مازالت الصين متوغلة الانتشار في إفريقيا للاستفادة من السوق الكبيرة للقارة السمراء، حيث قال السفير الصينى لدى ناميبيا، شين شون كانج، إن هناك 40 شركة صينية تعمل في ناميبيا وتجنى حوالى 6ر4 مليار دولار أمريكي سنويا، موضحا أنه يعمل بهذه الشركات أكثر من ستة آلاف مواطن ناميبي. يذكر أن ناميبيا والصين وقعتا اتفاقية الاستثمار والحماية المتبادلة فى أغسطس 2005، فى حين أن قانون الاستثمار الأجنبى لم يقدم بعد للبرلمان الناميبى، وتبلغ قيمة استثمارات الشركات الصينية في ناميبيا حوالي 3 مليارات دولار أمريكي. وأكد كانج، أن السفارة الصينية تشجع الشركات الصينية على زيادة استثماراتها وتوثيق التعاون مع الشركات المحلية في ناميبيا وتوظيف عدد أكبر من السكان المحليين، مشيرا إلى أن السفارة ساعدت في عملية تنمية المهارات لدى الناميبيين وخاصة الشباب. ولفت كانج، إلى ورش العمل في مجالات الصحة والإدارة والزراعة والإعلام التى شاركت فيها السفارة الصينية بحضور أكثر من مائة ناميبي، موضحا أن السفارة تقدم أيضا منحا لمواطني ناميبيا للدراسة في الصين من خلال وزارة التعليم. وكجزء من نقل المهارات، شاركت الصين في بناء مركز تدريب الشباب الناميبي بمدينة جروتفوتين ،التى تقع على بعد 460 كيلومترا من العاصمة ويندهوك. ونمت الاستثمارات الصينية في ناميبيا من 179 مليون دولار أمريكى في عامي 2011 و2012 لتصل بنهاية عام 2013 إلى 9ر3 مليار دولار أمريكي، حيث تتركز أغلب الاستثمارات الصينية في قطاعى التعدين والتصنيع. وكان السفير الصيني قد قال في أواخر العام الماضي إن الصين تبحث مشروع إنشاء خط سكك حديدية بين تسوميب وميناء والفيس باي الذى تتجاوز تكلفته 500 مليون دولار أمريكى، مشيرا إلى أن شركة صينية تجرى مباحثات مع وزارة الأشغال والنقل لبناء خط سكك حديدية من تسوميب حتى والفيس باي ، وسيعمل هذا الخط على نقل البضائع والركاب. وقالت الشركة الصينية إنها ستقدم التمويل للبدء في تنفيذ المشروع، على أن تسدد الحكومة الناميبية المبلغ في وقت لاحق. وتفكر الصين أيضا في بناء طريق سريع حديث لناميبيا يربط بين مطار هوسيا كوتاكو الدولى وكاتوتورا على أطراف العاصمة ويندهوك؛ لتطوير البنية التحتية لحركة المرور المحلية. وقال السفير شين إنه من المتوقع أن يتكلف هذا المشروع أكثر من 10 ملايين دولار أمريكى ولدينا مثل فى الصين يقول "إذا رغبت أن تكون غنيا، فمن الأفضل أن تبنى طريقا فعندما يتصل الناس بعضهم ببعض، يكتسبون أفكارا جديدة". وطبقا لتصريحات شين فإن الحكومة الصينية كانت تعمل على عشرة مشروعات جديدة على الأقل لناميبيا، تغطى قطاعات مختلفة مثل النقل والتعليم والصحة. وقال كانج " تمشيا مع اتفاقية التعاون الثنائى التقنى والاقتصادى، قدمت الصين إلى ناميبيا مساعدات مجانية قيمتها 29 مليون دولار أمريكي في عام 2013، و16 مليونا خلال العام الجاري. وأبرز مشاريع الاستثمار الصينية جاءت على شكل مشروع مشترك بين الشركة العامة للطاقة النووية المملوكة للدولة الصينية، وشركة إيبانجيلو للتعدين، المملوكة للدولة الناميبية، مع استحواذ شركة إيبانجيلو على حصة فى منجم هوساب لليورانيوم. ومع حصول الشركة العامة للطاقة النووية الصينية على استثمار طويل المدى بقيمة خمسة ملايين دولار أمريكى، فإن منجم هوساب سيجعل ناميبيا ثانى أكبر منتج لليورانيوم فى العالم، ويوفر ألفى فرصة عمل دائم، وأربعة آلاف فرصة عمل مؤقت، في الوقت الذى يسهم بنسبة لا تقل عن 5% من نمو الناتج المحلى الإجمالى الناميبي. وتخطط الشركات الصينية أيضا للاستثمار فى زراعة الذرة والتبغ فى منطقة زامبيزى ، وقال كانج "البيئة فى زامبيزى جيدة جدا والأراضى خصبة وتقوم الشركات الصينية الآن بالأعمال التمهيدية وبمجرد بدء المشروع سيخلق فرص عمل لنحو خمسة آلاف شاب".