرشد جماعة الإخوان السابق، إن كل التطورات التي تشهدها جماعة الإخوان الإرهابية، ما هي إلا "ترهات" تحاول الجماعة تصديرها لشغل الرأي العام والإعلام وتفكيك قوة الدولة. وأشار إلى أن هذه الأحداث والتسريبات المتتالية من قبل بعض القيادات داخل الجماعة، أمر لا يمكن تصديقه؛ لطبيعة السرية التي تتسم بها الجماعة، وما يعني أن انتهاج صف بداخلها لثقافة التسريبات أمر غير وارد. وأشار إلى أن "الجماعة" تتعمد تداول هذه المعلومات التي وصفها بالمغلوطة، مشيرًا إلى أنه نهج جديد تتبعه، وتسعى من ورائه لمعالجة محنتها، مشددًا على إن الحل الوحيد هو أن تتقدم الجماعة باعتذار للشعب والدولة، مع تقديمها لكل من تورط من أعضاءها في أعمال العنف. من جانبه قال سامح عيد، القيادي الإخواني المنشق، إن التحركات الأخيرة التي تتعرض لها الجماعة تعكس حالة ارتباك حاسمة في مصير الإخوان. وأوضح في تصريحات خاصة ل" البوابة نيوز" إن الخلافات بين القيادات التاريخية والشباب وصلت لمستوى ملحوظ، مشيرًا إلى أن نهج الجماعة مع المتمردين هو الفصل. ولفت إلى أن "الجماعة" اعتادت فصل كل من هم يخرجون عن منهج "السمع والطاعة"، مهما كانت اعدادهم، موضحًا إنها تنتظر فقط الانتهاء من محنتها وبعدها يتم فصل كل من يخالفون رأي القيادات.