من المتوقع أن تجرى تحولات ضخمة داخل الجماعة الإسلامية، عقب إلقاء القبض على عصام دربالة، الذي كان يقف عقبة في طريق انسحاب الجماعة من تحالف دعم الإخوان، حيث من الممكن أن يتم تنفيذ الاتفاقات التي جرت في الفترة الماضية بين عدد من القيادات الوسطى، لعودة كرم زهدى للقيادة، والانسحاب من تحالف المعزول، وتولى قيادة إصلاحية للتنظيم، وفصل حزب البناء والتنمية عن الجماعة بالكامل. ودعا أعضاء الجماعة إلى عقد اجتماع عاجل، خلال الأسبوع الجارى، قبل عقد الجمعية العمومية للجماعة التي اتفقوا على تنظيمها 25 مايو الجارى، بحيث سيتم دعوة القيادات التاريخية للجماعة أمثال ناجح إبراهيم وكرم زهدي، وفؤاد الدواليبي وأعضاء من جبهته المسمى ب"جبهة إصلاح الجماعة الإسلامية" مع وجود قيادات بمجلس الشورى الحالي وعلى رأسهم عبدالآخر حماد، مفتى الجماعة الإسلامية. وطالب عدد من الأعضاء محاولة اقناع الشيخ بدري مخلوف، الذي أعلن انفصاله عن تحالف الإخوان، للحضور، بجانب الشيخ خيري عطية، ومع الشيخ رمضان حسن من أجل ما اسموه بمنع انفراط عقد الجماعة الإسلامية وتشتت أعضائها. وأكدت مصادر من داخل الجماعة، أن أسامة حافظ سيتولى قيادة الجماعة لحين عقد اجتماع عاجل لمجلس شورى الجماعة، وتغيير هيكلة الجماعة بالكامل. من جانبه، رفض الشيخ على الديناري، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، دعوات ضم مخلوف وعطية لاجتماعات الجماعة، قائلًا: "الشيخ بدرى حضر الجمعيات العمومية وغيرها وطرح رأيه وهو رأى ليس بجديد بل غيره من الاخوة أيضا يراه لكن أصحاب الرأي الآخر يردون عليه وما نعتب على الشيخ بدرى ليس رأيه وإنما الطريقة التي خرج بها والتوابع التي بعدها، أما الدكتور خيرى فكلامه ليس فجأة وإنما هو انضم للشيخ حازم قبل الانتخابات ثم بعد الانقلاب حاول إقناع الاخوة في المحافظات بالانسحاب من المظاهرات فالكلام الآن ليس بجديد". في سياق متصل، هاجم طارق الزمر، القيادي بالجماعة الإسلامية ورئيس حزب البناء والتنمية الهارب في قطر، النظام الحالي بعد القبض على عصام دربالة، مؤكدًا أنه تصعيد خطير يؤكد غياب العقل. وأشار الزمر، في تصريحاته، إلى أن دربالة من أهم دعاة السلمية داخل الجماعة الإسلامية، وأن القبض عليه للضغط على أعضاء الجماعة وقياداتها للانسحاب من التحالف مع الإخوان، وطريق لجرهم للعنف (على حد قوله). وفي سياق متصل، أصبح من يخلف المقبوض عليه عصام دربالة في رئاسة مجلس الشورى الجماعة الإسلامية لغزا كبيرا؛ وذلك على الرغم من وجود الشيخ أسامة حافظ نائبا له في الرئاسة إلا أنه أبلغ مقربين منه برفضه قيادة الجماعة الإسلامية في تلك الفترة، وتحمل مسئولية قراراتها القادمة، وخاصة في ظل اقتراب عقد جمعية عمومية مجمعة لها يوم 25 مايو الجاري. وتتجه الأنظار وفقا لمصادر مقربة داخل الجماعة إلى الشيخ عبود الزمر لتولي رئاسة المجلس مؤقتا، وفي حال عدم قبوله بالمهمة سيقود أسامة حافظ اجتماع الجمعية العمومية يوم 25 مايو الجاري، وستتم الدعوة لانتخابات مجلس شورى الجماعة الإسلامية في ظل انتهاء فترة ولاية دربالة ومجلسه منذ عامين كاملين.