احتفلت السلطات الأثرية بمحافظة الأقصر، اليوم الأحد، بمشروع رفع أكبر كتلة حجرية بمقصورة تحتمس الثالث بمعبد الكرنك بعد انتهاء مشروع ترميمها وتطويرها بحضور الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الدولة لشئون الآثار، ومحمد بدر، محافظ الأقصر وهو ما يعد أكبر رد على استمرار مسيرة العمل بالمواقع الأثرية بعد الهجوم الإرهابي الفاشل الذي استهدف المعبد. وشارك الوزير خلال الافتتاح عددا كبيرا من قيادات وزارة الآثار من بينهم الدكتور محمود عفيفي، رئيس قطاع الآثار المصرية، وسلطان عيد، مدير عام منطقة مصر العليا والدكتور مصطفى وزيري، مدير عام منطقة الأقصر وعدد من المسئولين بمنطقة الأقصر الأثرية. وكان وزير الآثار قد وافق في شهر ديسمبر الماضي على تنفيذ مشروع لإعادة جمع وتركيب مقصورة الملك تحتمس الثالث في منطقة المتحف المفتوح بمعابد الكرنك، شرق مدينة الأقصر، حيث افتتحت المقصورة بعد تجميعها ووضع الكتلة الأخيرة بها صباح اليوم. وقال الطيب غريب محمود، كبير مفتشي آثار الكرنك، إن الملك تحتمس الثالث وهو من ملوك الأسرة ال 18 وشيدت مقصورته قديما بين الصرح الثالث والرابع بمعبد الكرنك وقامت بأعمال ترميمها بعثة المركز المصري الفرنسي للآثار بمنطقة المتحف المفتوح بمعابد الكرنك حيث تم تدشين أكبر كتلة حجرية من المقصورة بالونش. وأوضح الطيب أن مقصورة "تحتمس الثالث" قد تم الكشف عنها في الصرح الثالث من المعبد، وهي من الحجر الجيري، والكتلة التي تم رفعها اليوم يبلغ حجمها 18 طنا واستخدمت كحشو داخل الصرح الثالث وتسمي ب"كتلة الكورنيش"، والتي وضعت في المدخل الغربي للمقصورة، في الناحية الغربية للمتحف المفتوح بمعابد الكرنك لافتا إلى أنه تم إعادة بناء مقصورة تحتمس الثالث، واستغرق رفع كتلة السقف والتي يبلغ حجمها 76 طنًا، لمدة تزيد عن ثلاث سنوات. وتابع الطيب أنه كان يتم رفع السقف بطريقة هيدروليكية ويدوية خلال 3 سنوات الماضية، يتم من خلالها رفع السقف من 5 إلى 10 سم، وتستغرق أيام وكان يتم عمل جدار من الطين لتثبيت السقف الخاص بالمقصورة، حتى تم الانتهاء منها بعد 3 سنوات. وفي نهاية الافتتاح أشاد ممدوح الدماطي، وزير الدولة لشئون الآثار بجهود العمال والمرممين بهذا الكشف مؤكدا أن الأيام القليلة القادمة ستشهد عددا من الافتتاحات بمحافظة الأقصر كما التقط عددا من الصور التذكارية مع البعثة الفرنسية التي تقوم على أعمال الحفائر والترميم في معابد الكرنك، كما التقط صورا تذكارية مع فريق الترميم، والخفراء القائمين على حراسة المعبد. كان وزير الآثار قد تفقد اليوم الأحد أعمال الترميم في معبد الأقصر، ثم توجه الآن لتفقد معبد إسنا، قبل أن يتوجه لاستكمال رحلته في محافظة أسوان، لتفقد معبد كوم أمبو.