تستضيف المنامة غدًا أكثر من 400 شخصية وزارية ورفيعة عربية للمشاركة في "الدورة الثانية للمنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة" التي تستمر أعمالها حتى يوم الأربعاء، وذلك تحت رعاية الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس وزراء مملكة البحرين. ويشارك أيضًا في المنتدى، الذي ينطلق في عددٌ من ممثلي المنظمات والوكالات التابعة للأمم المتحدة وبنوك التنمية العربية ومنظمات جامعة الدول العربية المتخصّصة وهيئات المجتمع المدني المعنية بقضايا التنمية المستدامة. وينظّم المنتدى كلّ من لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا) وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة (اليونب) بالتعاون مع جامعة الدول العربية. سوف ينتج عن المنتدى سلسلة من التوصيات تحت عنوان "إعلان المنامة" كرؤيا إقليمية تقدم إلى الدورة الثالثة للمنتدى السياسي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة الذي سينظم في مدينة نيويورك من 26 يونيو إلى 8 يوليو 2015. وتتميز أعمال المنتدى بتحديد التحديات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية الرئيسية في ضوء النزاعات المستمرة في المنطقة العربية وذلك باتجاه تعزيز الحق في التنمية والكرامة الإنسانية. وفي وء الأهمية المركزية الذي يكتسبها موضوع التمويل المبتكر لتعزيز الأهداف الجديدة للتنمية المستدامة، سوف يناقش المشاركون دور المؤسسات والقطاع الخاص في دعم عملية الحكم ووسائلها وإعادة توجيه السوق نحو التنمية المستدامة بيئيًا. ويكتسب موضوع مراقبة عملية التنمية المستدامة في المنطقة العربية أيضًا أهمية خاصة في المنتدى حيث يناقش المشاركون التعاون والشراكة بين الحكومات والمنظمات الإقليمية ووكالات الأممالمتحدة بما في ذلك وسائل تحقيق أهداف التنمية المستدامة في السنوات القادمة. وفي هذا الإطار، يمثل هذا الاجتماع فرصة فريدة للوزراء العرب المسؤولين عن البيئة والمالية والشئون الاجتماعية لردم الهوة بين المعلومات والسياسات المعنية بالتنمية المستدامة. وسيناقش المنتدى الموضوعات المطروحة على برنامج المؤتمرات الدولية التي اعتبرها التقرير التوليفي للأمين العام للأمم المتحدة ديسمبر 2014 مصيرية لتحديد آفاق التنمية حتى عام 2030، وهي تحديدًا: مؤتمر أديس أبابا حول تمويل التنمية الذي سيعقد في يوليو 2015، وقمة الأمم المتحدة حول خطة التنمية لما بعد عام 2015 المقرر تنظيمها في نيويورك خلال سبتمبر 2015 والدورة الحادية والعشرون لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ والتي ستعقد في باريس في شهر ديسمبر من العام الحالي. وسيقدّم التقرير العربي الأول حول التنمية المستدامة مادة أساسية للنقاش. هذا وسيشمل النقاش في منتدى المنامة مسائل الأمن الإنساني والمقاربات الحقوقية للتنمية المستدامة التي تكتسب أهمية خاصة في إطار التحولات الخطيرة وغير المسبوقة التي تشهدها المنطقة العربية على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وسوف يتطرق المنتدى إلى قضايا رسم السياسات وتطوير نظم التخطيط التنموي واعتماد آليات التقييم والمتابعة في ظل ثورة البيانات وأهمية بناء القدرات لإعداد تقارير التنمية المستدامة من طرف كل شركاء التنمية وفق المناهج والمعايير المتفق بشأنها دوليًا. ويشكّل المنتدى العربي رفيع المستوى حول التنمية المستدامة أحد المنتديات الخمسة التي استحدثتها لجان الأممالمتحدة الإقليمية، ومن ضمنها الإسكوا، التزامًا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/290 بتاريخ 2013/7/9 الذي أكّد على أهمية البعد الإقليمي في التنمية المستدامة.