هبة الحسين طه أحمد، التى تبلغ من العمر 28 سنة، وزوجها أحمد محمد عباس السائق الذى لم يتجاوز عمره ال30 سنة، وابنهما زياد سنتان ونصف السنة، هم أفراد الأسرة التى حكم عليها القدر أن تمر بظروف غير عادية، بسبب احتراق كل شقه يسكنون فيها دون أن يعرفوا لذلك سببا. بدأت قصة هبة وأحمد بعد فترة من زواجهما فى سنة 2011، ومثلهما مثل أى زوجين فى مقتبل الحياة، أقاما فى شقة بالإيجار مكونة من غرفتين وصالة. لكن حياتهما لم تكن سعيدة، بسبب كثرة المشاكل التى وصلت إلى حد ضرب الزوج لزوجته، الأمر الذى دفع الزوجة إلى محاولة الانتحار مرتين خلال الثلاثة شهور الأولى من الزواج، ففى مناسبة عيد الأضحى الماضى سافر الزوجان إلى أسوان، حيث إن والد الزوجة يعيش هناك لقضاء العيد معه، وبمجرد وصولهما فوجئا باتصال من الجيران مفاده أن شقتهما تحترق، وبعد عودتهما تباينت الأقاويل حول سبب احتراق الشقة وخصوصا أنها كانت المرة الأولى، فالبعض قال، إنها بسبب ماس كهربائى، وآخرون زعموا أن للجان علاقة بالأمر. وبعدها اضطرت الزوجة أن تعيش عند حماتها بعد أن خسرت كل ما تملكه فى هذه الشقة من أثاث، أقامت هبة وزوجها فترة طويلة بدون شقة مع حماتها حتى رزقها الله بزياد، وبعد فترة من تحسن الظروف إلى حد ما قررا أن يستأجرا شقة جديدة يعيشان فيها، فاستأجرا شقة، ولكن ظروفهما لم تكن تسمح فى ذلك الوقت بشراء أثاث جديد، فاستخدما أثاثا قديما، وظل الحال هكذا مستقرا لمدة سنتين حتى تمكنت الزوجة من شراء أثاث جديد وملابس جديدة تعوض ما خسرته فى الشقه الأولى وكان معظمه بالتقسيط، وحين استكملت شراء كل شىء قبل عيد الأضحى الماضى، وفى اليوم الثانى للعيد قرر الزوجان زيارة حماتها، فخرجا بالفعل مع أذان المغرب، وبمجرد وصولهما لحماتها ب5 دقائق فوجئت باتصال من إحدى جاراتها تبلغها فيه بأن شقتها تحترق. وعلى الفور أسرعت الزوجة لمكان الشقة، لتجد دخانا كثيفا يملأ الشارع وما أثار الدهشة فى هذا الوقت، أنها لم تر سوى الدخان فى حين أن جميع من كانوا بالشارع يرون آلسنة النار الخارجة من الشقة، وما أثار الشك أن جميع الأهالى كانوا يحاولون كسر باب الشقة للدخول وإخماد الحريق لكنهم لم يتكمنوا من ذلك بسهولة، واستغرق الأمر وقتا طويلا، إلى أن نجحوا فى ذلك، لكن الأغرب أن خراطيم مياه سيارات الحماية المدنية كانت حين توجه ناحية الشقة تنقطع عنها المياه، وبعد إخماد النيران، كان كل شىء قد انتهى. هنا أدرك الجميع أن هذا الحريق لم يكن مجرد ماس كهربائى، كما قيل فى المرة الأولى، وخصوصا أنه حدث فى نفس توقيت المرة الأولى، وبنفس الطريقة. على أثر ذلك، طرقت هبة أبواب المشايخ حتى تعرف السبب الحقيقى وراء ما يحدث لها، فكان أن سمعت أقاويل مختلفة من هؤلاء المشايخ، فمنهم من قال لها: «هذا عمل سفلى مسلط عليك ويتسبب فى احتراق الشقة التى تسكنيها، كل ما تجدد شىء فيها». وبعضهم قال لها «إن أحد الجان يعشقك ويحاول تخريب حياتك مع زوجك، ولن تتخلصى من هذه المأساة إلا بانفصالك عن زوجك». لكن هبة تحاول ألا تنزلق إلى هذا الطريق، وتصدق ما يقوله لها المشايخ، وألا تستسلم لهم، وخصوصا أنها تمر بحالات غريبة مثل أن تشعر فى بعض الأحيان أنها تكره ابنها وتضربه، وتدعو عليه بالموت، ولكن بعدها تشعر بالندم والرغبة فى البكاء من غير سبب. لم يعرف أحد حتى الآن بدقة سبب ما يحدث لها، أو احتراق كل شقة تسكن فيها، وبغض النظر عن كل هذه التفاصيل، فهبة ترضى بقضاء الله وترفض الخضوع لكلام الدجالين والمشعوذين، وتناشد محافظ السويس الحصول على شقة تعيش فيها مع زوجها وابنها مثل بقية الناس، لأنها عانت كثيرا من متاهات السكن فى شقق بالإيجار الجديد.