· فايننشال تايمز: على إخوان تونس أن يدركوا أن سياستهم المتعنتة ستدفعهم للسيناريو المصري · نافعة: سقوط إخوان مصر درس قاس للغنوشي · نوح: سيتكبد الغنوشي خسائر فادحة في الانتخابات القادمة · كيلة: مواجهات قادمة بين المعارضة والسلطة الإخوانية في تونس كان سقوط الإخوان في مصر مدويًا لدى كل التنظيمات الإسلامية في الوطن العربي وهو ما جعلهم يتمسكون بشراسة بتأييد التنظيم الأم في مصر خوفًا منهم على تكرار نفس المشهد في بلادهم وكانت على رأس هذه البلدان هي تونس والتي تقاسمت تجربة الثورة مع مصر منذ اندلاعها في 2011 ، سقط إخوان مصر فأعطى الأمل للمعارضة التونسية لإزاحة الغنوشي بجامعته الرابضة فوق قلوبهم. سقوط واغتيال ونشرت صحيفة “,”فايننشال تايمز“,” تحت عنوان “,”تنازلات إخوان تونس“,” البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي أن حزب النهضة في تونس والذي ينتمي إلي جماعة الإخوان المسلمين والذي يسيطر علي مقاليد الحكم في البلاد أدرك مدي الخطورة التي يواجهها مستقبل الإسلاميين في البلاد بعد خروج عشرات الآلاف من التونسيين للمطالبة بإسقاط النظام الإسلامي المتورط في عمليات اغتيال قادة المعارضة في البلاد علي حد قولهم وآخرهم المعارض البارز محمد البراهمي الذي قتل أمام أسرته ب11 رصاصة، مشيرة إلي أن حادث اغتيال البراهمي وما أعقبه من مظاهرات حاشدة تسببت في أزمة كبيرة للتنظيم الذي لا يزال يتعافى من صدمة الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وأكدت الصحيفة أن علي إخوان تونس أن يتحلوا بالذكاء تلك المرة وأنهم يعوا أن سياستهم المتعنتة لن تفيدهم بل ستضر بمستقبلهم بشكل كبير، مستشهدة بالسيناريو المصري الذي يخشي إخوان تونس تكراره، إلا أنها أشارت إلي أن رضوخ النهضة لمطالب المعارضة وموافقتها علي تشكيل حكومة إنقاذ لتوسيع القاعدة السياسية للحكم وللخروج من العاصفة السياسية التي هبت علي البلاد بعد اغتيال البراهمي محذرة من أن هذا الاغتيال قد يضفي شرعية علي الثورة علي الإسلام السياسي والتي تلقي ترحيبا كبيرا في المجتمعات العربية في الفترة الأخيرة، مشيرة إلي أن أصوات الرفض تتعالي يوميا في تونس التي يرفض شعبها سياسة الغنوشي التي يعتبرونها مخجلة إلي حد ما لأنها تسعي لتحقيق مكاسب سياسية دون النظر إلي حالة الإحباط العامة التي أصابت هذا الشعب بعد عامين من خيبة الأمل. درس قاس وقال حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن سقوط الإخوان في مصر يمثل درسا قاسيا لإخوان تونس، وتابع نافعة: “,”في تونس سيحاولون الحرص على التوافق مع بقية القوى السياسية، وتقديم تنازلات منذ سقوط إخوان مصر“,”. وأكد نافعة أن تنازلاتهم لن تستمر طويلا، ولها حدود، بحيث لا تمس بثوابتهم ، وأضاف أن عقلية الإخوان جامدة، متوقعًا خسارتهم في الانتخابات القادمة . وعن رأيه في سقوط مشروع الإسلام السياسي في المنطقة، يقول نافعة: “,”لا يوجد ما يسمى بالمشروع الإسلامي أصلا، فالإخوان ليست لديهم أية مشاريع على أرض الواقع، كلها مشاريع نظرية وثبت فشلها في مصر وتونس“,” . خسارة قادمة وقد أمهلت المعارضة ومنظمات تونسية من بينها الاتحاد العام للشغل إنها تمنح الائتلاف الحاكم في تونس بقيادة حزب حركة النهضة الإسلامية مهلة حتى نهاية الأسبوع الحالي للرد على مبادرة تقضي بحل الحكومة فورا، في حين حذر رئيس الحكومة الأسبق قائد السبسي من استمرار الأزمة. وقد قال رئيس الوزراء علي العريّض إنه لن يستقيل، ودعا إلى تشكيل حكومة تقود إلى انتخابات مقبلة ولكن بعد إنهاء كتابة الدستور في 23 أكتوبر، وهو ما رفضته المعارضة التي اتهمت قياديي النهضة بالمناورة والسعي لكسب الوقت. وفي هذا السياق يقول مختار نوح القيادي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين أن الغنوشي في تونس يعرف أنه سوف يخسر اذا دعوا لإعادة الانتخابات لتشكيل الحكومة ولن يمثلوا بأكثر من 12% في الانتخابات القادمة وهو ما يجعلهم يماطلوا في المفاوضات . وتابع نوح الغنوشي مثله مثل مرسي يعلي الراية الأيديولوجية في الشعارات طوال الوقت، وتابع نوح من يريد ينفذ شعاراته ينفذها من خلال مشاريع كما عمل عبد الناصر عندما تكلم عن الاشتراكية بعد أن حقق العدالة الاجتماعية. وأضاف نوح أن أردوغان حقق شعبية لأنه كان علماني وحقق بعض التنمية الاقتصادية لكنه بدأ يخسر عندما بدأ يميل للأيديولوجية الدينية السياسية . تنظيم البروباجندا وعن تنصل اخوان تونس من التنظيم الدولي للإخوان ومواقفهم المتضاربة مع اخوان مصر في ضرب سوريا يقول نوح لا يوجد أصلا ما يسمى التنظيم الدولي للإخوان ، وتابع كلها “,”حواديت “,”صنعها الاعلام المصري ، وان اخوان العراقوتونس وليبيا مختلفين عن بعضهم البعض ولا يربط بينهم شيئا . وتابع القيادي السابق في الجماعة أن حكاية التنظيم العالمي اختلقها مهدي عاكف وجمع بعض من أفراد الجماعة في ألمانيا محاولين عمل تنسيق مع بعض الأفراد وليس التنظيمات من الجماعات المختلفة للإخوان في العالم وأضاف هم مجرد “,”بروباجندا“,” تمولهم تركيا مواجهات قادمة وقال سلامة كيلة الباحث في الشئون العربية ان الغنوشي يسير في نفس اتجاه مرسي وهو ما يدل على جمود مشروعهم الذي وصفه بأنه فقير لا يقوم على أسس ويعتمد على الدعم الخارجي ويفتقر للتأييد الشعبي الآن. وتوقع كيلة بمواجهات قادمة مع النظام في تونس ، وأكد ان المفاوضات الجارية الآن بين المعارضة وحكومة الغنوشي لن تسفر عن وضع مرضي لأي من الطرفين لأن الحكومة لا تريد تغييرا حقيقيا وتحاول كسب الوقت فقط . وقد استأنف اليوم المجلس الوطني التأسيسي في تونس، جلساته عبر جلسة تشاورية دعا إلى عقدها نواب حركة النهضة وحزب المؤتمر، وغاب عنها رئيس المجلس مصطفى بن جعفر، الذي سبق وأن علق جلسات المجلس لحين التوافق بين حركة النهضة والأحزاب السياسية، للخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، في ظل إصرار المعارضة على تغيير الحكومة وحل المجلس التأسيسي.