سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يستبعدون موافقة أمريكا على مشروع نووي خليجي على غرار "إيران".. عبدالمتعال: واشنطن حريصة على أمن إسرائيل.. رخا: القرار ليس بيد أمريكا وحدها..خلاف: سيدعمونه لكسب الأموال وتحجيمه
بعد تواتر أخبار عن سعي المملكة العربية السعودية ودول الخليج في الحصول على نفس القدرات النووية الإيرانية، وذلك بعدما ذكرت صحف أوربية وأمريكية أن هناك اجتماعا عقد مع باراك أوباما قبل قمة كامب ديفيد قال فيه أحد القادة العرب:" لا يمكننا الجلوس في المقعد الخلفى، بينما يسمح لإيران بالاحتفاظ بالكثير من قدرتها والنووية وجمع أبحاثها"، فهل يا ترى ستسمح الولاياتالمتحدة بإقامة مشروع نووى خليجى على غرار المشروع النووى الايرانى بدون أي عوائق؟ وانقسم خبراء الشئون الخارجية والسفراء إلى فريقين، الأول رأى أنه من المستحيل أن تسمح أمريكا بإقامة مشروع نووى خليجى تخوفًا من اللوبى الصهيونى واليمين الداعم لإسرائيل من ناحية وتخوفها على شقيقتها الصغرى إسرائيل من ناحية أخرى، بينما رأى الفريق الآخر أنه من الممكن أن تسمح أمريكا بالمشروع النووى السلمى للخليج بغرض المكسب المالى منه من ناحية، وللمراقبة عليه وتحجيمه ووضعه تحت أعينها من ناحية أخرى بدلا من أن تلجأ دول الخليج لدول أخرى تساعدها في ذلك. وقال السفير كمال عبد المتعال، مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن سماح أمريكا بوجود مشروع نووى خليجى هو " خرافة بحتة"، لأن أمريكا تحاول تحجيم الأبحاث والقدرات النووية الإيرانية، وتعمل بكل الوسائل سواء عن طريق إلغاء المشروع النووى الايرانى بالكامل أو تأجيله أو تحجيمه أو قص اظافره فلا يمكن أن تسمح للمجموعه العربية بأى قدرات نووية أو حتى ابحاث خصوصا انها معنية بحماية إسرائيل، ولازالت إسرائيل هي القاعدة المتقدمة الأمريكية في المنطقة وتحظى بحماية كاملة من أمريكا تكنولوجيا وعسكريا وسياسيا. ورأى عبدالمتعال، أن إثارة هذا الموضوع في كامب ديفيد، يعبر عن طموح عربية للحاق بالعصر، ولكنه لا يعتقد أنها مناسبة في الوقت الحالى في ظل تشرذم العالم العربى وتراجع نظام الدولة، مؤكدا أنه لا توجد دولة عربية وحدها تستطيع أن تغامر بهذه المشاريع النووية، مضيفا أن الدول العربية ليست موحدة ومنقسمة والخلافات بينها كثيرة وشديدة سواء لأسباب داخلية أو مصالح خارجية، معتبرا أن الدعوة جميلة وبراقة لكن تحقيقها بعيد كل البعد عن الواقع. وقال: أشك لو أثير المشروع بشكل جدى لكن من الممكن إثارته بشكل قلق دول الخليج من قدرات إيران النووية المستقبلية، لافتا إلى أن الخليج اليوم قلق ليس من قدرات إيران النووية المستقبلية لكن من المد السياسي النقوذى في المنطقة في ظل تجميد المشروع النووى ولو مؤقتا، كما أن حدوث مصالحة أمريكية إيرانية سيؤدى لحصول إيران على أموالها المجمدة في الغرب لكى تمول مشاريعها للتمدد السياسي الفارسى في المنطقة. وقال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن هذا المطلب كانت تتبناه دول الخليج وخاصة السعودية والإمارات؛ لانهم كان لديهم مفاعلات نووية صغيرة