عرض الإعلامي عبد الرحيم علي، رئيس مجلس إدارة وتحرير "البوابة نيوز"، خلال برنامجه "الصندوق الأسود"، المذاع على فضائية "العاصمة"، مساء أمس الأربعاء، تقريرًا عن العزلة الشعورية التي فرضها قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي على المعتصمين في ميدان رابعة العدوية استنادا إلى أفكار القيادي الإخواني سيد قطب. وقال التقرير: "ضج ميدان رابعة بالتكبير والتهليل، العزلة الشعورية التي تحدث عنها منظر التنظيم سيد قطب عملت خلال هذا الاعتصام فعله، فها هو "مرسي" يؤم النبي (ص) في الصلاة وها هي الملائكة تطوف في سماء الميدان، كأن معتصمي الميدان ومن دخله كانوا من المؤمنين وغيرهم "الشعب" كان من الكافرين الفاسقين، في 3 يوليو عقب إلقاء الفريق السيسي، وزير الدفاع آنذاك، للبيان الذي أعلن فيه عن خطوات خارطة الطريق، خشي قيادات الإخوان من تسرب اليأس إلى قلوب المعتصمين، فصعد أحد كبرائهم يصرخ: بعض قيادات الجيش انشقت وأعلنت تأييدها للرئيس المعزول محمد مرسي. وتابع التقرير: "مرة أخرى يضج الميدان بالصراخ والتهليل. بعد يومين، من إعلان خارطة الطريق، أذاعت المنصة خبرا يفيد بأن الجيش الأمريكي، أرسل بارجتان حربيتان، لقتال الجيش المصري، بكى بعضهم من شدة الفرح وأخذوا يهللون ويرقصون، صرخ أحدهم قائلا: " "على الأقصى رايحين شهداء بالملايين"، ولأن رابعة محاطة بالملائكة، ومعتصميها أشبه بجنود سيدنا موسى، وأن الذهاب إليها كالذهاب للعمرة، كما كان يتردد داخل الاعتصام، لم يكن غريبًا أن يظهر أحد المتظاهرين، في رابعة خلال صلاة التراويح، وهو يرتدي ملابس الإحرام، لكن الأغرب من ذلك، أن أحدًا ممن كانوا حوله، لم يلفت انتباهه أنهم معتصمون في رابعة، وليس مكةالمكرمة، وأن المسجد الذي يقف أمامه، مسجد رابعة العدوية، الذي يقع في حي مدينة نصر شرق القاهرة. وقال التقرير: "استكمالا لحالة العزلة التي عاشها الإخوان، خلال الاعتصام، وإيمانا منهم بأنهم جند الله في الأرض، وأنهم المبشرون الجدد، وأنهم في سبيل ذلك، لابد أن يتحملوا حتى تثمر دعوتهم. قال أحد لآخر، كان يقف بجانبه، خلال نوبة الحراسة، على مداخل الميدان، التي كانوا يتبادلونها، إنه يشعر بأن القرآن ينزل عليه، كل ليلة، فما كان من الآخر إلى أنه ابتسم في وجهه، قائلا: "أنت من المبشرين إذن بالجنة يا أخ حسن". واستكمالا لهذا المشهد، قال له: "تعرف أشعر أننا نعيش في قطعة من الجنة، نعيش في أكبر معسكر، لم نكن نتخيل أن يجمع كل هؤلاء الإخوة. ثم تركه لصلاة ركعتين، شكرًا لله على الاعتصام". ولما وقعت الاشتباكات بينهم بين قوات الأمن بعدها بأيام، قام بعض الشباب بوضع مسك البقع من الدماء التي سالت من بعضهم، وأحاطوها بورود، لكن الغريب أن الكثير من المعتصمين، كانوا يجيئون لهذه البقع بعد قليل، لاستنشاق رائحة المسك وكأنها رائحة ربانية، من عند الله لمن أصيبوا أو قتلوا. كانت الأحداث في سوريا، قد اشتعلت وتحولت إلى ما يشبه حرب المليشيات، وكانت أعداد المعتصمين، قد بدأت في التراجع نسبيا، وكان قيادات الإخوان، يخشون من يأس بعضهم وانسحابهم إلى بلدانهم مرة أخرى، بعدما شحنوهم إلى مقر الاعتصام، فأذاعت منصة رابعة، خبران يحملان من التناقض ما يكفي للتساؤل، لكن أحدا منهم لم يهتم. الخبران، كانا متعلقان ببشار الأسد، الرئيس السوري. ووقف أحدهم على المنصة، يقول: "في خبرين يبشران بالخير أيها الإخوة. الخبر الأول إن بشار الأسد قتل، والخبر الثاني، إنه قتل"، فبدءوا في التهليل. واستكمالا لهذه الظاهرة، كان هذا الخبر يردد تقريبا بشكل شبه يومي على المنصة، بأن محمد أبوتريكة، لاعب النادي الأهلي، قادم إلى الاعتصام، في مسيرة حاشدة، وبصحبته، حازم صلاح أبو إسماعيل. ومع كل مرة كان يذاع فيها الخبر على المنصة، كانوا يكبرون ويهللون، لكن أحدا منهم لم يسأل: لماذا لم يأت أي منهما إلى الاعتصام، بعد كل مرة يذيعون فيها عن قدومهما؟. واصطحب قواعد الإخوان، أطفالهم إلى الاعتصام، رغبة منهم في تنشئة جيل إخواني جديد، يحمل الراية من بعدهم، واستمرارا للتنشئة، فتحت بعض المعتصمات "حضانة" داخل الاعتصام، وبدأن في تعليم هؤلاء الأطفال حروف الأبجدية، لكنها لم تكن كالمعتاد، كانت: "م: يعني مرسي، وش: يعني شرعية، ود: يعني دم".ولم يكن غريبا أن يظهر هؤلاء الأطفال بعد ذلك، وهم يرتدون أكفانهم".