جدا، ويتمنون أن يكون هناك اتفاقا مع الخمس دول الأعضاء الكبرى التي وقعت اتفاقا مع إيران في مجلس الأمن وهي: روسيا والصين وبريطانيا وأمريكاوفرنسا، بالإضافة لالمانيا لأنها شريك تجارى، فالاتفاق ليس مع أمريكا فقط، مشيرا إلى أن دول الخليج كانت تريد من البداية أن يكون هناك اتفاق تعاقدى كما حدث مع إيران وكانت مستعدة أن تلتزم تماما بالشروط السلمية في تخصيب اليورانيوم والمفاعل ذاته. وأضاف أن أمريكا لن تستطيع أن تفعل ذلك لعدة أسباب منها أن الدول العربية عندما تطور قدرتها النووى فمسألة تصنيع السلاح من عدمه هي قرار سياسي وهى لا تريد ذلك، كما أن إيران بدأت في عهد الشاه مع أمريكا بالمفاعلات النووية الصغيرة ثم أكملت مع روسيا في تطوير هذه المفاعلات، وأمريكا لم تستطع أن تستمر لأن القرار ليس في يدها وحدها خوفا من رد فعل إسرائيل لغضبها من الاتفاق مع إيران، وبالرغم من أن تل أبيب لديها أسلحة نووية وغير منضمة لاتفاقية منع الانتشار النووى فالدول العربية ستصبح هي وإيران على نفس المستوى وهذا سيغضب إسرائيل جدا ومن ناحية أخرى سيغضب اليمين الأمريكي الذي يؤيد إسرائيل وخاصة اللوبى الصهيونى. وأشار حسن إلى أن والولاياتالمتحدة ستكون الطرف المعوق دائمًا بالتنسيق مع فرنسا وبريطانيا ولكن الاتفاق ليس معها وحدها، ولا ننسى أن التقارب الأمريكى الإيرانى بدأ فيه عمان في العام 2013، كما أن دول الخليج لم تحصل على وعد بعقد اتفاق مماثل كما حدث مع إيران، ولكن قد حدث نوع من الترضية فقط، موضحا أننا كدول عربية من المفترض أن نستقل بإمكانياتنا حيث نستطيع بدون اتفاق أن نحصل على الطاقة النووية للاغراض السلمية بالاتفاق مع دول أخرى وتحت اشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بدون اللجوء لأمريكا أو غيرها، مشيرا إلى أن إيران وصلت لأسلحة متقدمة أثناء الحرب الإيرانية العراقية ووصلت لتطوير أسلحتها النووية بالرغم من وجود حصار عليها، ولذا فإننا نحتاج لأن نصفى خلافاتنا أولا. وقال السفير هانى خلاف، مساعد وزير الخارجية للشئون العربية السابق، مندوب مصر لدى الجامعة العربية الأسبق: لست من أنصار انتشار النووى بصفة عامة، ولكن الطاقة النووية وتوليدها من أجل استخدامات سلمية أمر مسموح به وفقا للاتفاقية الدولية لمنع الانتشار، وبالتالى فلا حرج من أن تولد السعودية ومصر والعراق وكل البلاد التي لديها قدرات علمية وتكنولوجية أن تولد الطاقة من الطاقة النووية لتخفيف اعباء الطاقة التقليدية، وبالتالى لا ارى أي عيب في أي مسعى سعودى أو خليجى لتوليد الطاقة النووية. وأضاف خلاف أنه بالفعل هناك تخوف لدى الأمريكان أن يتم تحويل الطاقة النووية الإيرانية إلى سلاح نووى عسكري، وبالتالى قد أعدوا شروطا اتفقوا عليها حتى يصلوا لاتفاق نهائى قبل 30 يونيو بألا يحول لسلاح نووى وأن يكون سلميا فقط، مضيفا أن أمريكا لن تعترض، لأن كل الدول العربية التي ستخضع للتفتيش وأجهزة الطرد المركزية التي يشترونها فهى لن تطورها إلى مسلحة وهنا الأمريكان لن يعترضوا عليه، بل بالعكس سيسعون إلى المجيء بها للمكسب المادى من ناحية والتحكم فيها من ناحية أخرى.